المستشار الدمرداش العقالي القيادي الاخواني السابق والزعيم والروحي لشيعة مصر:
الشيطان الأمريكي رأى إرهاصات الثورة المصرية فحرك الأحداث وسخرها لمخططه...وحكم مصر وسورية يسعى بواسطة العراب التركي المتحد مع امريكا والمسنود بتحالف خليجي داعم إلى (الإخوان المسلمين) ..لإفشال معادلة تحالفهم مع (إيران / حزب الله) الخطيرة جداً ووضعهم في مواجهة اقليمية معهم
الوطن :
في حوار خاص لجريدة الوطن الكويتية مع المستشار الدمرداش العقالي حاوره فيه حسن عبدالله وضح فيه في خصوص تحليله لمجريات الاحداث المصرية بعد ثورة يناير 25 بأن" الناس في مصر تموج في بعضها، والرؤى متناقضة ومتناقصة، ولا توجد فكرة تتجانس مع فكرة، ولله الأمر من قبل ومن بعد". كما وضح بأنه " مع التغيير الذي يحدد هدفه قبل ان يخطو "و" التغيير الرشيد الذي يحدد فيه الناس ماذا يغيرون وماذا يستبدلون فالشيطان يسبق اصحاب النوايا الحسنة الى افساد نواياهم وصدق الله العظيم اذ يقول: {وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته} " مشيراً الى أن "الشيطان الامريكي سبق الى احتمالات الثورة فسخرها لمخططه" وان " الاصابع الامريكية هي التي حركت الاحداث بعد ان علمت ان الساحة مليئة باحتمالات الثورة من غير رأس يقود، فقبل ان يبرز الرأس، ويظهر الحل الثوري – كما يقول الشيوعيون – سارعوا الى ان يفتحوا باب الثورة على ثوار غير مهيئين لا تنظيميا ولا منهجيا. والذي يدلل على هذه الحيرة ان الجموع البشرية التي كانت تعيش في عناوين ترفض السياسة اصلا، كالسلفية والصوفية، فإذا بها تتصدر المشهد السياسي في مصر، ولا هي عندها رؤية ولا تدري ماذا يراد بها غدا." ولكنه استدرك قائلا بأن ذلك لايعد "انتهازية وانما هو كرفع الغطاء عن اناء يغلي وليس له وجهة محددة، كل يفور ويندلق في الطريق الذي يُدفع اليه، فجميع الفرقاء الذين يعملون في الساحة السياسية الآن يُدفعون الى مجهول هم لا يدركونه. فعندما تسأل السلفية ماذا يريدون من السياسة يقولون ذلك لاننا نريد مواجهة الاخوان المسلمين الذين يعملون بالسياسة، اي مجرد رد فعل للآخرين والغاء للعقلانية".
كما اجاب عن دور الاخوان المسلمين في مصر الآن قائلا مشيرا لكلمة لاستاذه الامام حسن البنا بأن " الاخوان المسلمون لا يسعون الى الحكم ولكن الحكم يسعى اليهم»، وقد بان تفصيل هذه الكلمة «ولكن الحكم يسعى اليهم» في تفصيل ما يجري الآن في مصر والعالم العربي" وبأنه " لا توجد في مصر ولا في اي بلد عربي هيئة او جماعة لها سلم وكوادر وقيادات ومنهجية الا الاخوان المسلمون، هم الوحيدون الآن المهيأون لتسلم زمام الحكم في مصر والعالم العربي".
وحول خشية البعض من منهج الاخوان في مصر اذا ماتولو الحكم قال : "الاخوان اضطهدوا لأكثر من 50 سنة، وهذه فرصتهم لانهم الوحيدون الذين كانوا ومازالوا منظمين، والحكم يسعى الى اناس منظمين وليس هلاميين ومن حقهم ان يتصدروا المشهد السياسي العربي كله لانه ليس هناك من فصيل منظم غيرهم" . كما بين بأن " الحكم هو الذي يسعى اليهم، والولايات المتحدة ادركت هذا الامر بفعل تحريض مبارك على الاخوان فالرئيس المخلوع بالغ في تصوير قوة الاخوان المسلمين للامريكان وظل يفزغهم بهم عندئذ قال الامريكان بان الاخوان اذا كانوا هم الاقوى وانهم سيصلون الى الحكم ان عاجلا وان آجلا فلنعمل على توصيلهم نحن على الحكم حتى يكون لنا في الامر نصيب قبل ان يصلوا هم للحكم بأنفسهم، وهذا ما حدث بالضبط" .مؤكداً الى ان " المؤامرة الامريكية مدروسة بذكاء والعناصر البريئة فيها تتحرك ولا حول لها ولا قوة ولا يمكنها ان تقود الاحداث، فالامريكيون يريدون محورا من الاخوان المسلمين يحكم مصر وسورية، ويحكمهما بمعطيات تقف ضد ايران بالتحديد. فالامريكان علموا من وقائع الاحداث ان بقاء تيار الاخوان معاديا للغرب ومضطهدا سيجعله يضاف الى الثقل الايراني وثقل حزب الله فعملوا على فصل هذه المعادلة التي لو اكتملت ستصبح خطيرة جدا، والعراب الذي اجاد تنظيم هذه المعادلة هو رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي فتح الباب «للوصال الامريكي الاخواني» فهو تواصل مع الاخوان المسلمين في مصر، الذين اشترطوا ان يكون اخوان سورية معهم في المعادلة، فالمحرك للاحداث كلها هي امريكا ثم انجرف الجميع في الاحداث ويتصرفون تلقائيا، هذا هو المؤكد فالذي لاشك فيه انك عندما تزيل مبارك يكون البديل الجاهز المنظم لاستلام الحكم هم الاخوان المسلمون الذين يحتاجون الى دعم، اما ان يأتي من امريكا او من جهة اخرى ولان امريكا هي الاقوى في الساحة بحكم علاقتها القوية بأصدقائها في الخليج الذين سيقدمون الدعم لمصر، فالعلاقة بينها وبين الاخوان ستكون تحالفية". كما اشار الى ان " تركيا مهدت لوجودها القوي في المنطقة عبر ما سمي بأسطول الحرية والغيرة على حماس والدفاع عنها، كل هذا كان تمهيدا لتصبح وجها مقبولا ثم دخلت في نسيج الحوار مع الغرب الذي يعتبر اردوغان حليفا قويا" مبديا قلقه الشديد على التطورات القادمة في المنطقة جراء حصول هذا السنياريو الخطير من وجهة نظره .