"وفي زمن المعتزّ، أُدخل الإمام العسكريُّ(ع) إلى السجن، فـ"دخل العباسيّون على صالح بن وصيف وغيره من المنحرفين عن هذه الناحية ـ أي ناحية الأئمة من مخالفيهم ـ عندما حُبس أبو محمد(ع) (العسكري) فقالوا له: ضيّق عليه ولا توسّع، فقال لهم صالح: ما أصنع به، وقد وكّلتُ به رجلين شرَّ مَن قَدِرت عليه، فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام إلى أمر عظيم.. ثم أمر بإحضار الموكّلين، فقال لهما: ويحكما ما شأنكما في أمر هذا الرجل؟ فقالا له: ما تقول في رجلٍ يصوم نهاره ويقوم ليلَه كلَّه، لا يتكلّم ولا يتشاغل بغير العبادة، فإذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا وداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا، فلما سمع ذلك العبّاسيون انصرفوا خاسئين"
وينقل لنا التاريخ أيضاً كيف كان تأثير الإمام العسكري(ع) في السجن، ففي الرواية عن عليّ بن محمد عن محمّد بن إسماعيل العلويّ قال: "حُبس أبو محمد العسكري عند عليّ بن أوتامش، وهو أنصب الناس وأشدّهم على آل أبي طالب، وقيل له: افعل به وافعل، فما أقام عنده يوماً حتى وضع خدّيه له ـ كنايةً عن الخضوع والتذلّل ـ وكان لا يرفع بصره إليه إجلالاً وإعظاماً، فخرج من عنده، وهو أحسن النّاس بصيرةً وأحسن الناس فيه قولاً
العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله