انصبّت الانتقادات على "دور المحافظ" وهو يرى مشروعاً فاشلاً استمر العمل به منذ عهد المحافظ السابق، لكنه لم يكشف عن اسباب "الفشل" في الوقت المناسب بعدما صُرف نحو 12 مليون دينار على انشائه
بغداد/ المسلة: فيما كان مُتوقّعاً أنْ يُشْعِر افتتاح مجسر "المحاكم" في محافظة البصرة جنوبي العراق، رئة العراق الاقتصادية، المواطنين بالسعادة، حدث العكس تماماً، اذ تسبّب الفساد عن مرفق خدمي جديد، وُصِف بالفاشل ليس من قبل المواطنين فحسب، بل من قبل محافظ البصرة ماجد النصراوي، نفسه، وتسبّب في استياء شعبي من "افتتاح مسؤول لمشروع يعرف مسبقاً انه فاشل".ومثلما على مستوى الواقع، انصبّت انتقادات نشطاء التواصل الاجتماعي، على "دور المحافظ" وهو يرى مشروعاً فاشلاً استمر العمل به منذ عهد المحافظ السابق، لكنه لم يكشف عن اسباب "الفشل" في الوقت المناسب بعدما صُرف نحو 12 مليون دينار على انشائه.بل ويتساءل مواطنون على شبكات التواصل الاجتماعي عن الاسباب التي دعت المحافظ الى افتتاحه اصلا، ولِمَ لمْ يرفض ذلك.وكان محافظ البصرة افتتح الاحد الماضي، مجسر "المحاكم" في منطقة "بريهه" وسط البصرة، لمعالجة الاختناقات المرورية في منطقة العشار، واصفا المشروع بـ"الفاشل" الذي لا يخدم المواطن.لكنّ مراقبين ووسائل اعلام لم يستبعدوا ان يكون الجدل حول المشروع جزءاً من اجندة "التسقيط السياسي" التي تجري بين الاحزاب والكتل السياسية مع اقتراب موعد الانتخابات في 30 نيسان/ابريل المقبل، حيث يسعى النصراوي، القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الى ابراز ضعف أداء الحكومة المحلية السابقة برئاسة خلف عبد الصمد المنتمي الى ائتلاف دولة القانون، حيث تمت المصادقة على عقد الجسر في عهده، في ايلول 2011، بينما ينتمي النصراوي الذي انتخب في 13 ايار الماضي محافظاً للبصرة، الى ائتلاف "البصرة اولاً ".وكن مصدر سياسي مستقل مقرّب من النصراوي صرّح لوسائل اعلام تابعتها "المسلة"، ان "النصراوي يظن بانه قادر على انجاز الكثير من المشاريع والنجاح في مهمته، لكن ذلك مجرد افكار يتداولها بعيدة عن الواقع".واعتبر ايضا ان "الهيمنة الحزبية للمكون السياسي الذي ينتمي اليه النصراوي، ستتسبب له الفشل".وكان النصراوي قال عند افتتاح مجسر "المحاكم" في منطقة بريهه وسط البصرة انه "استعان بشركة هيل انترناشونال لمعالجة الاهتزازات الموجودة في الجسر بسبب النواقص الموجودة في التصميم".وعلى صعيد مشاريع الجسور، لكن في محافظة اخرى، تسائل الكاتب حسين باجي الغزي عن ظاهرة الفساد في ترميم وانشاء الجسور في الناصرية، اذ عادت المطبّات والتجاعيد الى جسر الناصرية السريع بعد شهر واحد على ترميمه.فيما اثنى الكاتب حسن عوض الحسيناوي، على دور "الصحافة الاستقصائية" في معرفة الثغرات في المشاريع بعيدا عن نشر "الخواطر"، و"المجاملات".