بسم الله الرحمن الرحيم
يستشكل بعض المؤمنين الذين يرجعون إلى سماحتكم من تناول الصمون الذي يطلى بفرشاة أجنبية قبل وضعه في الفرن. فما حقيقة هذا الأمر؟
الجواب
ثبت لدينا من عدة طرق أن فرشاة مستوردة من الصين كثيرة الاستعمال في طلاء الجدران والصمون قبل وضعه في الفرن هي مصنوعة من شعر الخنازير التي تُربّى خصيصاً في الصين لهذا الغرض، والصينيون لا يخفون هذا بل يعلمون التجار المستوردين لها باعتبارهم مسلمين! والتجار المسلمون يسوّقونها مع التفاتهم إلى هذا الأمر، ولا أحد ينبّه أو يحذّر، خصوصاً فيما يتعلق بالطعام الذي أمر الله تعالى بأن يكون طاهراً طيباً {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ}(سورة عبس/24).
فعلى القول المشهور الذي عُدّ متسالماً عليه بين الأصحاب من نجاسة الخنزير بسائر أجزائه، فان مثل هذه الفرشاة لا يجوز استعمالها في ما يؤكل لحرمة أكل النجس.
والحل بسيط بأن يستخدم أصحاب الأفران فرش غير مصنوعة من شعر الخنزير، حيث توجد غيرها مصنوعة من النايلون الصناعي مهما قيل عن خشونتها ونحوها من الأعذار، فان مراعاة حكم الشريعة هو الأهم قال تعالى {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (البقرة/ 229) وقد قام بعض الإخوة المؤمنين - جزاهم الله خير الجزاء- بتوزيع الاستفتاء على أصحاب الأفران مع إهداء فرشاة أو أكثر من الشعر الصناعي ونحوه الخالية من الإشكال لإلفات نظرهم إلى هذه المسألة وخطورتها. كما وجّهنا المؤمنين بمقاطعة أصحاب الأفران المعاندين المستكبرين على أحكام الله تعالى لردعهم وإعادتهم إلى الصواب، والله الموفّق.
محمّد اليعقوبي
18/ رجب الأصب/ 1431
1/ 7 / 2010 م