حكومتنا والتطنيش ... ميناء مبارك ادى لتغيير خارطة الفاو وعرقل كيبل الانترنت البحري
الاتصالات: (مبارك) الكويتي ادى لتغيير خارطة الفاو وعرقل كيبل الانترنت البحري
بغداد – منتظر ناصر
عزت وزارة الاتصالات تأخير ربط الكيبل البحري الذي يربط العراق بدول العالم مباشرة، الى تغيير مسار الكيبل بسبب تغيير مكان ميناء الفاو الكبير، بعد قيام الكويت بإنشاء ميناء مبارك، في عمق المياه البحرية قبالة العراق.
وفيما أكدت أن ذلك من شأنه أن يحول العراق الى محور للاتصالات في منطقة الشرق الاوسط، كشفت عن سعيها الى ايصال الكيبل الضوئي الى جميع المنازل خلال عامين أو ثلاثة، متوقعة أن يحدث المشروع نقلة نوعية داخل المجتمع.
وفي الوقت الذي ذكرت أن من شأن ذلك أن يحدث خفضا كبيرا في أسعار الخدمة، قالت إن الكيبلات الضوئية المارة عبر دول الجوار، ستكون كيبلات احتياطية في حال حدوث طارئ.
وفي مقابلة مع "العالم" أمس الثلاثاء، قال امير البياتي الوكيل الفني في وزارة الاتصالات "كان من المؤمل أن نكمل ربط الكيبل البحري قبل 3 أو 4 أشهر، لكننا تأخرنا بسبب تغيير مكان الميناء العراقي "الفاو الكبير" بعد أن قامت الكويت بإنشاء مينائها "ميناء مبارك الكبير"، الأمر الذي اضطررنا معه الى تغيير مسار الكيبل الى الشرق".
وأوضح البياتي "واجهتنا صعوبة في ايجاد المكان البديل، بسبب وجود انابيب النفط الخاصة بالتصدير، فضلا عن تحويله عن مسار السفن، ما دعانا الى عقد اجتماعات ثنائية وثلاثية مع وزارة النقل، لإيجاد المكان البديل الذي حددناه ولم تعد لدينا أي مشاكل في هذا الجانب، بانتظار اكمال العملية نهاية العام الجاري".
وبين وكيل وزارة الاتصالات أن "ذلك من شأنه أن يربط العراق بدول أوروبا والعالم من دون واسطة، ولا يمر بدول الجوار الاخرى، كما سيحسن واقع الخدمة بشكل كبير من خلال ضمان جودة النوعية، لأنه مربوط بشكل مباشر، باعتبار أن الكيبل الضوئي المار عبر الدول الاخرى، ربما يكون قد تعرض الى قطع أو قد تكون نوعيته رديئة، ما يسبب رداءة في واقع الخدمة"، لافتا الى انه "سيكون ذا سعة كبيرة وغير محدودة".
ولفت الى أن "الوزارة لن تستغني عن الكيبلات الضوئية الممدودة من دول الجوار، بل ستكون كيبلات احتياطية في حال حدوث أي طارئ، يوقف عمل الكيبل البحري".
وأشار البياتي الى أن "الوزارة بموجب ذلك ستعمد الى خفض الأسعار بشكل كبير، وهذا الأمر سيساعدنا كثيرا في استقطاب الشركات العالمية في اوروبا وأميركا، بغية تنفيذ خطتنا التي نرمي اليها، وهي تحويل العراق الى محور لربط منطقة الشرق الأوسط بالعالم، نظرا لموقعه الجغرافي المهم"، لافتا الى أن "الشركات العالمية تفضل التكلفة الرخيصة لاعتمادها ربط الدول عبر الكيبل الضوئي".
ونوه المسؤول البارز في الوزارة بان "ذلك سينعكس على واقع الأسعار بشكل عام داخل العراق بالنسبة للمستهلك العادي"، معللا ذلك بأننا "سنستلم الإشارات الضوئية بشكل مباشر من دون رسوم الترانزيت التي ندفعها الى دول الجوار، ومن الطبيعي أن كلفة التجهيز ستقل بالنسبة لشركات القطاع الخاص، الامر الذي سيؤدي الى خفض الأسعار بشكل عام".
وكانت الوزارة اعلنت خطة تهدف لتخفيض سعر الميغابايت الواحد من 800 دولار الى 400 نهاية العام الحالي.
وأشار البياتي الى أن "الوزارة نجحت في ربط خدمة الانترنت بالارض عن طريق الكيبل الضوئي، بعد أن كانت في الجو عن طريق الأقمار الصناعية، الأمر الذي حسن أداء الخدمة بشكل أفضل".
وبشأن ايصال الكيبل الضوئي الى جميع المنازل، ذكر الوكيل الفني "اعتمدنا خطة الاتفاق مع الشركات المستثمرة في قطاع الاتصالات عن طريق تضمين شرط ايصال الكيبل الضوئي الى المنازل في منطقة يتم الاتفاق عليها للتخفيف عن كاهل الوزارة"، موضحا "وقد نفذنا ذلك في منطقتين في العاصمة، ووقعنا عقدا مع احدى الشركات لتنفيذ المشروع في منطقتين بجانب الكرخ والرصافة، كما قمنا بالتعاقد مع شركات أخرى لتنفيذ ذلك في المحافظات الأخرى".
ونبه الى أن "ربط جميع المنازل في العراق يعتمد على مقدار الموازنة التي نحصل عليها، وإقبال الشركات المستثمرة، وبناء على ذلك فإن المشروع سيكتمل خلال عامين أو ثلاثة، أما اذا اعتمدنا القدرات الذاتية فقط مع استمرار الموازنة الحالية، فإننا يمكن أن نكمل المشروع خلال مدة أقصاهها 7 أعوام".
وكانت وزارة الاتصالات أعلنت في وقت سابق عن بدء العمل الفعلي بمشروع إيصال خدمة الانترنت السلكي السريع نهاية تشرين الاول الماضي، ويشمل 12 من بدالات بغداد.
والمشروع يضيف امتيازات لخدمة الانترنت عبر الهاتف الارضي وتطوير الخدمات المقدمة من قبل شركة الانترنت لمشتركيها، ولاسيما أنها ستتيح استخدام الانترنت السريع والهاتف الأرضي في آن واحد، بدون إشغال خط الهاتف.
وذكر البياتي أن "المجتمع العراقي سيتحول خلال عامين أو ثلاثة بعد اكتمال الربط الضوئي الى مجتمع معلوماتي، تصبح المعلومة مفردة مهمة وضرورية في حياته، وسيصل الى مرحلة ربما يتحمل قطع الماء والكهرباء عنه لأيام، لكنه لن يتحمل قطع خدمة الانترنت عنه لساعتين أو 3 ساعات"، مشيرا الى أن "العراق سيتحول الى مالك للمعلومة بعد أن كان خاضعا لأمزجة الدول المحيطة به، تقطعه متى ما شاءت".
رد مع اقتباس
