..تنامي الوعي الشيعي لخطورة الشيرازية..
المعتمدة في تسويق نفسها داخل المجتمع "الشيعي"على "الميديا"
بـري يدق ناقــوس الخطر :
الشيرازيون يطوقون "أمل"
بقلم |
علاء الخوري
3 تشرين الأول 2018
مجددا عاد الحديث عن الشيرازيين في لبنان، وهذه المرة من بوابة حركة أمل وتحديدا رئيسها نبيه بري، الذي حذّر في المؤتمر الأخير للحركة من هذا "المذهب" وتغلغله في صفوف "أمل".. ولكن لماذا يخشى بري من الشيرازيين؟ فهل خطورتهم هي فقط في الشق المتعلق برفضهم للفتاوى التي تحرم التطبير وضرب الرؤوس والاجساد بالسلاسل والحراب؟ ام ان لهذا الرفض ابعاد سياسية معطوفة على تمدد فكري لهذه الفئة في الضاحية الجنوبية على حساب حركة أمل؟
يشكل الشيرازيون أحد أبرز التيارات الشيعية التي تولي اهمية للتعبئة المذهبية وتركز على اعمال التطبير (ضرب الرؤوس بالسلاسل) في المسيرات العاشورائية.
في لبنان، شكل الإمام حسن الشيرازي ظاهرة في صفوف المذهب الشيعي وكان مدعوما من الرئيس كامل الأسعد، الا أن الإمام موسى الصدر لم يكن على علاقة وطيدة به، وكان يرى أن العادات الشيرازية لا تمت الى المذهب الشيعي بصلة وهي عادات "هندية".
أسس الشيرازيون في لبنان عددا من المجلّات والمؤسسات الثقافية والدينية والحوزات العلمية، ومع ظهور "المغالات" عند فئة من الطائفة الشيعية بعد الانتصارات التي حققتها على اسرائيل وفي سورية، بدأ الشيرازيون يتغلغلون أكثر فأكثر في الجنوب والضاحية، الامر الذي دفع بحزب الله الى البدء بحملات تحذّر من "ظاهرة" ضرب السيوف والرؤوس في المجالس العاشورائية وأجبر السيد حسن نصرالله على إعلان رفضه التام ومحاربة مثل هذه الظواهر.
التنظيم الدقيق لحزب الله ومتابعة قواعده على المستوى الفكري والديني وارتباطه بايران التي لديها علاقة دم واغتيالات مع الشيرازيين، كلها أمور وقفت سدا منيعا لأي تمدد شيرازي او تغلغل في صفوفه ما دفع بهم الى الذهاب باتجاه حركة أمل، التي "يهوى" مناصروها الغلو والتطبير، والشعارات التي تمتلكها الشيرازية، وما ساعدها على ذلك الوجود الجغرافي لهذه الحركة في كل من النبطية ومنطقة صفير في الضاحية الجنوبية.
وما عزز تنامي الشيرازيين في صفوف حركة أمل، وجود بعض "النخب الدينية" في الحركة التي تنتمي الى تلك "الظاهرة" وابرزهم الخطيب الحسيني المركزي لحركة أمل في صور وفي بيروت وفي المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وهو السيد نصرات قشاقش، الرجل الذي يدعو الى التطبير وهو خطيب بارع ومثقف لامع، وفي المقابل يعمد في خطبه الى انتقاد المرجع الديني العلامة محمد حسين فضل الله من دون ان يسميه وقد واجه انتقادات على ذلك، وبالرغم من كل هذا يمكنه ان يجذب المستمعين بشكل كبير لما له من ثقافة دينية واسعة.
ولا شك بأن مثل تلك الشخصيات ستدفع القيادة في حركة أمل الى التحرك باتجاه "فرملة" نشاطاتهم لمواجهة اي حالة يمكن ان تؤثر على القواعد.
وتعتمد الحركة الشيرازية على "الميديا" لتسويق نفسها داخل المجتمع "الشيعي" فالمنشد العاشورائي البارز في العالم العربي والأكثر شهرة لدى شباب حركة أمل وحتى حزب الله هو العراقي باسم الكربلائي شيرازي الانتماء.
ويؤكد مدير مركز دال للإعلام فيصل عبد الساتر والمقرب من البيئة "الشيعة" ان خروج الرئيس نبيه بري في مؤتمر حركة أمل للتحذير من تغلغل الشيرازيين في صفوف الحركة، لأمر بالغ الخطورة، ويعني ان حراك الشيرازيين لا يُختصر فقط على ظاهرة التطبير في النبطية او الضاحية بل هو أمر أكثر تعقيدا وخطورة ويضعنا امام حالة من التصلب العقائدي الذي يمكن ان يؤشر الى كثير من المخاطر في المستقبل على الساحة الشيعية وتحديدا على قواعد حركة أمل.
ويلحظ عبد الساتر في حديث لموقع "ليبانون ديبايت" أن مواقع التواصل الاجتماعي حفلت في عاشوراء وبعد اليوم العاشر من محرم باتهامات تطال مؤيدي خط السيد فضل الله، ويوضح في الاطار عينه ان المركز الرئيسي لهذه "الظاهرة" في منطقة صفير، حيث استطاع ان يستقطب الآلاف بالرغم من ضيق القاعة التي يقيمون فيها الشعائر الدينية.
وتدل صفوف السيارات التي تمتد طوابيرا على جانبي الطريق من أول جسر صفير لجهة غاليري سمعان وصولا الى المطار في ايام عاشوراء، على أن هذه الحالة تنمو بشكل كبير، رغم ان بعض المواطنين يحضر فقط ليعيش الحالة الحسينية بشقها الانساني، الا ان تنامي هذه الظاهرة يمكن أن يشكل بحسب عبد الساتر حالة "غير سليمة" تؤثر على البيئة الشيعية، لاسيما وأن بعض وسائل الاعلام يضيء عليها لاظهار الصورة "البشعة" للشيعة، فيما تتجاهل عدسات الكاميرا لمسيرات "حزب الله" العاشورائية التي تتميّز بالإنضباط والتنظيم.
ويختم عبد الساتر بالتشديد على القيام بحملة تثقيفية لقاعدة حركة امل لمواجهة اي ظاهرة ملتبسة تأخذنا الى مكان مجهول.