النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    Arrow أما آن لابن سبأ أن يموت؟............................الكاتب السعودي تركي الحمد

    [align=center][align=center]

    [glint]أما آن لابن سبأ أن يموت؟ [/glint]

    إيلاف GMT 800 2004 السبت 9 أكتوبر

    [/align][/align]

    تركي الحمد يكتب لإيلاف: لا أعتقد أن هنالك شخصية أكثر غموضاً وتأثيراً في تاريخ الإسلام من غموض وتأثير شخصية عبدالله بن سبأ، أو ابن اليهودية أحياناً، وابن السوداء أحياناً أخرى، أو هما الاثنان معاً في أحيان أخرى، حتى أن المؤرخين والباحثين اختلفوا حول هذه الشخصية، أهي شخصية حقيقية أم أنها مجرد أسطورة تاريخية. فالأعمال التي تنسب إلى هذه الشخصية يمكن أن تعد من الخوارق في تاريخ الإسلام، بل وفي أي تاريخ آخر، حين تكون الموضوعية لا الأسطورة هي أساس الحكم والنظرة. فعبدالله بن سبأ مثلاً، هو الذي يقف وراء أحداث الفتنة الكبرى من ألفها إلى ياءها، وما أدت إليه من صراعات وانقسامات، من الثورة على عثمان بن عفان وقتله، إلى موقعة الجمل بين علي بن أبي طالب من جهة، وعائشة وطلحة والزبير من ناحية أخرى، مروراُ بتلك التيارات التي تغالي في التشيع لعلي لدرجة التأليه، من سبئية وغيرها، بل وحتى غير المغالية. بمعنى من المعاني، فإن هذا الرجل، وبكل بساطة، هو المسؤول الأول والأخير عن تلك الأحداث التي مزقت أمة الإسلام منذ بداية النشأة والتكوين، بما زرعه وروج له من فتن لا زالت تفعل فعلها حتى يومنا هذا. والغريب، ومن خلال الروايات التاريخية التي تتحدث عنه، فإن هذه الشخصية تظهر فجأة وتختفي فجأة كما ظهرت، وذلك كما أبطال الأساطير تماماً، ولكن وجودها الرمزي يبقى حتى بعد أن تختفي الشخصية الحقيقية، هذا إن كان هنالك شخصية حقيقية من الأساس. فهو يظهر في الفترة المتأخرة من خلافة عثمان بن عفان، كيهودي اعتنق الإسلام، ثم لا يلبث أن يؤلب على خليفة المسلمين في كل مكان، ثم يختفي ذكره تماماً بعد صفين، وكأنه جاء من الغموض وإلى الغموض عاد، مما دفع الكثير من المؤرخين والباحثين إلى التشكيك بالوجود التاريخي الحقيقي لابن اليهودية.
    والحقيقة أنه لا يهمنا في هذا المجال معرفة ما إذا كان ابن سبأ حقيقة تاريخية أو أسطورة من تلك الأساطير التي يزخر بها التاريخ، وتفعل الأعاجيب في ذلك التاريخ، طالما كانت النتيجة واحدة فيما نحاول أن نصل إليه هنا. فمن ناحية، إن كان شخصية حقيقية، ونجح فعلاً بالقيام بتلك الأعمال التي ينسبها إليه كثير من المؤرخين بما لها من أثر سابق ولاحق، فمعنى ذلك أن الأمة الوليدة ليست بتلك المثالية التي توصف بها، بل هي أمة قابلة للتمزق والتشتت والانقسام من أساسها، إذ كان من الممكن ليهودي حديث عهد بالإسلام، أن يكون له كل هذا التأثير على شخصيات ليست عادية، مثل صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومثل أبا ذر وعمار بن ياسر، ودفعهم إلى الثورة على صحابة آخرين، بل ودفعهم، وهم المبشرون بالجنة، إلى حمل السيوف على بعضهم البعض، والخوض في فتنة نهى عنها رسول الله، يكون فيها القاتل والمفتول في النار، وهم أدرى بذلك. صحابة لهم من العقل ما يكفي للتفرقة بين الغث والسمين، أسسوا دولة وفتحوا بلدان، فيأتي شخص نكرة فيغويهم، ويفعل هذه الأفاعيل، ويفسد عليهم دينهم وهم من قاتل من أجله ولأجله. إذا كانت شخصية ابن سبأ حقيقية، فعلينا إذاً أن نعيد تعلم تاريخنا من جديد، بحيث نفهم كيف ولماذا كان ما كان، وهل تاريخنا فعلاً بتلك المثالية التي يحاول البعض التبشير بها على حساب الحقيقة التاريخية المجردة.
    وإن كان عبدالله بن سبأ شخصية أسطورية، لم يتبين أسطوريتها حتى أولئك المؤرخين والباحثين الذين قالوا بها، فمعنى ذلك أننا غير قادرين على قراءة تاريخنا بموضوعية تكفل لنا التفريق بين الحقيقة والأسطورة فيه، مما يجعلنا في النهاية غير قادرين على معرفة أوضاعنا الحالية، فما الأواخر إلا نتاج الأوائل، وما نحن إلا امتداد لهم. فإذا كان كل أولئك، ممن خاضوا تلك الفتنة الطويلة، براء مما حدث، وكان ابن سبأ هو المشجب الذي تعلق عليه كافة الأسباب والنتائج، فنحن والحالة هذه بصدد عقلية أسطورية عاجزة عن فهم محيطها كما يجب أن يكون الفهم، وذلك بعدم قدرتها على ربط الأسباب بنتائجها، وبالتالي فإنها، أي هذه العقلية، غير قادرة على التوافق مع أي عالم من العوالم الحقيقية، وخاصة عالماً مثل عالم اليوم، وهنا تكمن الكارثة. فالعقلية الأسطورية غير قادرة على التفرقة بين الحقيقة والخيال، بل لنقل الحقيقة والوهم، فهي تعيش في عالم الحقيقة، ولكنها تتعامل مع هذا العالم وفق منطق لا علاقة له بهذا العالم، بقدر ما أنه ينتمي إلى عالم آخر من الوهم والخيال، في حالة هي أقرب إلى الشيزوفرانيا العامة، وإن لم يعترف بها المصاب بها.
    فعبدالله بن سبأ، بصفته أسطورة تبرر ما لا يبرر، وتفسر ما لا يفسر، لا زال يعيش بيننا رغم اختفائه التاريخي الغامض، وبهذا الشكل أو ذاك. نحمله وزر ما لا نريد أن نتحمل وزره، ونلومه على عثراتنا وكبواتنا ونكباتنا، وما لا تتقبله عقولنا أو لا تريد تقبله والاعتراف به، من ضعف النفس وحقيقة البشر، كل البشر، في كل زمان ومكان، وابن سبأ بريء من كل ذلك براءة الذئب من دم يوسف، وذلك ببساطة لأنه لا الذئب ولا ابن سبأ كانا من الموجودين. وبصفته الأسطورية تلك، فإن ابن سبأ ليس من الضروري أن يكون شخصاً بعينه، أو فرداً جاء ومضى، بل قد يتجسد في شخص ما في مرحلة ما، وقد يتخذ شكل جماعة في مرحلة أخرى، وقد يكون تياراً أو فكرة في مراحل أخرى. بالأمس، كان ابن سبأ ابن اليهودية أو ابن السوداء، واليوم قد يكون ابن الأوروبية أو ابن الأميركية أو ابن الصهيونية، أو كل هذه الأمور معاً، في تلازم ضروري مع المؤامرة اليهودية الدائمة بطبيعة الحال. وبالأمس كان ابن سبأ، بصفته الشخصية، هو من يقف وراء التأليه العلوي والسبئية والتشيع، واليوم، بصفته الرمزية والأسطورية، هو من يقف وراء العلمانية والليبرالية وغيرها من تيارات تشوه الهوية، وتستأصل الأصالة. بالأمس كان هو صاحب الجماعة التي فرقت شمل المسلمين وشتت أمرهم، واليوم هو من يقف وراء الصهيونية العالمية والعولمة المعاصرة، دوائر التآمر التي لا تريد التوقف عن الكيد للإسلام والمسلمين. بالأمس كان هو من أجج الفتنة وأثار العامة والدهماء على عثمان، وكان السبب في وقعة الجمل وما تلاها من أحداث، واليوم هو من يقف وراء الماسونية وبروتوكولات حكماء صهيون، وقيام إسرائيل، ومشروع الشرق الأوسط الكبير، وغزو صدام للكويت، والغزو الأميركي للعراق وأفغانستان، فيثير الجماهير ويؤلب على الحكام، فيدمر المجتمعات المتماسكة، ويفسد الثقافات الصافية. عبدالله بن سبأ ليس شخصاً لعب دوراً في تاريخنا وحياتنا، حتى وإن أصر البعض على أنه كان كذلك، بل هو حالة عقلية تنفي العقل عن العقل، فترتاح النفس حين ينتفي العقل، وإن كان ذلك على حساب بقاء النفس في خاتمة المطاف.
    ابن سبأ هو أسلوبنا في التعامل مع الأحداث، وطريقتنا في النظر إلى المحيط بنا ومن حولنا، من أجل الشعور بالرضا وراحة النفس والضمير. بل أنه حيلة من حيل النفس المضطربة والعاجزة، حين تحاول الخروج من حالة الاضطراب بآلية دفاعية ذاتية، حين تنفي الاضطراب والعجز بإلقاء اللوم على شيء ما خارج تلك النفس. ففي النهاية، ليس فينا من عيب أو قصور، ولكن قاتل الله ابن سبأ، القديم منه والحديث، فهو سبب البلوى وأساس المصائب والكوارث. ابن سبأ قابع لنا في كل مكان اليوم، يراقبنا ويرصدنا ويتربص بنا، ويتحين كل فرصة وأي فرصة للنيل منا. ولكن مهما فعل فإن نهايته قريبة، فقد دنت ساعة المعركة الفاصلة بين قوى الخير وقوى الشر، ولا يلبث بعدها ابن سبأ أن يندثر، فنعود كما كنا: أسياداً لهذا العالم الذي تلاعب به ابن اليهودية، وما علينا سوى الانتظار. بمثل هذا المنطق، وبمثل هذه النظرة إلى الأمور، وبمثل هذا التعامل مع الأمور، نكون قد أرضينا النفس وأرحنا البال والضمير، بعد أن نكون قد نفينا كل عقل ممكن، وكفى الله المؤمنين شر القتال.
    " إن عبدالله بن سبأ "، يقول أحد الباحثين، " شيطان حرب الجمل، الشخص الخرافي، ما يزال رمزنا الأزلي، في معالجة أخطائنا. وكالشيطان تماماً الذي يبرز في المواقف الصعبة ليخلي الذات البشرية من حمل الإثم الكريه، يظهر عبدالله بن سبأ، الرمز عند كل نكبة تلم بنا، ليضعنا فوق الخطأ والشبهة، وذلك عوضاً عن المناقشة الموضوعية للأسباب والنتائج. وهكذا، منذ حرب الجمل، ومروراً بحرب الخليج، وإلى ما شاء الله، سنظل نقع في المشاكل الصعبة، ما دام عبدالله بن سبأ في خدمتنا دائماً، وإن بأسماء مختلفة " (نبيل فياض. يوم انحدر الجمل من السقيفة. بيروت: دار الكنوز الأدبية، 1997، ص 116). نعم..ابن سبأ يرقد كالعاهة في العقول..يقف عائقاً بيننا وبين أن ننتمي إلى عالم الأحياء والأصحاء، فمتى يموت ابن سبأ ؟..متى يموت؟..





  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    المشاركات
    205

    افتراضي

    بالنسبة لي ابن سبأ ميت منذ فترة طويلة .....!!


    بل أن نشوء هذه الأسطورة يدل على أن نظرية الشك والمؤامرة تنخر في الجسد العربي الإسلامي منذ القدم ....

    ابن سبأ ليس له أي دور في الفتنة ...

    ولم يقل لعلي : أنت أنت ..!!
    ولو قالها لعلي شخص لقتله ولما نفاه إلى ساباط المدائن .....


    واتهام الطائفة الشيعية الإثني عشرية بأنهم صنيعة لابن سبأ اليهودي هو من قبيل الإسقاط غير المدروس تماماً كاتهام السفلية (أو الوهابية) بأنهم صنيعة للإنجليزي هيمفرت من بعض الأوساط الشيعية .......

    والتشيع مذهب سياسي كوفي قديم تطور مع مرور الزمن وخضع لتحولات عقائدية جذرية حتى استقر على ما نراه اليوم ...
    لا تغرنكم الحياة الدنيا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    ولو ان الكاتب اراد من العنوان الخروج باستنتاج مفاده بأن العقلية العربية القديمة هي ذاتها التي لازالت تعيشها في زمننا هذا من خلال الايمان بنظرية المؤامرة والانطلاق منها في عملية التحليل وصولا الى الاستنتاج..ولكن المسالة قد تأخذنا -وخروجا عن جو الموضوع- الى جانب اخر وبالذات حول الاساس المحوري الموضوعي الذي نستطيع من خلاله الانطلاق في حكمنا على كيفية نشأة المذاهب واصولها..وبالذات اذا ماكان الاستنتاج شبيها لما تفضل به الاخ الكريم الصابر ..ففي تصوري ...فأن الاحكام التي تنطلق من الرؤية التاريخية لاتكفي للوصول الى استنتاج كبير حول المذاهب بهذه السهولة او الدقة لان ذلك سيصطدم حتما بقراءة كل طرف للتاريخ من وجهة نظره او من خلال مصادره وربما التوثيقات الروائية التي تناسب وجهة نظره...بل وربما ادى ذلك لتأثر القراءة التاريخية للاحداث بالاعتقاد المذهبي المسبق ليكون تبريرا له لا دليلا موضوعيا مستقلا يساهم في دعم حقانيته وصحته..لذلك نجد البعض يصف التشيع بالمذهب السياسي الذي ولد نتجية الخلاف فيما بين الامام علي (ع) ومعاوية او مابعد مجزرة كربلاء او الخ..واخر يرى بأن التسنن بأنه مذهب سياسي ولد نتيجة احداث السقيفة او تشكل نتيجة معارضة البعض للرؤية السياسية التي ستنتج من الرؤية الاعتقادية التي كان يحضرها النبي للامة اثناء وجوده وان تجسد بشكل فعلي فيما بعد وفاته (ص)...وهكذا لن تنتهي التحليلات المنطلقة من القراءة التاريخية كبعد محوري في ذلك..سواء من هذه الجهة او تلك.....نعم ..لابأس في رأيي بالاستناد عليه كبعد مساعد في ذلك من دون الغاء البعد الاساسي في عملية فك هذا الاختلاف من خلال الرجوع للقرآن والسنة و بحسب الاية القرآنية الكريمة التي اكدت ذلك ايضا بقولها ...(فأن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والى الرسول) و مع التأكيد بأن جميع المذاهب -كما الاحظ - بلا استثناء وقعت في امتدادها تاريخيا من خلال عملية التشكل( كضريبة حتمية للارهاصات التي صاحبت ذلك ) لبعض الاشكالات وعلامات الاستفهام وربما كان ذلك لو اردنا بعد فترة التبلور هذه حيث الاتجاه السني واجه محنة الاقتصار على مذاهب محددة بعد انتقال اصحابها ليكتفي بالامتداد في الواقع من خلال المتفاعل معها من العلماء وكذلك الجانب الشيعي والامامي الاثناعشري بالتحديد حيث تعرض لذات الامر وان كان بصورة مختلفة بعد انتقال الامامة لفترة الاحتجاب من خلال الغيبة الكبرى ..من الطبيعي ان النقاش في ذلك لازال لايمثل الطموح في جانبه الموضوعي سواء على المستوى النظري او التطبيقي حيث لازال يقبع في ازمة الانتصار لكل مذهب من خلال عملية الجدل والتبرير لا الارتكاز على الاسس الحوارية الموضوعية (باستثناء بعض المحاولات الجادة هنا وهناك) كما ان جميع المذاهب كما الاحظ - من خلال المتخصصين فيها- لاتعيش هم المراجعة الذاتية لاستدلالاتها الخاصة على اعتقاداتها التي تشكل المذهب الذي تنتمي اليه وتواجه اي محاولة من هذا النوع بحملة من الممانعة والاقصاء والتشكيك على اعتبار انها ترى في ذلك نوعا من التفكيك وطريقا للانحلال والذوبان (لان العقلية تعمل بطائفية لامذهبية) مع ان العكس يقتضي بمن يعيش القناعة والثقة الكاملة بمذهبه ان يتفاعل مع خطوة من هذا النوع لانها ستعمل على تجذيره وتثبيته في نفوس معتنقيه من خلال درء الشبهات عنه على امتداد حركته في الواقع بل انه سيعمل في جهة اخرى على مواجهة التشكيكات التي ينتجها الاحتكاك التقليدي الطبيعي مع المذاهب الاخرى ليصبح ( لو اقتنع به الجميع ) طريقا للتلاقح والمراجعة والاستمرارية لا للاشتباك والتعصب والجمود ..وعندها سيكون الجميع في نقطة الانطلاق بموضوعية واخوة نحو النتيجة دون اثار سلبيه ينتجها صراعهم (وكأنهم اديان لامذاهب) على الأمة..لذلك فيبقى الحال على ماهو عليه في تصوري الى ان نقتنع بان الحوار فيما بيننا هو حوار داخل الدائرة الاسلامية الخاصة لا الدائرة الدينية العامة !!

    هذا ما اتصوره...





  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2003
    الدولة
    الغنى في الغربة وَطنٌ. والفقر في الوطن غُربةٌ
    المشاركات
    1,266

    افتراضي

    كلام في الصميم سواء من الكاتب تركي الحمد او من الأخ المحترم سيد مرحوم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2003
    الدولة
    بريطانيا
    المشاركات
    302

    افتراضي تعليقات أخري لنفس الموضوع علي هذا الرابط


ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني