مقابلة خاصة : السيستانى لن يدعم اى جهة سياسية بل يدعم خيار الشعب فى الانتخابات العامة
شينخوانت الصينية : : GMT 05.00 hours + 2004-09-07 - 0836
مقابلة خاصة : السيستانى لن يدعم اى جهة سياسية بل يدعم خيار الشعب فى الانتخابات العامة
بقلم شعلان احمـد
بغداد 7 سبتمبر / شينخوانت / اكد اية الله السيد على الواعظ ممثل المرجع الشيعى الاعلى فى العراق اية الله العظمى السيد على السيستانى بان المرجع الدينى الاعلى لن يدعم اية جهة سياسية بل انه مصر على اجراء الانتخابات العامة فى موعدها المقرر ويدعم اى خيار للشعب العراقى.
وقال الواعظ فى مقابلة خاصة مع شينخوا اليوم الثلاثاء ان " الانتخابات اهم شىء بالنسبة لابناء الشعب العراقى ، والسيد السيستانى يصر على ان تجرى الانتخابات فى موعدها المقرر وان صندوق الاقتراع هو الذى سيكون الحكم الفيصل والدواء الشافى لكل اوضاع العراق الحالية ".
واضاف ان المرجعية وعلى رأسها السيد السيستانى لاتدعم اية جهة على حساب جهة اخرى فالشعب هو الذى يقرر ولايهم من الذى سيأتى الى سدة الحكم المهم انه يأتى عن طريق الانتخابات مؤكدا دعم السيد السيستانى لاى خيار يختاره العراقيون وقال " ان السيد السيستانى يدعم اى خيار للشعب العراقى ولايمانع ان كان الشخص المنتخب سنيا او شيعيا او مسيحيا او كرديا او غيره من فئات الشعب العراقى المهم ان يكون عراقيا عادلا ويحكم بموجب القانون ويضمن للجميع حرياتهم ومعتقداتهم ".
وذكر الوعظ ان شيعة العراق يرغبون فى اقامة حكم عادل ديمقراطى عبر انتخابات حرة ونزيهة يشترك فيها جميع ابناء الشعب العراقى بكافة قومياته ومذاهبه وعقائده وان يعطى لكل ذى حق حقه وعلى قاعدة " العدل اساس الملك ".
وفى رده على سؤال حول عمليات الاختطاف والقتل التى تعرض لها بعض الاجانب فى العراق قال السيد الواعظ " كعلماء دين نحن نستنكر اى عدوانية تقيد حرية الاشخاص من اى دين كانوا سواء بالاحتجاز غير المبرر او الاختطاف وخصوصا ما يجرى فى موضوع الصحفيين الفرنسيين كما نستنكر قتل الابرياء ونسأل من قتلهم اى ذنب اقترفه هؤلاء الفقراء " وتابع " نحن ندعو الى الكف عن مثل هذه الاعمال التى تصور الشعب العراقى بصورة الوحوش والقتلة امام العالم ".
ووجه الواعظ دعوة الى نبذ العنف والتوجه نحو بناء البلد قائلا " دعوة مخلصة من علماء الدين المسلمين الشيعة لكل علماء الدين المسلمين وغير المسلمين بنبذ العنف وكل شىء يؤدى الى تدمير الشعب العراقى وان يتحمل علماء الدين على وجه الخصوص مسؤولياتهم الشرعية والقانونية والايبرر للمجرم قتل الناس وسفك الدماء ".
واتهم الواعظ تنظيم القاعدة بالوقوف وراء العديد من الهجمات الانتحارية التى تستهدف ابناء الشعب العراقى وقال " اننا لانتهم الناس بدون ادلة فقد القينا القبض على شخص من تنظيم القاعدة خلال الهجمات التى استهدفت الزوار فى مدينة الكاظمية بمناسبة 10 محرم وقد عرض علينا مبالغ طائلة / مليون دولار / وسيارة فاخرة جدا مقابل اطلاق سراحه لكننا رفضنا ذلك وسلمناه الى الشرطة العراقية ".
ودعا الواعظ التنظيمات التى يوجد لديها حسابات مع الولايات المتحدة الامريكية الى تصفية حساباتها خارج العراق وقال " اذا كانت لديهم حسابات مع امريكا فليصفوها خارج الاراضى العراقية وكفى العراق الما وتعبا وعناء ".
وعن علاقته باتباع الزعيم الشيعى الشاب مقتدى الصدر قال الواعظ " ان علاقته بجماعة السيد الصدر فى الكاظمية علاقة جيدة وهناك احترام متبادل بين الجانبين وتنسيق فى بعض المواقف عندما يتطلب الموقف ذلك اضافة الى اعطائهم بعض النصائح فى بعض الحالات " داعيا جيش المهدى الى القاء السلاح واللجوء الى الحوار لحل جميع النقاط العالقة.
وانتقد الواعظ تصرف الحكومة العراقية مع ازمة النجف الاخيرة مشيدا بمواقف السيستانى الحكيمة وقال " الحكمة قد تكون نتيجتها اشد ضربا من وقع السلاح وهكذا انتهت ازمة النجف نتيجة تدخل السيد السيستانى ولو بقيت معلقة بالامريكيين والحكومة العراقية لكان ضحيتها مقتل عشرات الالاف من العراقيين ".
وحول الطريقة التى ستؤدى الى خروج القوات الامريكية من العراق قال الواعظ " ان الولايات المتحدة وقعت فى خطا كبير جدا عندما قالت فى البداية انها قوات تحرير الا انها عادت واستصدرت قرارا من الامم المتحدة يؤكد بان قواتها فى العراق هى قوات احتلال وبما انها قوات محتلة فانها ستخرج بالحكمة والموعظة والحوار وحين نفشل من كل هذه الوسائل فلكل حادث حديث " ناصحا القوات الامريكية الى الانسحاب من خارج المدن العراقية وعدم الدخول اليها وخاصة المدن المقدسة.
وفى رده على سؤال حول الحرب الطائفية فى العراق اكد الواعظ على ان " العراق بعيد كل البعد عن وقوع حرب طائفية رغم تردى الاوضاع وذلك يعود الى عدة اسباب منها وجود المرجعيات الدينية الحكيمة والتى تقود الامة نحو الخير والصلاح كما ان الشعب العراقى يكون كتلة متألفة فيما بينه وهناك عوائل متزاوجة من مختلف الطوائف وهذا ما يزيد من وحدة الشعب ،اضافة الى ان العشائر العراقية تجد فيها السنة والشيعة وهذا يعنى ان افراد القبيلة الواحدة لن يتقاتلوا فيما بينهم واخيرا المبادئ الدينية الاساسية القائمة على الاحترام المتبادل ".
وخلص الواعظ الى القول " ان السيد السيستانى يرى مايراه الشعب العراقى ، ولا توجد لديه اية اطماع سياسية فى الحكم وسيبقى دائما بعيدا عن السياسية ".
تجدر الاشارة الى ان السيد الواعظ البالغ من العمر 53 سنة يحمل لقب اية الله وهو من عائلة دينية عريقة فوالده اية الله العظمى محمد مهدى الموسوى ألف قرابة 80 كتابا كذلك كان جده قد حصل على درجة اية الله العظمى ويحظى السيد الواعظ باحترام كبير وشعبية وهذا جاء ليس لكونه ممثل المرجع الاعلى فقط وانما لخلقه الرفيع والابتسامة التى لاتفارق شفتيه وتواضعه الكبير حيث يكرس معظم وقته فى النظر فى قضايا الناس وحل مشاكلهم .