الدم العراقي يجب أن يكون خطاً أحمرا بغض النظر عن مذهبه أو عرقه .. العراقي عراقي وهذا التمييز سخيف جدا وساذج الى درجة يثير الغثيان .. على كل الافتراضات الوهمية وفي أحسن أحوال حسن النية بأعمامنا الامريكان نقول ان مجموعة من العابثين تواجدوا في تلعفر , فهل يصح هذا القصف والقتل العشوائي للابرياء في تلعفر ؟
استغرب كثيرا عند بعض التبريرات , فلو تخلينا عن ديننا وعن عراقيتنا فكيف نتخلى عن انسانيتنا ونتحايل على الحقيقة التي تقول ونراها بأم أعينا أن أمريكا استباحت تلعفر وتقتل المرأة والطفل والشيخ المجرم والبريء البعثي والوهابي والشيعي والسني !! أم نعود الى حكاية القنابل الذكية !! ..
لم يمر شهر على مجرزة الكوت التي مرت مرور الكرام وقد استخدمت فيها قوات الاحتلال القنابل العنقودية , أما النجف فلنتركها لأن ( صبوحة جابت اثنين مقتدى وصدام حسين ) وأما الفلوجة فلنتركها أيضا لأنهم سنة والسني في مؤخرته ذيل كما يقول موروث التشيع الصفوي !! .. وأما مدينة الصدر فظهر أخيرا ان سكانها من الصابئة وقيل أنهم يهود !! ..
لا أدري والله ما حل بنا ؟
لنقل الحقائق مجردة بغض النظر عن الاحتلال بل وبغض النظر عن كوننا عراقيين ولننطلق من موقع المراقب للاحداث وينقل الخبر بحقيقته .
أما عن تلعفر وحكاية الحزام السني تلك الحكاية الهزيلة التي لا أساس لها من الصحة على الاطلاق سوى أن صدام أكثر من بناء مساجد في عقد التسعينات وبشكل خاص في بغداد وعين فيها بعض وعاظ سلاطينه من السنة ليلعب على الوتر الطائفي الذي نجح فيه الى أبعد حد والنتائج ما ترونها !! .. وتلعفر لا علاقة لها بمثل هذا الحزام لأنه ببساطة شديدة لا يمكن عمل أي حزام من هذا النوع لأسباب جغرافية وما أذكره لم يُبنى على خريطة أو تصورات اعلامية مغلوطة بل خدمتي العسكرية كانت سنتان في عامي 88 - 89 كانت في تلعفر حيث مركز تدريب مشاة ذي قار هناك - غريبة - وأكثر من ثلاثة أرباع سكان هذا القضاء من الشيعة وكل سكانها من التركمان وهي مدينة تشبه تماما المدن الجنوبية من حيث الاعمار !! ينظر أهل الموصل باستعلاء على أهالي تلعفر وتلمس ذلك الاستضعاف واضحا على أهالي تلعفر الفقراء ماديا ومعنويا , يطلق عليهم أهل الموصل لفظة - شبك - وهي تقترب من لفظة شروكي من حيث المعنى والازدراء وتشترك في المعنى بلفظ المعدان أيضا ..
غريبة الموصل نوعا ما من حيث أديان سكان أقضيتها فقضاء تلعفر شيعي وقضاء تلكيف مسيحي وقضاء سنجار يغلب علي سكانه اليزيدية !!! ولا أدري كيف شق الزرقاويين طريقهم الى هذه المناطق التي لا علاقة لهم بها ؟
أما وعورة المنطقة فتلعفر ليست منطقة جبلية لنتحدث عن وعورتها وامكانية وجود مخابيء للعابثين باستثناء بعض الهضاب , ولا توجد فيها غابات ..
الغريب في الأمر أن تلعفر لا تقع بالاتجاه الكردي فهي على الجهة الثاني المعاكسة للمنطقة الكردية أي جنوب غرب الموصل .
في كل الاحوال وأسوء تلك الاحوال أن توجد عناصر مناوئة للأمريكان فهل يصح هذا الاسلوب المستخدم في ضرب المدن العراقية ؟ ماهو الفرق اذاً بين صدام وامريكا ؟
إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم