النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. افتراضي إنجاز مقتدى التاريخي : أكوام من القتلى .. جراح القلوب و خراب البيوت !

    إنجاز مقتدى التاريخي : أكوام من القتلى .. جراح القلوب و خراب البيوت !

    كتابات - مهدي قاسم

    حتى لحظة كتابة هذه السطور ، لا نعلم ، ماذا سيقرر ( زعيمنا المبارك ، و قائدنا المقدس ) مقتدى الصدر ، بصدد وقف شلالات الدماء العراقية النازفة ، في هذه الأيام ، مثل الأمطار الموسمية ! .. وما هي أحوال مزاجه المتقلب ، و عقله المتشقلب ! .. فهل سيحًن قلبه الحجري ، على ما تبقى من أفراد جيشه المهدي ( المغوار ) ، من شباب غض ، أكلت أقدامهم مخالب التراب ، و الحجر ، و التهمت عقولهم أنياب الوهم الأرضي ، و السراب السماوي ؟! .

    و سواء ، وافق مقتدى الصدر ، على خطة السيد السيستاني للتسوية ، أو لم يوافق ، فأنه سيكون من الخاسرين ، و رقبته مثقلة بجثث آلاف الضحايا ، زائدا ، جثة السيد عبد المجيد الخوئي ! .

    سينتهي ( إنجازه التاريخي ) الدامي ، بدون أي إنجاز ، شبيها بإنجاز بشير جميًل ، أو أيلي حبيقة ، في لبنان الحرب الأهلية ، مع فرق واحد : فهذان- على الأقل - كان يقاتلان من أجل طائفتهما ، بهدف تقويتها ، و حصولها على إنجازات سياسية ، و طائفية ، بينما مقتدى الصدر ،( قاتل ) بهدف إضعاف حجم ثقل طائفته ، و تقوية مواقع ، و مواقف أعدائها ، محليا ، و عربيا ، و .. و أمريكيا !! .

    و لم تكن صدفة ، ذلك التطبيل ، و التزمير ، و التهليل ، له ، من قبل ، بعض كتًاب ، و صحفيين ، عراقيين و عربا ، الذين كان بعضا منهم ، قبل تمرد مقتدى الصدر ، لا يتحدث عن الشيعة العراقيين ، و لا يصفهم ، إلا بلقب ( أحفاد العلقمي ) ، و إذا بهم اليوم ، يهللون له ، عبر نصوص ( ملحمية ) ، كذبا ، و نفاقا ، لأنه خدم أهدافهم ، و مواقفهم السياسية الصدامية ، و العربية المعادية ، خدمة لا تُقدر بأي ثمن كان ، حيث استحال – أي مقتدى الصدر – حسب التهريج المضلل ، لهؤلاء المنافقين ، من حفيد علقمي ، إلى صلاح الدين الأيوبي زماننا ؟! .

    لقد أجرم هذا الديكتاتور الصغير ، بحق الموطن العراقي ، في العتبات المقدسة ، و كذلك ، في مدينة الثورة ، و في مناطق أخرى ، من مدن جنوب العراق ، متسببا بقتل آلاف ، من العراقيين ، من أجل لا شيء ، مربكا ، و متأججا ، الأوضاع العراقية المأزومة ، أصلا ، لتزداد تفاقما ، و تفجرا ، لتصبح أكثر دموية ، و كارثية ، و مأسوية ، ليدفع الشعب العراقي ، باهظا ، ثمن كل ذلك ، من أجل صبي غًر ، لا يعرف من السياسة ، لا ألفها ، و لا باءها ، و لا يعرف ، في نهاية الأمر ، ماذا يريد : هل ( يقاوم ) قوات الاحتلال ، أم يسًقط الحكومة المؤقتة ، أو يرضي الرفسنجانيين ، أم نصراللهويين ؟! .

