جرير هو ابن عطية بن الخطفي،واسمه حذيفة بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع الخ ويكنى ابا حزرة،والحزرة تعني خيار المال وبها سميّ الرجل،جرير والفرزدق والاخطل هم من شعراء العصر الاسلامي ولكنهم لم يدركو العهد الجاهلي،والاخطل دخل مع الاثنين بعد ان كبر سنه وفنيّ اكثر عمره وان كان شاعرا ومقدم ايضا الا انه ليس بذات مستوى الاثنين، واحتار القوم في تقديم اي منهم على الاخر اي الفرزدق وجرير الا جمعا من ذوي الشأن ذهبوا الى تقديم جرير على الفرزدق منهم مثلا ابن مناذر / بشار بن برد/ وابو مهدي الباهلي وغيرهم الا ان حكايات تقديم جرير لاتخلو من طرافة وظرافة، ذات يوم وردا على بشر بن مروان فقال لهما انكما تقارضتما الاشعار/ وتطالعتما الآثار/ وتهاجيتما فأما الهجاء فلست بحاجة اليه فقولا لي فخرا ابتدأ الفرزدق متفاخرا فقال:
نحنُ السنام والمناسم غيرنا* من ذا يساوي بالسنام المناسما
فقال جرير
على موضع الاستاه انتم زعمتمُ* وكل سنام تابع للغلاصمِ
فقال الفرزدق
على محرضٍ للفرث انتم زعمتمُ* الا إن فوق الغلصمات الجماجما
فقال جرير
وأنبأتمونا أنكم هام قومكم * ولاهام إلاّ تابع للخراطمِ
فقال الفرزدق
فنحنُ الزمام القائد المقتدى به* من الناس مازلنا ولسنا لها زما
فقال جرير
فنحنُ بني زيد قطعنا زمامها * فتاهت كسارٍ طائش الرأس عارم
فقال بشر: غلبته ياجرير بقطعك الزمام وذهابك بالناقة واحسن الجائزة لهما وفضل جريرا
وفضله ايضا عبد الملك بن مروان وغيرهم/ الرجل لايمكن انكار شاعريته مطلقاً ولكنه كان يمدح ويهجو ويذم لنفس الشخصية / وعندما سمع بخبر وفاة الفرزدق هجا الفرزدق ولكن عندما وبخه احد الحضور حيث قال له اتهجُ ابن عمك وهو ميت فتندم وعاد ليمدحه بنفس اللحظة وغيرها الكثير، كان كثير الورود على الولاة يمتدحهم طمعا بالجائزة والكسوة والغذاء
لابأس بذكر ابيات له من حيث شاعرية الرجل بغض النظر عن الممدوح ومنها هذا البيت
الستم خير من ركب المطايا * واندى العالمين بطون راحِ
ويقال ان هذا البيت هو امدح بيت قالته العرب طبعا في ذلك الزمن وسيأتي في الموضوع في قابل الايام بيت لابي تمام عملاق جدا ان اسعفتني الذاكرة
ومنها قوله في الفخر وايضا حسب رأي المنشد ليس الا على انه افخر بيت لجرير قالته العرب
اذا غضبت عليك بنو تميمٍ * رأيت الناس كلهمُ غضابا
ولازال عبد الملك يسأل اليماني من بني عذره عن الابيات التي قالها الشعراء العرب حتى وصل معه عن اهجى بيت قالته العرب فقال اليماني قول جرير
فغض الطرف انك من نميرٍ* فلا كعباً بلغتَ ولا كلابا
فسأله عبد الملك عن اغزل بيت قالته العرب فقال العذري اليماني
ان العيون التي في طرفها حورٌ * قتلننا ثم لايحيين قتلانا
فسأله عبد الملك يايمني اي بيت قالته العرب احسن تشبيها فقال قول جرير
سرى نحوهم ليلاً كأن نجومه * قناديل فيهن الذبال المفتّل
وكان حينها جريرا جالس في نفس المكان وكلما قال اليماني بيتا له يتهز طربا وتمايلا وعندما اراد عبد الملك ان يعطي الجائزة الى جرير قال له جرير جائزتي للعذري يا امير المؤمنين فقال عبد الملك له مثلها من بيت المال وكان جائزة جرير واليمني اربعة الاف درهم لكل منهما ومعها الحملان والكسوة.
وسأله ذات مرة ابنه اي جرير سأله ابنه فقال له من الاشعر فقال العصر الجاهلي زهير بن ابي سلمى وسأله عن الفرزدق فقال جرير ذلك نبعة الشعر وقال له ابنه وانت يا ابي فقال له ويحك انا نحرت الشعر نحرا، وذات سأله احد الاشخاص فقال له ياجرير من غلبك من الشعراء بالهجاء فقال ويحك هاجيت 80 شاعرا فغلبتهم الا الفرزدق فقد غلبني، ومن هنا يتضح ان جرير كان مقتنعا بأنه ليس بأشعر من الفرزدق لان ( قول العاقل على نفسه حجة)ولجرير قصائد حسان وكثيرة وخصوصا بالهجاء والفخر ولديه قصيدة رائعة يرثي بها زوجته وهو له من الاولاد 8 ومن البنات اثنان وابنه الكبير بلال كان شاعرا الا انه كان عاقا لابيه. لاتذهبوا فللحديث بقية،، دمتم