هكذا ينكشف زيف الحضارة الغربية
لقد كانت الأحداث التي شهدتها السجون العراقية في أبي غريب والبصرة واحدة من الأساليب التي كشفت زيف ما وصلت إليه الحضارة الغربية من الرقي والتطور، فإذا كانت سياسة الكيل بمكيالين التي تتعامل بها الولايات المتحدة الأمريكية مع دول العالم غير واضحة المعالم لدى البعض ولم تكشف الوجه الحقيقي البشع لهذه الحضارة فإن أساليب التعذيب التي عرضتها جميع فضائيات العالم والتي تعرض لها أناس عزل معتقلين من قبل جنود القوات الأمريكية والبريطانية ، إن هذه الأساليب وما ينطوي وراءها من أسرار كفيلة بكشف زيف الحضارة والرقي الذي تدعيه أمريكا وبريطانيا وأياً كانت الأسباب والأسرار التي أحاطت بتلك الأحداث وأياً كانت جريمة هؤلاء المسجونين فإن استخدام مثل هذه الأساليب بالذات يخرجهم عن طور الإنسانية وعن الأخلاق ، ولا نريد هنا أن نتحدث عن تفاصيل هذه الأساليب فإنها مما لا تطيق الألسن التحدث به بل تمجها و تشمأز من ذكرها النفوس .
ولقد شاهدنا عبر وسائل الإعلام إن هذه الأعمال لم تحصل بصورة انفرادية وباعتراف ساستهم أنفسهم ، فلقد صرح أحد أعضاء برلمان إحدى الولايات الأمريكية إنه يستبعد أن يكون هذا التصرف يعود لست أو سبع جنود أي إنه يقصد إنه قرار من قيادة مركزية في قوات الاحتلال ، وبهذا المضمون كذلك صرح أحد أعضاء منظمة حقوق الإنسان إذاً فالمسألة كانت سياسة متبعة مقصودة ومتفق عليها تعكس الوجه الحقيقي لرائدة الحضارة الغربية التي لا تبالي في استخدام أي أسلوب حسن كان أو قذر لتحقيق مآربها وسياستها في المنطقة لضمان مصالحها وليست القضية قضية تجاوزات من بعض الجنود وسيعاقبون عليها ، فليتعض بذلك من لا يزال منبهراً بالحضارة الغربية وبتطورها التكنولوجي ونسيَ إن الأخلاق والقيم الإنسانية هي الفاصل الحقيقي بين رقي وعدم رقي الحضارة وإن العلم وحده لا يكفي لتحقيق السعادة للبشرية من دون أن يكون معه أخلاقاً تحدد استخداماته ومنافذ تطبيقاته ونظاماً يسير عليه المجتمع ويكفل العدالة ين أفراده .