[align=center]أزمات المراهقة[/align]
ملخص : على خلاف النظريات النفسية الدينامية (تحليل نفسي ومراحل نمو وغيرها) ينظر الطب النفسي لفترة المراهقة على أنها فترة ذهان سلوكي عابر. ولهذه النظرة ما يبررها بمتابعة سلوك المراهق الذي تتبدى فيه ملامح جنون اجتماعي ناتجة عن انقطاعه الجزئي عن الواقع بسبب ثورات المراهقة ومواقفها الرافضة. حتى أننا نتجاهل ونغفر التصرفات الخارجة على مألوف السلوك السوي إن هي حصلت إبان المراهقة ولم تتكرر بعدها.
أمام هذه الاندفاعية البالغة للمراهق نجد أنه يصادق مشاكل في تكيفه مع محيطه. مما يجعل من صدامه مع هذا المحيط، ومع الأهل خاصة، أمرا متوقعا بل مرجحا. لذلك لفتت هذه المرحلة الحرجة أنظار الباحثين مدعومة بطلبات الأهل للمساعدة الاختصاصية ولكن أيضا بتوقعات الأطباء ومخاوفهم من هذه الفترة التي تندلع فيها أمراض نفسية وعقلية عديدة (الفصام مثلا). عداك عن أثر العادات المتكونة في هذه الفترة، و النشبات الغريزية خلالها، على مستقبل المراهق عامة وعلى انبناء شخصيته خوصا.
لهذه الأسباب اخترنا موضوع أزمات المراهقة عنوانا لهذا الكتاب/ الملف. وهو من تأليف الزميل التونسي الأستاذ المبرز في الطب النفسي أنور الجراية. الذي يجمع بين الطب النفسي والتحليل وغيره من نظريات العلاج الدينامي في مقاربته لموضوع المراهقة وأزماتها. مما يجعل كتاباته تتصف بالشمولية النظرية والتطبيقية. ونذكر القراء بأن الزميل الجراية كان قد ساهم في الثقافة النفسية بجملة بحوث ملفتة حول المراهقة. ومنها على وجه الخصوص مقالته حول نوادي الإنصات للمراهقين. التي لاقت قبولا واسعا واستتبعت استفسارات عديدة من قبل القراء. إن الزميل الجراية يقدم لنا في هذا الملف نتاج خبراته العيادية والتعليمية (شهادات علم النفس التربوي) و التأليفية ليقدم لنا رؤية متكاملة عن أزمات المراهقة. بدءا من الإشكالية الأساس هي علاقة المراهق بالسلطة. ليرسم لنا بعدها معالم سلوكيات المراهق والأمراض الخاصة بفترة المراهقة وعلائم الصحة النفسية للمراهق. دون أن يهمل أمراض الجهاز العائلي والتذبذب الأسري وآثاره السلبية على المراهق. فيقدم لنا حالة علي نموذجا لهذه الآثار. لينتقل بعدها إلى دور الأم في فترة المراهقة وصولا إلى مناقشة معاناة المراهق من شدة الامتحانات والضغوط المصاحبة للتحضير لها و لإجرائها.
بذلك يكون المؤلف قد استكمل مناقشة موضوعه بحيث يستجيب لغالبية الأسئلة المطروحة حول أزمات المراهقة سواء من قبل الأهل أو من قبل المربين والاختصاصيين. بما يجعل من هذا الكتاب مرجعا له مكانته المرموقة بين مراجع علم النفس التربوي. وذلك بما يحمله من رؤى جديدة ربما كان . المؤلف أول من يطرقها ويطرحها للنقاش في المكتبة العربية.