الحواسم في العراق بقلم محمد الربيعي
من طبيعة المرء ذكر الأشياء المحمودة أما تلك السيئة لا يشار إليها ويغض الطرف عنها... لماذا هل تخلو من عبرة .. كانت الناس تؤرخ مثلا بالزمان القريب الذي سمعناه من أجدادنا ومن المعمرين اللاحقين ذكر تلك السنوات ( كدكة البوخنيسي ) معركة شمر مع قبائل البومتوت وسنوات الغلاء المشهودة ( كسنة الثلث ليرات ) أي صارت وزنة الحنطة بثلاثة ليرات وسنة جمدة الفرا ( جماد نهر دجلة ) كانوا لا يقولون السنة الميلادية الفلانية بل يذكرون الحدث فحسب وقبل مائة عام مثلا دون تحديد .. المهم ليس موضوعي هذا الذي بالتأكيد استطيع البحث عنه مع أمثلة وشواهد لكن موضوعي ( الحواسم ) فحسب ومن الله التوفيق .. وسأذكر أحداث أنا شهدتها في الموصل ( مدينتي )..... الكاتب
لم تكن الحواسم أي ( النهائب ) جديدة على العراق فتاريخ الماضي يشهد بالعديد من الأحداث المأسوية التي تمت فيها الحرق والنهب في عدة أجزاء من العراق التي رأيناها بالعين المجردة أضف لذلك الأحداث التي ذكرتها مؤلفات علي الوردي وسليمان الضائع وكل المؤرخين الذين أرخوا للعراق لكن لنبدأ وبدلائل الصور من احداث دكة ( ثورة) رشيد عالي الكيلاني 1941 التي جرى على إثرها وبعد فشل تلك الثورة وقمعها من قبل الإنجليز آنذاك جرى على إثرها النهب والسلب والصورة لاحقا ترينا اليهود يعتلون السطوح وهم يرقبون الفوضى العارمة التي اجتاحت البلاد