    و لكن الحقيقة تقول : بأن مقتدى الصدر ، سوف لن يكون ، من بين الخاسرين ، إنما الخاسرين ، هم ، أولئك الشباب الذين ماتوا هباء ، و كذلك أمهاتهم ، و آبائهم . إذ أنه سوف لن ُيحاسب ، لا على دم عبد المجيد الخوئي ، المسفوح ظلما ، و لا على دماء آلاف ، من الضحايا المخدوعين ، الذين ماتوا من أجله ، حيث قادتهم أوهامهم به ، إلى حتفهم ، كأضحية بشرية رخيصة ، ضُحيت بها ، من أجل صنم هزلي و مضحك ، يجعل الدموع تتفجر دماء !! .. نعم ! ، لقد مات آلاف من الضحايا ، من الشباب السذج ، و الفقراء اليائسين ، مقابل سقوط ، بضعة جنود مرتزقة ، من قوات الاحتلال ، و أستسلم مقتدى الصدر ، للأمر الواقع المؤقت ، بينما بقيت قوات الاحتلال ، أو المتعددة الجنسيات ، في أرض العراق ، مثلما ، قبل تمرده ، لأن هدفه ، لم يكن مقاومة الاحتلال ، بقدر ما هو ، الإسهام ، في تعميق دوامة العنف ، و الفوضى ، و إطالة معاناة ، و محنة العراقيين ، إلى حيث يمكن الإطالة ، و التمديد ، عبر أكوام جثث متراكمة ، و جروح القلوب ، و خراب البيوت ، و فجيعة الندوب ! .

    بالطبع ، نحن لسنا ساذجين ، لنقول ، بأن موافقة مقتدى الصدر على خطة السيد السيستاني لتسوية أزمة العتبات المقدسة ، ستكون نهائية ، و غير قابلة للخرق ، من طرفه ، هنا و هناك ، في مسار الأيام القادمة : إذ أنه حصان طروادة ، لهذه الجهة ، أو تلك ، مزدحم ، و محتشد ، بكل المفاجأة الدامية ، و الكارثية ، ناهيك عن كونه ، يريد أن يعوًض عن خوائه الروحي و ضحالة ذهنيته المجدبة ب( نجومية ) الشارع العراقي ، و العربي ، و الفضائيات العربية ، تلك التي وصفت الإرهابيين الصداميين ، و الإسلاميين المتشددين العرب القتلى ، الذين قضوا في الفلوجة أو سامراء ب( شهداء المقاومة ) ، بينما ، اعتبرت أعضاء جيش المهدى ، الذين ، سقطوا في المصادمات ، و الاشتباكات ، مع القوات الأمريكية ، بمجرد( بعض القتلى من أتباع الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر ) !!.

    كما أن ( ظاهرة ) مقتدى الصدر ، قد فضحت سلوك ، و عقلية عدد من الكتًاب , المثقفين العراقيين ، الذين قد أثبتوا ، مرة أخرى ، بأنهم لا يستطيعون العيش ، بدون أصنام ، و ديكتاتوريين ، من هذا الصنف ، أو ذاك النوع ، على الرغم من مزاعمهم المضللة ، و الكاذبة ، بأنهم ضد العقلية الصنمية ، و الديكتاتورية القمعية ، وهم الذين يدركون جيدا ، لو أنهم شربوا كأسا ، من البيرة أمام مقتدى الصدر ، و أعضاء جيشه المهدي ، فسيتم جلد مؤخرتهم ، حتى تحًمر مثل حبة الرمان ، و لكنهم ، مع ذلك طبلوا ، و زمروا له ، على الرغم من معرفتهم ، و معلوماتهم ، عن سجونه ، و غرف تعذيبه ، و محاكم شرعيته ، و ضاربي سياطه ، و سيوفه ، وهو مازال بعيدا ، عن ظل السلطة ، و الحكم ! . بل أن ظاهرة مقتدى الصدر ، قد كشفت النقاب ، عن كون أن جرائم صدام حسين ، لا تكمن في سلسلة مجازره ، و مقابره الجماعية ، و إنما في تلويث ، و ( تخصيب ) عقلية ، و ذهنية ، مئات آلاف - أن لم يكن الملايين – من العراقيين ، و على رأسهم ، عدد لا بأس به ، من ( كتًاب و مثقفين ) ، و تلك أسوأ ، من أية جريمة أخرى ! .

    qasim3@gawab.com

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    سبق مقتدى الصدر .. المنتفضون عام 1991 فإنتهكوا القانون وخرجوا على الدولة .. وخلفوا لنا الآف القتلى وخراب البيوت .. والمقابر الجماعية .. اولئك غوغاء كما يقول صدام .. وهؤلاء أوغاد كما يقول حازم الشعلان .. والفعل واحد والنتيجة واحدة ..
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني