 |
-
عاشوراء الحسين (ع) بين القيمة والقامة والقيم
بين الفكر والعاطفة وشائج وخيوط متينة لا ينبغي تقطيعها أو تضعيفها تحت أي ظرف أو أية ذريعة، وفي أية مرحلة من مراحل الجهاد ومواجهة الطواغيت..
فالفكرة الباردة التي لا تُذكيها عاطفة ساخنة تموت كما تموت القصيدة الشعرية التي ل اوزن فيها ولا إلقاء ولا قافية..
والعاطفة الفائرة التي لا يعقلها الفكر ولا يُمسِك لجامها المنطق والحكمة، يتطاير رذاذها وتتفجر فقاعاتها وتتسطح كما يتسطح بكاء الطفل على أتفه الأسباب..
صحيح إن شعارات الثورة بحاجة الى أهزوجة عاطفية ولغة ثائرة، وصحيح أن المرحلة الفكرية بحاجة الى عقل هادئ وتروٍّ وموضوعية، ولكن الثورة بلا شعار ثوري ساخن نار هامدة لا فعل فيها ولا نور، فيما العواطف وحدها بلا فكر رشيد ليست أكثر من جعجعة ليس بعدها طحين ، إن لم نقل ، ضجيج ولغو وصخب غوغاء..
ثورة الامام الحسين (ع) جمعت الفكر والعاطفة واحتوت العقل والسيف، وضمّتالشِعار الى الحكمة، والعِبرة الى العَبرة، والدين الى السياسة، والدمعة الساخنة الىالتأمل والفكرة..
إن أي تفريق بين هذه العوامل قد يُفرّغ الثورة من محتواها العقائدي العظيم ويحوّلها الىنشيج متلجلج في الصدور ينكبُّ فيه »الرادود أو القارئ الحسيني« على الزفراتوالنواح ولطم الصدور، دون الإلتفات الى الأهداف العظيمة التي سعى سيد الشهداءلتحقيقها من خلال استرخاص دمه الطاهر ودماء إخوته وأصحابه وبنيه..
كما أن تحويل دم الثوار الى محاضرات فكرية باردة لا علاقة لها بثورة القلب وتدفّق المشاعر يحوّلها الى نظرية ميّتة لاتستنهض متثاقلاً ولا تستصرخ متثائباً ولا تستفزنخوةً في قلبِ مظلوم.. أو فؤاد مفجوع ...
الملاحَظ في أجواء الثورة الحسينية في أيام النحس في العراق هو طغيان اللطم والنواحوالبكاء ولو على »السرج الملوي والحصان الحائر العطشان« وتفريغ الثورة منمحتواها الفكري والعقائدي الذي يتحدى الظالمين ويَسخر من عشّاق الأرض والهمج الرعاع..
وسبب هذا (التوجيه) المتعمّد هو خوف السلطات الظالمة من إثارة حفيظة المظلومينوتحاشي ثورتهم وإبعادهم عما يستنهض هممهم، وإشغالهم بتنشيف دموعهم علىمشاهد الموت والأجساد المجزّرة والخيام المحروقة، والحرص على حصر أفكارهمعلى مسرح الأوصال المقطعة والضلوع المهشمة والرؤوس المرفوعة على أسنّةالرماح..دون استفزاز مروؤتهم وغيرتهم ورفضهم للظلم والظالمين..
وخلاصة كل ذلك، إبعادهم عن مناقشة الأبعاد الفكرية والسياسية للثورة والتيتجسدت في شعارها الخالد:
(ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ً، وانما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي لآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر)
وكذلك السعي لتجهيل الناس بشعارها العظيم الآخر:
(من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرام اللَّه ناكثاً عهده ولم يرد عليه بقول أو فعل كانعلى اللَّه أنْ يُدخله مدخله).
صحيح أن مشهد الابن وهو يودّع أباه نحو موت محتّم مشهد مأساوي عظيم، يستدر دموع النبل، ويستنهض قيم التضحية والإباء، وصحيح إن مشهد الطفلة المذعورة التي تبحث عن والدها بين الأضاحي يُفجّر أقسى القلوب غلظة وتحجّراً.
ولكن الصحيح أيضاً ان دموع الحزن وحدها لا تكفي..وان لطم الخدود والصدور وحده لا يكفي..
والمطلوب أن تتفجر العواطف النبيلة لتفتح الطريق أمام العقل الواعي، لا أن يكونتفجير العواطف هدفاً بحد ذاته يسد الطريق أمام العقل، ويبرّد بؤر الإحتقان المقدس والتي بغيرها لا يتفجر غضب شريف ولا تشتعل ثورة كريمة..
جميل أن تبقى الدموع حرّى على الرأس الشريف والضلع المهشم بحوافر الخيول.
وجميل أن تتحول الدموع دماً على ذلك ، ولكن الأجمل منه أن يُمزج الرأس الشريف بدين صاحبه والضلع المقدس المرضوض بالرفض المقدس العظيم ، والنشيج المدمّى بقول الحسين الخالد :
(اللهم إنك تعلم إنه لم يكن الذي كان منا منافسة ص سلطان ولا إلاساً لفضول الحطام، ولكن لنصرة دينك ونظهر الاصلاح ص بلادك ويأمن المظلومون منعبادك، ويُعمل بفرائضك وسننك وأحكامك).
نعم جميل جداً أن تبقى قصة الطفوف وأعلامها الحمر الدامية مقرونة بمضامين القصيدة الشعبية المعبّرة..
نفطنا والگمارك والمواني
تمرنا والضرايب ربح ثاني
هاي فلوسها وين
تخلّي بالگلب ون
خبزك يا عراق
أكلوه نهيبية
آه يا بن الزجية
وبكلمات اُخرى..نحرص أنْ لا تكون ثورة سيد الشهداء (قيمة) بلا قيم أو (قامة) بلا قيم..ولكن أنْ تكون (القيمة والقامة والقيم) كلها كلاً متماسكاً يكمّل كلٌّ منها الآخر، ويعْضد كل منها الآخر، لكي نُغذّي العقل والقلب معاً، ونملأ البطن والضمير معاً.. وإلّا فالمسيرة عرجاء، والجذر أبتر، وعلى عشاق الحسين ومحبّيه أن يعيدوا في إحياءذكراه النظر..
وأن لا يكتفوا بالبكاء أو التباكي فقط ، أو باللطم والنواح فقط ، وأن لا ينسوا نشيدهم الخالد :
لا تطلبوا قبر الحسين
بشرق أرضٍ أو بغربِ
فدعوا الجميع وعرّ
جوا فمسكنهُ بقلبي
أو الآخر :
سيظل ذكرك يا حسين
يهزّ منا القلب هزا
وكذا ندانا يا حسين
يُزيدنا شرفاً وعزّاً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
منقول .... للسيد مختار الاسدي
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
-
الاخ قيصر الركابي عظم الله لكم الاجر
انقل هنا ما يجري في منطقة اخرى من بلادنا الغالية كتب احد الاخوة من البحرين عن محرم هذا العام حيث يقول :
------------------
محرم هذا العام
هل هو محرم اللحم واللحن!
اقبل علينا الشهر الفضيل ,الشهر الغني والمزحوم جدا بأحداث صراع حضاري شامل بين التصاعد والتسافل ,بين القيم والماده ,بين الناس والأنا.
هذا الشهر الغني الذي صهرت حرارة كربلاء جميع مواد معادلاته لتصنع تفاعلاً غنياً بالنتائج القويه والكثيرة التي تساهم بشكل اساسي في جدولة منظومة المعطيات الحظاريه الصادر منها والوارد, وقشعت نظاماً بديلاً كاملاً اريد له ان يقوم مقام ماأراده الدين الاصيل.
فالمبادئ التي تبشربها المستضعفين بالعزه , والفقراء بالغنى , وأصحاب الطبقات الاجتماعبه السفلى بإعادة تقييمهم على اساس معنوي وروحي وهو التقوى وتبشربها طبقة ماكان يسمى بـ(الاراذل) بسبب جنسهم ولونهم و
نسبهم ومنطقة ولادتهم ونشأتهم كلهم عن طريق مبدأ (اسنان المشط).
هذا الشهر , الذي اعاد فيه الحفيد المبادئ التي دعى اليها الجد, والذي كانت حرارة دمائه الدفاقه تغلي لتعيد التركيبه الكيميائيه لذلك الدين الذي قلب من اليوم الاول الذي استبدل فيه القائد الديني (الرسول العظم) بحاكم سياسي، و الذي كان خطوة فيما بعد لتحويل موقع الحاكم السياسي إلى استبداد سياسي بالنظام الملكي الوراثي الاستبادي الذي اعلناه بلا مواربة ولا حياء (معاويه ويزيد)حيث قال الأول منهما " ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولكن أتأمر عليكم"!.
حقوق الناس كمخلوقات خلقها الله لعبادته, وحقوق الناس كشعوب مسئولة عن حضارة قائمه على التقوى والتعارف أصبحت كلها في مايقارب60 هـ مجرد عوامل وادوات تحكم علاقة انسان متأله وشعوب مستعبده ..هذه العلاقة قوضت اركانها صرخه حسينية مدويه .." الا ترون اللى الحق" ......."هيهات الذلة"......((مثلي لا يبايع مثله ..)) وهذا البون الواسع بين الارادتين والصراعين يستلزم أن يقال فيه ((خط الموت..))و(( كأني بأوصالي..))
شهر اللحم واللحن!!!
للاسف,هذا الشهرالذي يحكم الدهر, كيف نعيش أيامه؟.انه اكبر من أن نعبر عنه بموائد عن الارز و اللحم ليلاً ونهاراً... وبصفقات بين رؤساء مآتم ومنابر حسينيه فارغة الا عن خطيب يشغل وقتاً من الزمن( مضروباً بعدد الحضور) يقضي هذا الوقت بماشاء أن يقضيه شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً يلوك فيها الدنيا بما قد ينطبق عليه في( بعض) الأحيان (الدين لعق على السنتهم يلوكونه بما درت معايشهم).
بين كل هذا وبين رواديد حسينية تتخذ من لحن القصيدة وليس محتواها مساراً استيراتيجياً للموكب الحسيني وحشوده المكون من الآلاف المؤلفة من المؤمنين..
اللحن والملحن تغلبا على المضمون والمؤلف (الشاعر)، وصار من غير الهدف الأساسي أن يعرف الرادود مضمون القصيدة مادام يعرف كيف يدندن موسيقاها، وصار من غير المهم أن يكون مظهر هذا اللحن الحزن أو الفرح أو حتى الإنشاد والغناء بل المهم أن يكون اللحن جديداً لم يُسمع من قبل حتى ولو كان مقتبساً من أغنية ما!
وانحدرت بذلك المواكب العزائية في البحرين في سنواتنا الأخيرة .. انحدر في أسلوبه (الأداء) كما انحدر في هيبة المحتوى ( أدبيا وفكرياً وروحياً) حتى صرنا نستنجد بأيامٍ كان فيها العزاء تقليدياً جدا وعفوياً لسببٍ هو أنه كان أكثر هيبة و أنه كان مشجياً مبكياً يدخلنا عاطفياً على الأقل في أجواء البكاء المندوب على أبي عبد الله الحسين (ع)..
وصرخة أخيرة أطلقها في وجه من يبحثون في عزائنا فقط عن بدائل عن الغناء والنشيد، إن موكب الحسين له مدرسته الأصيلة المتجذرة وللشيلات أصولها وأساليبها ومظاهرها وهي ليست كوكتيل لـ( ما يطلبه الملحنون)، وأنا استنجد كبار رواديدنا الحسينيين المشهورين وكبار المؤلفين للشعر العزائي الجاد الهادف ألاّ ينساقوا لما يطلبه الساعون إلى خلخلة وحلحلة العزاء الحسيني،
و إذا اعتبرت أن ما قلته يصلح أن يكون نواة مجلس حسيني فقد تكون الأبيات القادمة نواة لخاتمة هذا المجلس، وهي على لسان العباس أتمنى أن يسمعها رادود فلا يغلق باب الإستفادة بسبب فقط أن هناك من قرأها!:
يا سـيـدي الحـسـيـن مـُرني على العداة
فـعــن حــريـمــنـا قـد منعـوا الفرات
قـال لــه الـحـسـيـن بــتـلــكــمُ الـفـلاة:
" إذا أنـت مـضـيت مـآلـنـا الشـتـات"
[align=center]  [/align]
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |