غالى ولم يبلغ قصيدي= معناكَ يا لغـــةَ الخلود
يا بِكْرَ يائسةِ الدهورِ = يَمُضَّــــــها فقدُ الــوليد
ولدتكَ لم تحفِلْ بأعــباءٍ = ولا جَهْـــــدٍ جَهـيــد
وترسَّمت فيك الحياةَ = وطلعـــةَ الأملِ الرّغيــد
يفترّ عن ثغرٍ كلطفِ = الشمسِ في دنيا الوجود
ينجابُ عن فجرٍ من = الكلماتِ في قولٍ ســديد
المسمعاتِ الصمَّ أروعَ= ما يُصاغ من القصـيد
والمنجيـاتِ الجيلَ من = طغيانِ قارعــــةٍ وَئود
والهاتفاتِ بأنّ مَهْرَ الـ = خلدِ فيضُ دمِ الشهيد
***
يا عنفوانَ الفكرِ يا = فضــــــلاً يطوِّقُ كلَّ جيد
يا مجليَ اللَزَبـاتِ يا = رمــــــزاً لكلِّ دمٍ حَريدِ
يا حتفَ طاغوتٍ ويا = كابوسَ جبــــــارٍ عنيدِ
ما كان حَيْنُكَ حينَ = ألحفَكَ الرّدى ظُلَــمَ اللحودِ
إلا ولادةَ أمّـــــــــةٍ = عاشت حيــاتكَ من جديد
عاشتك مقــداماً يلينُ = لعزمِهِ بأسُ الحـــــــديدِ
عاشتك وحياً يمحقُ = الظلمــــاتِ بالفكرِ الرشيدِ
وتلمّسَــتكَ يداً أشاجعُها = تُلَفُّ على البنـــــــــود
سمراءَ تنبيء أنّ هذي = الارضَ من أُهُبِ الجدودِ
الواهـــــــــبينَ لرِفدها = فيضاً يضــــجُّ من الوريد
والمطعـــمينَ سغوبَها = مُهَجاً تجـــــود بلا حدود
الناهبـــــــاتُ من الطغـــاةِ الأمنَ في عيشٍ رَغيــدِ
والمدلجــــــــاتُ إذا رعاها الذلّ في طرفٍ سَـــهيدِ
حيث الكرامــةُ منزلاً = فالـــذلّ من شِيَمِ العبيـــــد
***
يا عنفوانَ الفكرِ إنّ = يداً تُمَــــــــدُّ إلى القيـــــود
طوعَ الخنوعِ مخافةَ الـ = وعدِ المخادعِ والوعيدِ
حملتكَ سيفاً يستدرُّ الـ = موتَ من هـــــــامٍ وجيد
يهبُ المنونَ جموعَها = ومطالباً هـــل من مَزيدِ؟
وإذا دعاهُ من العدى = داعٍ سقـاهُ من الــــــوريد
حملتكَ نبراســـــاً يُجلّي = رحبَ آفـــــاقِ الخلود
ويعيدُ للأجيــــــــالِ ما = فقدت من العزّ المشــيد
ورصيدُها ممــــا تركتَ = لفاقةٍ أغلى رصــــــيد
يا عنفوان الفكـــــر ما = لا قيتَ من طـاغٍ عَنود
مجداً يُزَفُّ لمجدكَ الـ = موّارِ والألِـــــقِ الفريــد
إن الدماءَ إذا هَمَتْ = ضحكتْ لها عينُ الخلـــود
وتُصـــاغُ عِقْدَ عقيدةٍ = غرّاء تهزأ بالعقـــــــود
لا التبـــرُ يغريها ولا = عقدٌ من الدرّ النضـــــيد
الا دمـــاءٌ حـــــــرّة ٌ= جادت بها كفُّ الشـــــهيد