التاريخ. . لن يُكتب مرتين



أرض السواد - عبدالكريم الخليل


قبل اقتحام النجف رشقت القوات المسلحة المدينة بعدّة مئات من الصواريخ التعبوية نطبق على /إننا وفي تلك الأثناء أبرق طه الجزراوي إلى صدام قائلاً: /لونا/ الأفعى/. النجف وإنها فرصة التاريخ لسحق رأس 1991 هذا ما سجله التاريخ عام. وما أشبه اليوم بالبارحة.. بعد أكثر من عقد من المآسي التي عاناها العراق بنجفه وكربلائه وأهواره وأنهاره . يعود التاريخ ليسجل فرصة جديدة لمجرمين جدد يصبون حقدهم الملتهب على. أرض علي بن أبي طالب ولكن الصورة اليوم أكثر وضوحاً . . فلا قائد ضرورة . . ولا غوغاء ولا غدر. ولا خيانة .
اليوم تدك القوات الأمريكية الصديقة للحكومة المجرمة بصواريخها وقذائفها وحممها. . تدك للأسبوع الثاني أرض علي بن أبي طالب وصي رسول الله وخليفته، مستهدفة تيار: سليله الصدر المناهض للاحتلال. . تيار الصدر الذين تسميهم الجهات الرسمية! عصابات خارجة عن القانون! وبعيداً عن معنى القانون الذي يتبجحون به. . ترى هل استعصت عصابات صغيرة كما يقولون على الشرطة والحرس وغيرهم من آلة القمع الجديدة ؟؟؟ حتى باتت الطائرات تقصف والدبابات تنسف والمدافع تضرب ؟؟؟
أم أن الديمقراطية الموعودة ليست أشد حزماً من الدكتاتورية المقبورة ؟؟
ولكن لا . . فمنهج الإجرام الأمريكي هو هو لن يتغير. . والقبضة الحديدية. ديمقراطية كانت أم دكتاتورية هي هي . . وبدلاً عن صدام علاوي .
*****
وإذا كان صدام بالأمس طاغوتاً يسوق قواته بوساطة مجموعة من المجرمين من أقربائه وأبناء مدينته . . ويدفع آخرين بالتضليل والعصبية والطائفية . . ويغري. الجميع بالهدايا ويهددهم بالنكال .
فماذا سيقول اليوم مدّعو حقوق الإنسان والمنظمات الأخرى ؟؟؟
ماذا سيقول مدّعو الديمقراطية والحرية وسيادة القانون ؟؟
ماذا سيقول مدّعو الدين والأحزاب الوطنية والمراجع ووو ؟؟؟
ماذا سيقول شاكرو بوش الذي حرر العراق كما يزعمون ؟؟
لا بل ماذا سيقول مجرمو اليوم ؟؟؟
*****
لن يَكتب التاريخ أن مقتدى وأتباعه كانوا خونة أو مجرمين أو إرهابيين أو حتى منقلبين على السلطة أو طلاب كرسي! ! وإن كتب انهم لا يمتلكون حنكة سياسية
!
ولكن التاريخ سيكتب
. أن مدّعي الديمقراطية خانوا مبادئها .
. وأن مدعي الحرية ذبحوا مريديها .
. وأن مدعي القانون عاثوا فساداً .
سيكتب التاريخ
. أن المنظمات الأممية تركت واجبها .
. وأن الأحزاب باعت قضيتها .
. وأن المراجع هجروا وما رجعوا .
سيكتب التاريخ
. أن أمريكا عدوة الشعوب .
. وأن المريد لها نذل خائن .
. وأن الساكت شيطان أخرس .

! والتاريخ. . لن يُكتب مرتين !
*****
alkalyl@maktoob. com
24/8/2004م
http://www.iraqsawad.net/a1502.htm