 |
-
"اتحاد الكتاب والصحفيين العراقيين في المهجر" نموذجا ... الكرة في ملعب الحكومة
"اتحاد الكتاب والصحفيين العراقيين في المهجر" نموذجا!
دعوة لبدء حوار مفتوح بين المثقف والسياسي والكرة في ملعب الحكومة
بقلم: رياض الحسيني/ كاتب وسياسي عراقي – كندا
www.geocities.com/numnmat
كثيرا ما يفصل البعض بين المثقف والسياسي وكأن هنالك قطيعة ابدية لايمكن ان تتصل حلقاتها ويكون المثقف سياسيا والسياسي مثقفا، او على الاقل يكمل كل منهما الاخر ضمن دائرة النهوض بالمجتمع . بيد ان تمتع كل منهما بحسنات الاخر مطلبا ملحا؟!
"اتحاد الكتاب والصحفيين العراقيين في المهجر" واجه بعض الانتقادات سواء من بعض اعضاءه او من بعض المراقبين لاعماله ونتاجاته حول شرعية تدخل الاتحاد في القضايا السياسية وتحديات الساعة واللحظة الراهنة! المنطلق الذي يجمع هؤلاء جميعا هو المأثور البيئوي، المصطنع سلطويا كما هو الحال مع عالم الدين الذي يحظر عليه الاخرون التكلم في السياسة متناسين ان في ذلك حظرا على حريته الشخصية وتعديا على حقوقه الدستورية التي يكفلها له القانون كأي فرد من افراد المجتمع المدني المتحضر. حيث تعود اغلبنا ان يرى المثقف يستجدي لقمة العيش ويستدر عطف الاخرين بعلبة سجائر رخيصة! تعودنا ان يعيش المثقف عيشة الكفاف ويموت موت المنسيين! ولكن مع مرور الوقت بدأت الكثير من المفاهيم تتبدل واصبحت المسلمات متغيرات ولا ثابت فيها الا المتغير ؟! فبدأ هؤلاء المنتقدين للتو بمطالبة الاتحاد باتخاذ موقف حازم وواضح مما يجري على الساحة العراقية ميدانيا وسياسيا ولو ببيان شجب واستنكار. فجاءت المطالب هذه مطابقة لرؤى اغلب اعضاء الاتحاد المنظوين تحت لواءه والذين بلغ عددهم لحد كتابة المقال هذا قرابة (86) عضوا بين كاتب وصحفي واعلامي وشاعر وفنان، رجالا ونساءا، شبابا وكهول، والذين ينادون جميعا بضرورة انتصار الاتحاد لاغلب المواقف السياسية النابذة للعنف والمؤيدة لبناء المجتمع العراقي المدني الصحي.
في عالم اليوم تعرف السياسة بانها فن الممكن وليس بالامكان افضل مما كان. علاوة على ذلك فان الدبلوماسية وهي فن التعامل مع الاخرين قد اصبحت اولى مميزات رجل السياسة بل ورجل الدولة، فنادرا ما نجد في البلدان المتقدمة سياسيا متشنجا او مشحونا او شخصا موتورا يؤمن بالعنف كحل اول ووحيد للقضايا العالقة موضوع الخلاف ويتصدر شريحة لها حضورها في المجتمع الا اللهم في التجمعات العنصرية. واذا كان الساسة في عصرنا الحالي يشددون على تمثيل تياراتهم واحزابهم باشخاص مهضومين سياسيا وذوي خبرات دبلوماسية وحضور اعلامي، فكيف بتجمع مهني نهضوي اولى مهامه نقل المجتمع الى حالة دائمة من الوعي والادراك بدلا من التشبث بانصاف الحلول والتخدير الموضعي والقوانين العرفية؟ الاولى بالثقافة ان تتحلى بطبيعة الحال بكل النزاهة وليس قسم منها، بكل الدبلوماسية وليس بجزء منها، بكل الاحساس بهموم الجماهير وليس طبقة منهم. التجمع الثقافي يجب ان يعلّم السياسي كيف يتحرك وكيف يفهم الامور من زاويتها المنفرجة لا الضيقة وان ينظر الى جانبها المشرق وليس السوداوي. بكلمة اكثر ايجازا يجب ان يمشي السياسي وراء المثقف وليس العكس فيما لو سلّمنا ان هنالك فاصل واضح وفارق ملموس وان احدهما غير مكمل للاخر.
لكن الى اي مدى يمكن لاتحاد مهني مثل "اتحاد الكتاب والصحفيين العراقيين في المهجر" ان يتدخل في القضايا السياسية مع وجود التيارات والاحزاب والحركات السياسية التي ترى انها صاحبة الحق في الاعتراض والتأييد واولى من غيرها من التجمعات ؟!
عموما وكما يحق لرجل الحزب والحكومة بدءأ من قمة الهرم السياسي الى اصغر موظف ان يكون له رأي مناصر لسياسة الحكومة بغض النظر عن خطأها او صوابها، فانه يحق لغيره ابداء الرأي وان كان غير متوافقا مع الرؤى الحكومية، ففي المحصلة النهائية هو مجرد رأي في قضية عامة تلامس هموم المواطن بالدرجة الاولى. بيد ان المهمة الاولى انما تقع على عاتق المثقف قبل غيره لما يملكه من ملكة ادراك للامور وحسابها وفقا لمصلحة الوطن والمواطن قبل غيره من شرائح المجتمع البسيطة المنهمكة واللاهثة وراء لقمة العيش وعيشة الكفاف. والامر كذلك فانه يمكن للمثقف ان يوقف السياسيين المتمادين في الخطأ عند حدودهم ويلفت نظر الشارع والرأي العام الى القضية موضوع الخلاف ليكون بذلك قد درأ خطرا محدقا بالامة والوطن نتيجة حسابات خاطئة احيانا او نزعات شخصية او فئوية نفعية احيانا اخرى.
في "اتحاد الكتاب والصحفيين العراقيين في المهجر" لمست شخصيا هذا الوعي الناضج نحو وحدة الهدف والمضمون. وما اثار اعجابي هو الروح الوطنية العالية التي يتمتع بها اعضاءه ومن كل الطوائف والاديان والاعراق والمناطق، محاولين النهوض بالامة ودرء الاخطار المحتملة التي تحف بالوطن ما اسعفتهم دائرة الدمقرطة وتقبل الرأي الاخر، ومحذرين من مخاطر الانصات الى دعوات العنف والعنف المضاد التي لا طائل من وراءها سوى اغراق الوطن والمواطنين بدورة عنف وانفلات امني لا حدود له. عنف ان لم يتعاون على ايقافه المثقف والسياسي معا ويدا بيد يكون الخاسر فيه ليس احدهما او كلاهما بل وكل فرد في المجتمع المدني المنشود. وبذلك يكون "اتحاد الكتاب والصحفيين العراقيين في المهجر" قد قدم الدواء الناجع لداء مستشري في مجتماعتنا الشرقمتوسطية تحديدا ليرمي الكرة في ساحة الساسة ومن اخذوا على عاتقهم تدبير شؤون الجماهير والوطن، مع الحفاظ طبعا على خصوصية كل منهما وطريقته في المساهمة الفاعلة ضمن خطة النهوض من دون ان ينقص من هيبة وكرامة اي منهما مقدار قنطار.
-
قل : " من بعض أعضائه " ولا تقل : " من بعض أعضاءه "
قل : " بدأ هؤلاء المنتقدون " ولاتقل : " بدأ هؤلاء المنتقدين "
قل : " تحت لوائه " ولاتقل : " تحت لواءه "
قل : " المنضوين " ولاتقل : " المنظوين "
قل : " أن هناك فاصلا واضحا وفارقا ملموسا " ولاتقل : " ان هنالك فاصل واضح وفارق ملموس "
قل : " فرقا " ولاتقل " فارقا "
قل : " عن خطئها " ولاتقل : " عن خطأها "
قل : " غير متوافق " ولاتقل " غير متوافقا "
قل : " التي يتمتع بها أعضاؤه " ولاتقل : " التي يمتع بها اعضاءه "
قل : " ليس احدهما او كليهما " ولاتقل " ليس الخاسر احدهما او كلاهما "
وعاشت الشرقمتوسطية ..
خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
nmyours@gmail.com
-
شكر
شكرا لك اخي الكريم من اعماق قلبي
من علمني حرفا ملكني عبدا
-
وأنا عبدك وعبد كل حسيني ..
خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
nmyours@gmail.com
-
الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة نصير المهدي
وأنا عبدك وعبد كل حسيني ..
أستاذنا نصير المهدي...
أنا من شبه المتابعين لكتاباتك، ومن الأمور التي علقت في ذهني عنك هو بغضك لمثل الأسلوب الوارد أعلاه...
فهل تتكرم علي بالإيضاح مع الشكر الجزيل لك...
الرجاء الانتظار
الأذكياء يناقشون الأفكار
العقلاء يناقشون الأحداث
العوام يتكلمون في الأشخاص
-
أقصد ياعزيزي خادمك .. وليس في الأمر ما تتصور .. وانا خادمك وخادمه .. اترانا نكتب إلا في خدمتكم .. وإن أردت رأيي في الإسماء ماعبد لغير الله .. فصراحة لا استسيغها بالرغم اني لا ارى اي ضير فيها لحملها على محمل الخدمة لا العبادة ..
خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
nmyours@gmail.com
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |