زيباري يمهد لتأجيل الانتخابات.. وانان يطالب بتأمينها
الاربعاء 8/9/2004 الأمم المتحدة, وكالات - في محاولة لإيجاد مبررات لتأجل الانتخابات العراقية المقرر عقدها في يناير / كانون الثاني المقبل اتهم هوشيار زيباري وزير الخارجية في الحكومة العراقية المؤقتة بعثة الأمم المتحدة بالتباطؤ في اتخاذ الاستعدادات اللازمة لعقد الانتخابات في موعدها. قال أن "الأمم المتحدة لا تتقدم بما فيه الكفاية صحيح انهم بدأوا في ترسيخ أقدامهم ولكن ليس بشكل كاف فلا يوجد لديهم في العراق إلا 30 موظفا دوليا حتى الآن." ومن بين مهامها المتعددة في العراق كلفت الأمم المتحدة بالمساعدة في تنظيم انتخابات برلمانية إلا أنها أحجمت عن إرسال موظفين أجانب إلى العراق منذ الهجوم الانتحاري الذي دمر مقرها في بغداد في أغسطس / آب 2003.
انتشار أعمال العنف
وأكد أن العراق لن ينعم بالأمن التام خلال الفترة القليلة المقبلة من أجل الانتخابات ورغم أن العراق يعاني من انتشار أعمال العنف إلا أننا ماضون في الطريق نحو إجراء الانتخابات في موعدها حيث لا يزال أمامنا بعض الوقت لتحسين الأمور .
وقال زيباري أن من الطرق المطروحة لمواجهة مشاكل الأمن إجراء الانتخابات على مدار عدة أيام بدلا من محاولة إجراء عملية التصويت في توقيت واحد في كل أنحاء العراق.
وزعم أن العراقيين الذين كانوا في السابق متعاطفين مع من يقاومون الوجود الأمريكي أصبحوا الآن أكثر استعدادا للعمل مع الحكومة الانتقالية التي تم تنصيبها في يونيو/ حزيران الماضي.
وقال "تبدلت الأوضاع. لدينا حكومة تعكس تمثيلا أوسع ومجلس وطني وسنقوم بعملية إحصاء وانتخابات. ما يسمي بالمقاومة ليس لديها جدول أعمال سياسي ولم تظهر حركة شعبية واسعة النطاق."
هجوم كبير
وأعرب عن اعتقاده بأن الاتفاق الذي أنهى القتال في مدينة النجف الشيعية الشهر الماضي سوف يصمد وقال أن الحكومة ليست لديها خطط لشن هجوم كبير على مدينة الفلوجة الواقعة غرب العاصمة بغداد والتي تعد معقلا للمقاومين السنة.
وعن اتفاق الهدنة الذي توسط فيه المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني لإنهاء قتال استمر ثلاثة أسابيع بين مقاتلي جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر والقوات الأمريكية في النجف قال "كان اتفاقا مقبولا لدى كافة الأطراف."
ولا يشمل الاتفاق ضاحية مدينة الصدر الشيعية الفقيرة في بغداد حيث قتل 24 عراقيا وجندي أمريكي خلال اشتباكات يوم الثلاثاء مما يهدد بتقويض اتفاق وقف إطلاق النار الذي دعا إليه مقتدى الصدر.
قال زيباري أن الحكومة أبلغت الزعماء المحليين ورجال الدين وشيوخ العشائر في مدينة الصدر في الماضي بأن المساعدات وإعادة البناء يمكن أن تتدفق فور مغادرة مقاتلي الميليشيا لشوارع المدينة.
الضربات الجوية
ووصف الضربات الجوية الأمريكية على أهداف مرتبطة بمقاتلين أجانب في مدينة الفلوجة بأنها فعالة جدا على الرغم من صعوبة تفادي سقوط ضحايا مدنيين في مناطق مأهولة .. مؤكدا أن الغارات تتم بناء على معلومات يتطوع بتقديمها سكان الفلوجة مشيرا إلي حدوث شقاق بين السكان المحليين والمقاتلين الأجانب المتحصنين في المدينة.
وقال أن العمليات المشتركة التي قامت بها قوات أمريكية وعراقية في المثلث السني جنوب بغداد كانت تستهدف مقاومين موالين لحزب البعث التابع للرئيس المخلوع صدام حسين ومتشددين إسلاميين ومجرمين مسلحين .. مؤكدا أن "المداهمات لم تكن لها صلة بمكان أو مصير الرهينتين الفرنسيين" في إشارة للصحفيين الفرنسيين كريستيان شيزنو وجورج مالبرونو المفقودين منذ العاشر من أغسطس/ آب الماضي.
البيئة الأمنية
من جانبه المح سكرتير عام الأمم المتحدة كوفي عنان اليوم إلى أن الانتخابات العراقية العامة قد يتم تأجيلها إذا ما حكمت المنظمة الدولية بان البيئة الأمنية هناك لا تسمح بإقامتها.
