أضع هذا التحقيق الوثائقي والمتابع الدقيق من موقع مفكرة الإسلام التكفيري لأعمال صدام حين في سبيل رفع شأن الطائفة السنية، الموقع كما لا يخفى يرتبط بعلاقة عضوية مع هيئة علماء السفاحين في العراق،
أضعه كي يكون دليلاً ووثيقة على مبدأ "وشاهد شاهد من أهلها" على السلوك الطائفي في عهد البعث، والتي نرى نتائجه الآن جلية واضحة الآن.
قام فريق ' مفكرة الإسلام ' العامل في العراق بمحاولة جمع مجموعة من الحقائق والتغيرات والتحسينات بأمانة شرعية عن حياة صدام حسين نستطيع أن تقول عنها ونحن في غاية الاطمئنان : هذه شهادتنا ، والله على ما نقول شهيد ...
نحكيها دون النظر في نوايا صاحبها [ صدام ] ودون النظر في تأويل كاتبها [ موقع مفكرة الإسلام ] أو فهم قارئها [ أنت ] علماً بأن هذه التغيرات لم تجمع في مكان آخر فيما نعلم أبداً ـ قبل ـ هذا الكتاب ، كما أن هذا الجمع اتصف بشمولية البحث فيكفي أن الإخوة ينتقلون أحياناً مسافة تتجاوز 300 كم من أجل التأكد من جزئية معلومة معينة ، وفي آخر ستة أشهر قبل سقوط صدام قام هؤلاء الإخوة بضرب العراق طولاً وعرضاً مدة ستة أشهر لم يعرفوا خلالها أهلهم ، و هؤلاء الإخوة سبق أن نالهم أذى في فترات سابقة من حكم صدام ولم يكن لهم حُظوة لديه ولامنصب ولاقُرْبة .
وماسنذكره من حقائق لا يستطيع أي عراقي داخل العراق يتمتع بالإنصاف ، والاطلاع أن ينفيها أو ينفي واحداً منها ، اللهم إلا أن يقول عن بعضها : لا علم لي بها !
وما كان هذا البحث وليد يوم واحد ولا نتيجة جهدٍ شخصي ، فإن مما لا شك فيه أن من يجمع بنفسه ، ويترصد ويستقصي بنفسه ومن غيره ، ويدقق في الوقائع والأحداث يختلف بحثه كثيراً عمن يتلقى من جهة واحدة كما يختلف عن من يتعامل مع هذه الأمور كبحث تفصيلي ، ودراسة مسؤولة .... يؤديها كشهادة يخشى سؤال الله له يوم القيامة ، كما يخشى من تعلق أناس به ، ربما تحمل وزر إضلالهم فيهلك من حيث لم يدر ، ولم يكسب ، ولم يحتسب ..!
ولذلك فإنا لا نشك أبداً أن الناظر في هذا الكتاب من العراقيين المستوطنين خارج بلادهم والمدمنين على لعن صدام وذمه ـ من الإسلاميين ـ سيكون له هذا البحث كالصدمة التي تفيقهم من وهم عميق عاشوه طويلاً من غير أن يشعروا ، ورددوه كثيراً من غير أن يتبينوا ، حين صدقوا كل وارد ذم ـ عن صدام ـ ، وقد كان كثير منه ـ ولا أقول كله ـ وارد شيطان ...!
بل إنا لنعتقد جازمين بأن كل واحد من أهل السنة والجماعة إذا قرأ هذا البحث ، ورأى ما فيه ، سوف يزيد على مجموع الإيجابيات المجموعة هنا الكثير الكثير مما فات ' مفكرة الإسلام ' ذكره في الشهادة الملحة ، وهذا ما نطالب به كل عراقي منصف ، لديه من المعلومات الحقة ما يزيد على هذا البحث أن يذكرها بغير تردد ...
إنها شهادة ، فما عاد أمر صدام حكراً على أحد أو وقفاً على أهل أو بلد ، والشهادة لا يؤخذ عليها جعلاً ولا خرْجاً [ فخراج ربك خير وهو خير الرازقين ] .
ومن باب الشهادة جاءت هذه الأعمال التي حدثت بأمر من صدام حسين نفسه في العقد الأخير من حياته ، فلم تكن خطابات جماهيرية ، ولا أحاديث تحدّث بها ليخادع مجموعة من المشايخ ، ولم تستمر ليوم أو لشهر أو سنة ، ثم رفعت ... بل هي قرارات طبقت على أرض الواقع ، ولمدة تزيد على عقد من الزمان تقريباً ، ولم يتوقف العمل بها إلا بخلعه من ملكه .
ونحن ننقلها كما هي من الواقع ، تاركين لطالب الحق الحكم ، مستبقين أو معقبين على كل نقطة منها بتعقيب للإثبات والمقارنة ...