صنع الحياة بين الحيدان والوسطية

[اه يا وطن]

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
تحية طيبة ...
ارى من الضروري ان اضع القارئ على تصور مفردات العنوان كي لا يساء فهمها ..
وقبل ذلك اود ان اشير الى امر يبدو مهما بعض الشئ .. هو : هناك اشياء تبدو واضحة المعنى بلا حاجة الى تعريف , بل قد يزيدها التعريف غموضا وابهاما .. ومن تلك المفردات : الحب , الحرية , الحنين .. الخ ..
ومن تلك المفردات ايضا : الحياة , والوسطية .. وما يهمني هو المفردتان الاخيرتان ...
فالحياة .. مفهوم يستشعره الانسان بل يعيشه بكل كيانه حتى لو لم يستطع ان يضع قباله الفاظ لغوية بل يزيده ذلك جمالا اذ هو فو ق الالفاظ .. الا اني لا اقصد من الحياة هنا معناها هذا ..
انما اقصد معنى اخر , قصدته اذ به يمتاز الانسان عن غيره من مخلوقات الله تعالى وبه صلر خليفة على وجه هذه البسيطة .. كما ان به صار للحياة بمعناها الاول قيمة والا فستصبح مجرد عمر تقرضه الايام والسنين ..
الحياة التي اعنيها هي: حياة المبادئ والقيم , حياة الاخلاق , حياة التضحية والنبل والموقف الهادف , انها حياة الاسلام..
قال تعالى : ( استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم ) .. وواضح نداء الاية لكل المسلمين - الاحياء طبعا بمعنى الحياة الاول - للاستجابة لنداء الرسالة السماوية التي يقع على عاتقها هدايتهم للحياة بالمعنى الثاني ..
وكي لا اطيل عليك .. احفظ هذا عني لانتقل معك لبيان الوسطية وتصورها..
الوسطية .. مفهوم يتحسسه الانسان من خلال اثاره الطيبة فهو التعامل مع جميع مفردات الحياة عبر منهج معتدل بعيدا عن كوارث الافراط والتفريط الذي يعني : ( الحيدان) ..
الا انها رغم نصاعتها باتت مهملة او مرمية في خانة النسيان , لا لعدم وضوحها انما لصعوبتها اثناء الممارسة .. تماما كما هو شان الحق فهو وان كان اوضح الاشياء الا انه اضيقها تطبيقا كما يقول امير المومنين ..
ومن الملفت فيها انها تجعل المتحلي بها شاهدا على انحرافات الاخرين وميلانهم عن جادة الصواب .. قال تعالى واصفا امة نبيه : ( وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس) ...
والمهم ان نسال بعد هذا :
1- كيف نصنع الحياة .. اعني حياة المبادئ والقيم والهدف الحق؟
2- وهل يصلح منهج غير الوسطية لصنع الحياة ؟
اسئلة تحتاج اجابة .. اتمنى ان تكون منك , او لا اقل لا تبخل بطرح رايك فقد علمتنا الحياة انها قاعة اختبار وامتحان فان احبت صحيحا فقد نفعت غيرك والا فلا باس ان تتعلم من الاخرين ........
الى الملتقى

[ابن العراق]

اخي الكريم الموضوع يستحق المتابعة وا ن شاء الله نتعلم منكم


:=

[الحسيني]

موضوع جيد جدا ً ويستحق المناقشة وخصوصا ً ونحن نعيش في العراق بهذه الظروف القاهرة التي لآتترك لك المجال لأن تكون حياديا ً فعندما ترى خطئا ً من أحد ما من ترى أنه على حق فهل تستطيع أن تنقده نقدا ً تعيده الى صوابه ؟ .
وإن خرج نفس هذا الخطأ من ترى أنه على خطأ فهل ستنتقده مثل مَن أحببته ؟؟؟؟ !! .
أين نحن من الحيادية والوسطية ؟؟ .
أتصور يجب علينا أن نكون عدول حتى نتمكن من أن نكون أمة ً وسطا ً ,, وحتى نكون عدول يجب أن نخاف الله في كل شئ .
حسب تقديري أن الشعب العراقي بعيد ألآن شيئا ً ما عن العدل والوسطية .
يجب الرجوع لله سبحانه (( ففرو الى الله )) .
وللموضوع بقية
تحياتي وشكرا ً مرة أخرى على هذا الموضوع

[اه يا وطن]

[[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]B]الاخوان الغاليان : ابن العراق , الحسيني
السلام عليكم
امنياتي لكما بالسلامة والموفقية شاكرا لكما ما ابديتماه من تعليق
الا ان مشكلتي ان الانترنت معي ضعيف ومتعب للغاية حتى اكادني اجلس طويلا امام الكومبيوتر بدون نتيجة لكني رغم ذلك اعدكم بمواصلة الحديث ..
ودمتم اخوين عزيزين على قلبي ..[/B][/grade]

[اه يا وطن]

صنع الحياة بين الحيدان والوسطية - القسم الثاني

ما هو الانسان ؟
الانسان مخلوق من مخلوقات الله تعالى وخليفته على ارضه CC0000 ... فهو :
- مخلوق متفرد عن غيره وليس منحدرا من غيره كما تحوال بعض الدراسات اثباته دون جدوى ..
- وهو مخلوق رفيع الشان وكريم على الله CC0000 ..
- وهو مخلوق مزود بطاقات هائلة ومن ابرزها طاقة المعرفة والادراك التي بها يمتاز عن بقية الخلائق ..
- وهو مخلوق ذو طبيعة مزدوجة فبامكانه ان يرتفع الى السماء كما ان بامكانه ان يهوي الى الحضيض .. وهذا في الوقت الذي يورثه نقطة قوة يورثه نقطة ضعف ايضا .. وهنا تبدا معركة تقرير المصير , واذا كنا مللنا لفظ ( معركة ) بحكم فعائل القائد الضرورة فقل : تقرير المصير ..
على ان اختيار الانسان طريقه لا يعني بحال انه وحيد ليعتذر بوحشة الطريق , وانما يبقى محروسا ومحاطا بعناية السماء ورسالاتها بما تملكه من مشروع خير للانسان ولكن بشرط ان يختارها هو معينا له ولا يتصور الجبر والالجاء هنا اطلاقا ليجني الانسان ما كسبته يداه بلا ان يكون له الحق في لوم احد اساسا .
ما يهمني من هذا ان اشير الى حقيقة واضحة ولكنها قد تغيب كما تغيب كثير من الواضحات عن الانسان لانشغاله بما يراه اهم حسب نظرته الضيقة .. هذه الحقيقة هي: تركب الشخصية الانسانية من بعدين هما : ( الروح + الجسد ) فبهما صار الانسان انسانا , والاخلال باي واحد منهما يعني اهمال احد البعدين ومن ثم تزلزل الكيان كله لدى هذه الشخصية .. ولا يعني التركيب هذا التجزا والانحلال وانما هو كائن واحد له بعدين فهو كل لا يتجزا ومترابط بشكل دقيق ..
وهذا الشيء يوقفنا على خلل بعض الايديولوجيات التي حاولت التعامل مع النسان من خلال احد بعديه :
- كالمادية الغربية التي تعاملت مع الجسد واهملت الروح فضيعت بعدا لا يمكن الاستغناء عنه فتاهت وتيهت الملايين معها ..
- والبوذية والصوفية التي تعاملت مع الروح فقط واهملت الجسد فقصرت وضلت ..
وهنا تلوح اطروحة المشروع الديني - الاسلام - في الافق لتطرح حلا للانسان يعالج مشاكله ويتناغم مع كافة ابعاده بلا ان يلغي حقوق جانب على حساب جانب .. وهو الطريق الوسط الذي يجنب الانسان الوقوع في اوحال التطرف الناتج من التعامل مع الجسد على حساب الروح او العكس ..
وهذا كما نراه تطبيق واضح من تطبيقات الوسطية التي نتكلم نحن بصددها .. وهكذا الاسلام دوما وابدا .. كيف وهو دين الله الحق فهو العالم بحاجات مخلوقه وابعاده ..
عندها تبدا نقطة انطلاقة الاسلام مع الانسان في صنع حياته - حياة المبادئ - وهي لا تقف عند حد او زمن وانما ترعاه الى نهاية المسير لكن مع حفظ اختيار الانسان وارادته فهي قيمة لا يمكن التنازل عنها .. انما يرعاه بمنهج وسطي لا حيدان فيه ولا ميلان وهو ما يجب ان نفعله في صنع الحياة ..
للحديث تتمة ..