وقال عنان "نحن نراقب الموقف في العراق بصورة يومية وإذا كان لهم أن يحصلوا على انتخابات موثوقة وعادلة فسيكون علينا أن نجريها في البيئة الصحيحة .. فالمناخ يجب أن يكون مواتيا وسيكون علينا إصدار أحكام بهذا الشأن".
وقد شهدت الأيام القليلة الماضية مواجهات عديدة بين جماعات المقاومة العراقية وقوات الاحتلال الأمريكي في العديد من المدن العراقية ففي مدينة الصدر سقط أربعون قتيلا و172 جريحا خلال الـ 26 ساعة الأخيرة ، في مواجهات بين الجيش الأمريكي ، والمقاتلين الشيعة في مدينة الصدر في بغداد ، وذلك حسب حصيلة أعلنتها وزارة الصحة العراقية بعد جمعها من مستشفيات مدينة الصدر ، ومختلف مستشفيات العاصمة العراقية بغداد".
تبادل إطلاق النار
وشوهدت آليات عسكرية أمريكية ، تتخذ مواقع لها في عدد من أحياء مدينة الصدر ، بينما سمع أصوات تبادل إطلاق النار ، وصوت سيارات الإسعاف وهي تقوم بنقل القتلى والجرحى.
وعلى الرغم من توقف المعارك في مدينة النجف - التي تعتبر معقل مقتدى الصدر- فما زال الوضع الأمني في مدينة الصدر- ذات الغالبية الشيعية التي يسكنها أنصار الصدر - متوترا ، ويشهد بين الحين والآخر تصعيدا عسكريا.
انفجارات متعاقبة
وأعلنت قوات الاحتلال اليوم أن ستة جنود أمريكيين قتلوا في حوادث منفصلة في عدد من مناطق العراق حيث لقي خمسة جنود أمريكيين مصرعهم خلال هجوم بقذائف صاروخية في مدينة الثورة (الصدر) وانفجارات متعاقبة في طريق القناة السريع بالقرب من مدينة الثورة (الصدر) فيما قتل أخر في منطقة القيارة في الموصل شمالي العراق. وفي مدينة الفلوجة ذكر شهود عيان أن طائرات حربية أمريكية أغارت على الفلوجة يوم الثلاثاء ووقعت اشتباكات في المدينة العراقية بين القوات الأمريكية والمقاتلين العراقيين.
قال شهود العيان أن القصف الأمريكي باستخدام مدافع الدبابات أدى إلى فرار بعض المواطنين من منازلهم في البلدة. ولم يكن لدى مستشفى الفلوجة على الفور معلومات بخصوص الإصابات.
غارة جوية أمريكية
وتوجه القوات الأمريكية ضربات جوية متواترة إلى الفلوجة حيث تزعم أن مقاتلين أجانب يستخدمونها قاعدة لعملياتهم. وأسفرت غارة جوية أمريكية في الفلوجة على ما قال الجيش الأمريكي انه منازل آمنة يستخدمها أنصار حليف القاعدة أبو مصعب الزرقاوي عن مقتل 17 شخصا على الأقل الأسبوع الماضي.
كمين
واستهدفت جماعات المقاومة مسئولين عراقيين أيضا. ففي كمين أطلق مسلحون النار على سيارة محافظ بغداد وفجروا قنبلة على طريق أثناء مرور موكبه عليه. ولم يصب المحافظ بأذى إلا أن عراقيا أخر في سيارة تصادف مرورها لقي حتفه في العملية.
وفي مدينة الموصل بشمال العراق ذكرت مصادر في مستشفى أن ابن محافظ الموصل قتل برصاص مهاجمين صباح يوم الثلاثاء.
كما ثلاثة لقي جنود أمريكيين مصرعهم في بغداد طبقا لما صرح به اللفتاننت كولونيل ستيفن بويلان المتحدث باسم الجيش الأمريكي لوكالة فرانس برس.
قال بويلان انه " بعد الظهر قتل جندي بنيران بنادق خفيفة غرب بغداد" .. مؤكدا أن جنديا أخر قتل عند مشارف مدينة بلد شمال العاصمة العراقية مما يرفع عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا أمس الاثنين إلى 12 جنديا.
وبالإضافة إلى التفجيرات والهجمات بالأسلحة نفذ المسلحون عمليات خطف في إطار حملة تستهدف إخراج الشركات والقوات الأجنبية المتحالفة مع القوات الأمريكية.
واعترف البنتاجون بارتفاع عدد القتلى مؤخرا في صفوف الجيش الأمريكي في العراق والذي اقترب من عتبة ألف قتيل وقد أعرب كل من وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفلد ورئيس هيئة أركان الجيوش ريتشارد مايرز عن أسفهما لذلك.
وتعرض للخطف مواطنون ينتمون لأكثر من 24 دولة كان أخرهم امرأتين إيطاليتين تعملان لحساب منظمة إنسانية منذ أن لجأ المسلحون إلى تكتيكات جديدة لإجبار القوات والشركات الأجنبية على مغادرة العراق. وقتل أكثر من 20 رهينة أجنبيا.(ا.ف.ب) www.iraqoftomorrow.org