النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1

    افتراضي السيستاني يراهن علي الحصان الخاسر - علاء اللامي

    السيستاني يراهن علي الحصان الخاسر
    علاء اللامي - القدس العربي : : 2004-11-04 - 00:01:25






    السيستاني يراهن علي الحصان الخاسر
    2004/11/04

    علاء اللامي ہ
    إذا كان صحيحا القول بأن الانتخابات العامة المزمع إجراؤها في العراق في كانون الثاني من السنة القادمة ليست هي المرة الأولي التي تجري فيها انتخابات في ظل احتلال بلد فليس من الصحيح إطلاقا استنباط نوع من الشرعية المفقودة لهكذا عملية سياسية لمجرد إنها جرت في بلدان محتلة أخري سيما وأن المآل العام لتلك التجارب التي جرت آخرها منذ فترة قريبة في أفغانستان يُجهز تماما علي أية محاولة لتسويق وتبرير هذا النوع من المسرحيات الانتخابية.
    وبالاقتراب أكثر من المثال العراقي، وبغية تقديم تصور أوضح وأعمق للعملية الصراعية الجارية يمكن تلمس برنامجين أو استراتيجيتين رئيسيتين من بين مجموعة استراتيجيات متناقضة تسودان اليوم في الساحة العراقية هما استراتيجية المحتل والتي أسميناها استراتيجية بوش واستراتيجية المعولين علي الخيار الانتخابي حاليا بعد أن كانوا يروجون طيلة العامين الماضيين تقريبا من عمر الاحتلال لما يسمونه خيار المقاومة السلمية والتي ـ في الحقيقة ـ لا علاقة لها بأي نوع من المقاومة إن لم تكن نوعا من الانتظار السلبي وسنطلق عليها استراتيجية السيستاني. تقوم استراتيجية بوش السياسية في العراق علي مخطط بسيط تكرر في أغلب التجارب الاحتلالية ويهدف إلي إنهاء مرحلة المواجهة المسلحة الشاملة والعالية المستوي بين قوات الاحتلال والقوي الرافضة للاحتلال من أهل البلد المحتل، والإسراع في استيلاد وتصنيع حكم صديق عن طريق القيام بانتخابات تشريعية ورئاسية متحكم بها ومسيطر عليها. لقد جربت هذه الاستراتيجية بشكل حرفي قبل فترة قريبة كما أسلفنا في أفغانستان التي ـ بالمناسبة ـ لا أحد في الإعلام العربي والدولي ينعتها بأنها بلد محتل كما كانوا يفعلون معها أيام الاحتلال السوفيتي، ولقد جاءت النسخة الأفغانية شديدة البؤس والهزال وانتهت إلي انسحاب مبكر لجميع المتنافسين بعد فضيحة الحبر القابل للزوال الذي يختم به علي أيدي الناخبين وهي الفضيحة التي يعرف الكرد العراقيون نسختها منها جرت في بداية التسعينات في شمال العراق / إقليم كردستان، لقد انسحب الجميع ما عدا الرئيس الفائز بالتزكية حميد كرزاي فسارع إلي تأييده الجنرال الأوزبكي وأمير الحرب المعروف رشيد دوستم. والواقع فإن مآل الاستراتيجية الأمريكية في العراق لن يكون مختلفا من حيث الأهداف والوقائع وعلي الرغم من أن احتمال قيام الاحتلال بإجراء تغييرات جذرية أو محدودة علي برنامجه وبما يتناسب وحالة المقاومة المتوقعة أو الانفجارات الشعبية المحتملة عما حدث في أفغانستان.
    أما استراتيجية السيد علي السيستاني، إن كان لنا أن نصف بكلمة إستراتيجية مجموع التوجهات والمواقف والتصريحات السياسية لهذا المرجع الديني الذي يتمتع بجماهيرية واسعة علي الرغم من أدائه المثير للتساؤلات خلال معركة النجف الثانية ومغادرته العراق إلي بريطانيا آنذاك في خضم المعركة، ولكنه ـ كما يبدو ـ استطاع استعادة بعض ما فقده من جماهيرية بعد عودته ودوره الفعال في تجنيب المدينة مجزرة ضخمة كان الأمريكان وحلفاؤهم يعدون لها، نقول أما استراتيجية السيد السيستاني فتقوم علي مخطط أكثر تعقيدا من حيث الشكل يستهدف عبر الموافقة علي التعاطي مع خيار الانتخابات في ظل الاحتلال إيجاد قطب تشريعي وتنفيذي رسمي ومعترف به شعبيا ودوليا يتمثل بالبرلمان والرئيس المنتخبين ليكونا ـ من ثم ـ ورقة ضغط هائلة القوة تجبر الأمريكان علي التسليم بالمطالب الاستقلالية للعراقيين ووضع جدل زمني محدد ومناسب لسحب قواته وهو مخطط مغر دون شك وذو ألوان جذابة ولكنه ليس أكثر أو أقل من مراهنة علي جواد خاسر سلفا.
    إن نقطة الضعف الكبري التي تعاني منها هذه الاستراتيجية هي أنها تسلم مسبقا ودون وجود أية ضمانات فعلية أو محتملة بأن المشروع الانتخابي الأمريكي في العراق سيكون نزيها وشفافا ولن يقع التلاعب بنتائجه في حين أن واقع الحال يشير بسطوع إلي عكس ذلك وهذه مغامرة خطيرة ستؤدي إلي عواقب وخيمة. وحين يُسأل المؤيدون للسيستاني عن هذا الموضوع تحديدا، وعن خطتهم لمواجهة احتمال تزوير الانتخابات ـ إن كانت لديهم خطة أصلا ـ فهم يسارعون إلي التلويح بالثورة الشاملة والانتفاضة العارمة وغير ذلك من الكلام الذي يظل وحسب كلاما في ميزان الصراعات الدولية والإقليمية إذ أن التاريخ يعلمنا أن من يريد انتخابات نزيهة من محتل عليه أن يقوم بالثورة الشاملة والانتفاضة العارمة أولا ليفرض بعد ذلك الانتخابات النزيهة فرضا علي العدو وليس بعد أن يوضع في القفص الدستوري الذي أعده المحتل نفسه ومن حالفه وأدخله فيه حيث ستوصم أية دعوة للمقاومة والثورة علي الاحتلال والنظام العميل بأنها تمرد أقلوي وستواجه هذه المرة بوصفها تمردا علي الحكم الشرعي المنتخب تقوم به مجموعة مغامرة خسرت الانتخابات!
    نحن ببساطة شديدة إزاء حالة احتلال أجنبي يعترف حتي المحتل بصفته هذه، ويطالب العالم والدول الكبري بانسحاب قوات الاحتلال في حين ينجح المحتل في تسويق مخطط سياسي مبرمج سلفا هدفه الأول ترسيخ الاحتلال وتعويم نظام حكم يدور في فلكه وهنا جوهر التناقض المستعصي الذي يؤشر منذ الآن أن الأمور والمصائر لن تكون في مصلحة الشعب العراقي وقضية تحرره من الاحتلال.
    لقد كان ـ ومايزال ـ أمام الحركة الوطنية العراقية الاستقلالية طريق أقصر وأضمن وأسهل وأكثر مشروعية وطموحا من هذا الطريق (الذي يعني ضمن ما يعني الرغبة في القضاء علي الاحتلال بمساعدة الاحتلال) ونعني بالطريق الآخر: طريق الحوار الوطني الشامل بين العراقيين ضمن مؤسسة تأسيسية وطنية مستقلة عن الاحتلال استقلالا تاما وذات قدرة تمثيلية شعبية واسعة تجبر المحتل علي التعامل مع برنامجها الاستقلالي وتضع شرط جدولة انسحاب قواته علي رأس برنامجها.
    إن هذا البرنامج مازال ممكنا ومتاحا خصوصا بعد تبلور ثلاثة أطراف وطنية مستقلة تحمل وتبشر بجوهر هذا المشروع ولها وجود مهم علي الأرض هي المجلس التأسيسي الوطني المستقل الذي عقد مؤتمره التحضيري في بيروت نهاية شهر آب الماضي والمؤتمر التأسيسي إضافة إلي مجموعة أحزاب عراقية أخري متحالفة في تجمع سياسي ثالث. إن هذا الخيار الذي وصفناه بالأقصر والأضمن والأسهل له ثمن باهظ قياسا للثمن الذي يدفعه المعولون علي نوايا المحتل الحسنة وهذا الثمن هو ما يجب أن يستعد لدفعه الوطنيون منذ الآن لأنهم قرروا القطع عن الاحتلال ومؤسساته والتحرك شعبيا بما تتيحه الامكانات الشعبية بما فيها إمكانيات المقاومة العراقية الباسلة والتي نجحت في التمايز عن النشاطات الإجرامية الإرهابية التي استهدفت المدنيين الأبرياء العزل بغض النظر عمن يقوم بها إضافة إلي القوة التضامنية العالمية التي لا يمكن الاستهانة بها والتي ظلت إلي الآن ضعيفة الاستثمار. بين استراتيجية أو مخطط بوش البسيط والقاتل الذي سيعني في نهاية المطاف تكريس الاحتلال وإدخال العراق في الفلك الأمريكي الصهيوني لزمن قد يطول وبين مخططات التعويل علي صندوق الانتخابات المصنوع والمدار أمريكيا مع بعض الديكورات الضرورية من مخازن الأمم المتحدة ستطل الحقيقة برأسها لتقول: لن يتغير جوهر وطبيعة الصراع الجاري اليوم علي أرض الرافدين بين الاحتلال ومناهضيه وستبدأ جولة جديدة من المقاومة بكافة أشكالها وستختفي شعارات وبرامج ووجوه وعمائم كثيرة من الميدان وستحل قوي تخففت أخيرا من الأوهام وتعززت بخبرات التجارب السابقة الثمينة لتواجه المحتل الذي سيكون هو الآخر قد تغير ونزف الكثير من الدماء فصار أكثر ضعفا وهشاشة مما كان عليه في بداية مغامرته مما يجعله أكثر استعدادا للركوع ومن ثم الرحيل مكسورا.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    كلام علاء اللامي يذكرنا بالنيوبعثيين، أو البعثيين الجدد أمثال عبدالأمير الركابي، وغيره كم صناديد البعث الصامد.

    من هو علاء لامي هذا، وهل يمثل إتجاهات البعثيين الجدد، المدعومين من فرنسا على وجه التحديد.
    "أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام"
    كونفوشيوس (ع)

  3. #3

    افتراضي

    ولكن هذا لايمنع من ان يكون في كلامه حقائق مهمة
    ولا اعتقد انه هناك عاقل يعتقد ان امريكا ستقف رافعة يديها بالدعاء فقط لكي يفوز عملائها في الانتخابات

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    1,658

    افتراضي

    راجع ما كتبه عن سييرته :

    http://www.rezgar.com/m.asp?i=2
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)




  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    الدولة
    طائر لا أرتضي الأرض مسكنا
    المشاركات
    4,759

    افتراضي

    أنظر الى ما يقال لا الى من قال.

    أذا صح أن نسمي من يتكلم بالبعثيين الجدد فهم ليس إلا بعثيين في مجال التنضير.
    و أما البعثيين في مجال التطبيق (الأجرامي) العملي فهم الحكومة علاوي و الشعلان أسد النجف و نعامة الفلوجة و النقيب البعثي بالوراثة.
    و اما الجعفري و الحكيم و غيرهم من تجار الإسلام في الحكومة فهم أدنى من البعثيين بكثير فهم ليسوا إلا مصفقين و راقصين لما يقوم به علاوي و عصابته من تنفيذ للأوامر الأمريكية...

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني