ابراهيم الجعفري عضو في اتحاد الادباء
أرض السواد - حميد المختار
في جلسة جميلة وممتعة جمعتنا نحن معاشر الادباء والفنانين بالدكتور ابراهيم الجعفري نائب رئيس الجمهورية يوم 20 من هذا الشهر، في البداية، كنا وجلين مرتبكين ونحن نقف امام مفارز وسيطرات التفتيش المشرفة على حماية المبنى من ان تطاله يد الارهاب التي لا تريد للعراق الخير، لأن الذي في داخل هذه البنايات رجل يمثل الطموح والمبتغى والرغبة والامل الذي يحدو بمثقفي العراق وبنيته الواعية وعقوله المتنورة في استثمار افكار هذا الرجل وطروحاته وحرصه وخوفه على بلده واهله في ان يتحول من عهد الظلمات والتخلف الى عهد النور والديمقراطية والتعددية، انه رجل صاحب ثقافة موسوعية، يحاورك في اختصاصك انى كنت ويفي في خطابه حين يريد ان يوصل افكاره الى الآخر، تحدث في هذه الجلسة عن التاريخ والجغرافيا والسياسة والادب والفن والحداثة واللغة ثم القى ابياتاً من قصيدة شعرية كان قد كتبها قبل زمن، فما كان من الدكتور عناد غزوان رئيس اتحاد الادباء العراقيين الا ان نهض واخذ يلقي اضواء نقدية عن القصيدة وختم مقاله بان يعلن ان اتحاد الادباء العراقيين يتشرف بان يكون الدكتور الجعفري عضواً بين اعضائه، ولم يصدق مدير الادارة في الاتحاد الاخ نعمان النقاش فذهب الى الناطق الرسمي باسم السيد الجعفري وطالبه بصورتين شخصيتين للدكتور مع نبذة مختصرة عن سيرته وبعض من كتاباته لتكون في ارشيف الاتحاد شأنه شأن اي عضو، ومن الامور التي لمسناها وارتاح لها جميع الحاضرين هي كلمات الادباء في حضرة الجعفري، التي كانت صادقة ونابعة من القلب بلا تزلف او ادعاء او طمع في اعطيات ومنح ومكارم كما كان يحدث في عهد النظام الغابر.
وقد اكد على هذه الحالة الجديدة شعراء العراق حين انبرى الشاعران نوفل ابو رغيف وحسين القاصد فقرأوا مقاطع من قصائدهم التي تمجد العراق وشعب العراق ونخيل العراق وتدين العهود المظلمة الغابرة التي حجرت على الثقافة والمثقفين وكرست لثقافة الازمة وليس لازمة الثقافة كما عبر بذلك خير تعبير الدكتور الجعفري حينما كان يتحدث عن النظام البائد وطريقة تعامله مع الثقافة العراقية، وفي الجلسة ذاتها تحدث ممثل الكرد في الاتحاد الاخ حسين الجاف وممثل التركمان الاخ فوزي اكرم ترزي وممثل السريان الاخ نزار الديراني وتحدث الفريد سمعان الامين العام للاتحاد عارضاً احتياجات ادباء العراق والاتحاد بالذات وافتقاره الى المجلة وطبع واصدار الكتب والرواتب للادباء والضمان الصحي والاجتماعي لهم وكذلك تحدث الناقد فاضل ثامر والناقد علي حسن الفواز والقاص جهاد مجيد اضافة الى بعض الفنانات التشكيليات كالفنانة خلود الدايني وكذلك بعض الاساتذة الجامعين كالدكتورة فوزية صابر التي تحدثت عن النزف المستمر للعقول العلمية العراقية وتسربها الى الخارج جراء الظروف الامنية المضطربة للبلد، وفي ختام الجلسة تحدث كاتب السطور مبتدئاً بشكر ادباء العراق وفنانيه للدكتور الجعفري على صبره وسعة صدره وهو يستمع الى مشاكل الادباء والفنانين وطرح احلامهم وآلامهم وآمالهم وبانه ليست هناك عصا سحرية في يد الدكتور ليحقق بها كل تلك الطموحات ويقضي بها على جميع المشاكل والمعوقات التي تؤخر من سيرورة عمل الثقافة العراقية وطرح كاتب السطور ايضاً سؤالاً يعتمل في داخله بل ويعتمل في دواخل كل مثقف عراقي على اختلاف الاختصاصات، والسؤال هو: متى يصل المثقف العراقي الى اهمية مكانة الرياضي والمغني عند الحكومة وتقديمه على كافة شرائح المجتمع العراقي في السفر والمنح والدعم المادي والمعنوي بينما نرى المثقف منزوياً مبعداً منسياً وبعيداً عن اضواء اهتمامات الحكومة كما كان يحدث في ظل النظام البائد واستمر حتى الآن؟ ومتى تعود السلطة القديمة للثقافة العراقية والقوة والحصانة للمثقف الذي كان يطيح بقصيدة واحدة حكومة واسماء ومسؤولين على مستوى وزراء؟ لكننا جميعاً اكدنا ان بحضور ووجود الدكتور الجعفري في هذه الحكومة وان كانت مؤقتة وسيكون ان شاء الله على رأس الحكومة المنتخبة المقبلة سيكون ثمة انصاف وعودة جديدة لدور الثقافة في الاسهام ببناء البلد واصدار قراراته السياسية لنصل بالعراق بهكذا رجال الى حالته الجديدة الموعودة.http://www.iraqsawad.net/a2135.html
اعدلوا... فإنكم تعيبون على قوم أنهم لايعدلون