النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    7,485

    افتراضي الامام الحسن العسكري ع وطواغيت الظلمة..


    الامام الحسن العسكري ع وطواغيت الظلمة

    الامام الحادي عشر العسكري الحسن بن علي الهادي
    بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجاد بن الحسين سيد الشهداء بن امير المؤمنين علي بن أبي طالبصلوات الله تعالى عليهم اجمعين.
    لُقب بالعسكري كأبيه الامام الهادي ع, لأنه سكن محلة عسكر في سر من رأى ( سامراء).
    ولد عليه السلام في المدينة المنورة في أواخر أيام الواثق العباسي سنة 232 هجرية على القول المشهور في ولادته , ورحل وهو طفل مع أبيه الامام الهادي عليهما السلام إلى سامراء في أيام المتوكل العباسي الذي أمر بدعوتهما الى سامراء والاقامة فيها ليكونا تحت مراقبته ومراقبة جلاوزته.

    الامام علي الهادي يٌعلم خاصته بإمامة الحسن العسكري :
    عن علي بن عمر النوفلي ، قال :
    ( كنت مع أبي الحسن العسكري في داره ، فمرّ عليه أبو جعفر ، فقلت له : هذا صاحبنا ؟ فقال : لا ، صاحبكم الحسن (يعني به الامام الحسن العسكري)..
    ( الغيبة للطوسي ص 198.)


    عن علي بن مهزيار ، قال :
    ( قلت لأبي الحسن ( الامام الهادي ع) : إن كان كون ـ وأعوذ بالله ـ ( يعني إذا وافتك المنية)- فإلى من ؟
    قال : عهدي إلى الأكبر من ولدي )

    (الامام العسكري لعلي الكعبي عن الكافي ج1 ص 326)

    والامام الحسن ع هو أكبر أولاد الامام الهادي ع.

    أن تهيأة الامامة من أمام للأمام الذي بعده مهمة صعبة في ظروف القهر السياسي , فالأمام لايصرح إلا لخاصته وشيعته حفظا على حياة الامام من بعده, لأن تصريحه بأمامته ونشر خبر ذلك يؤدي إلى مطاردة السلطة للأمام واغتياله, ومن جهة اخرى عدم تصريحه بأسمه يعني عدم تعريف الناس بالأمام ولا خلاص بين الحالتين سوى تعريف الخاصة والشيعة المقربيين فقط , فتجهل السلطة من هو الامام حتى حين.
    نيطت الإمامة الى الامام العسكري ع بعد استشهاد والده الهادي ع في سنة 254 هجرية وذلك في أيام المعتز العباسي لعنه الله وهو قاتل الامام الهادي ع, فيكون عمر الامام الحسن العسكري عند إمامته أثنا وعشرون عاماً.
    عاصر الامام العسكري ع ستة من خلفاء بني العباس وهم : الواثق, المتوكل , المنتصر , المستعين , المعتز, المهتدي, وأربع سنين من حكم المعتمد ليستشهد عليه السلام بالسم سنة 260 هجرية وله من العمر ثمان وعشرون عاماً, وعاصر في فترة إمامتة (باتفاق المصادر) ثلاثة من خلفاء بني العباس وهم : المعتز (251-255 هجرية), المهتدي ( 255-256 هجرية ), والمعتمد (256-279 هجرية).






    بين الائمة وخلفاء الجور صراع لاينتهي إلا بالموت!
    بعد استشهاد الامام علي الهادي ع بالسم في عهد المعتز العباسي, سعى المعتز كذلك إلى قتل الامام الحسن العسكري ع ! فقد أمر المعتز أحد جلاوزته وهو سعيد الحاجب بإخراج الامام الحسن العسكري ع من سامراء إلى الكوفة ثم ضرب عنقه في الطريق, عن ( سلسلة أعلام الهداية عن كشف الغمة للاربلي ج3 ص206,),


    وكتب أبو الهيثم وهو أحد أصحاب الامام ع يسأله مستفسراً عن أمر المعتز بإبعاده الى الكوفة :
    (جُعلت فداك بلغنا خبرٌ أقلقنا وبلغ منا، فكتب الإمام العسكري ع إليه : بعد ثلاث يأتيكم الفرج ! فخلع المعتز بعد ثلاثة أيام وقتل)
    ( سلسلة اعلام الهداية عن الخرائج للرواندي ج1 ص 461) ,

    تم الامر كما قال الامام ع , ومثلما تحقق وتم بهلاك المتوكل العباسي لعنه الله قبل ذلك عندما دعا عليه الامام الهادي ع.
    نعم , قُتل المعتز العباسي شر قتلة بعد ثلاثة أيام كما قال الامام , روى ابن الاثير في هلاك المعتز:
    (دخل إليه جماعة من الأتراك فجرّوه برجله إلى باب الحجرة وضربوه بالدبابيس وخرقوا قميصه ، وأقاموه في الشمس في الدار ، فكان يرفع رجلاً ويضع اُخرى لشدّة الحر ، وكان بعضهم يلطمه وهو يتّقي بيده وأدخلوه حجرة، وأحضروا ابن أبي الشوارب وجماعة أشهدوهم على خلعه ، وشهدوا على صالح بن وصيف أن للمعتز وأمه وولده وأخته الأمان ، وسلّموا المعتز إلى من يعذّبه ، فمنعه الطعام والشراب ثلاثة أيّام ، فطلب حسوة من ماء البئر فمَنَعَه ثم أدخلوه سرداباً وسدّوا بابه ، فمات)

    ( الكامل لابن الأثير ج5 ص 356).

    بعد هلاك المعتز نصب العسكر التركي خليفة جديدا وهو المهتدي (ابن الخليفة الواثق , والواثق أخو المتوكل أي أن المتوكل عم المهتدي) , لم يكن المهتدي بخير ممن سبقه فقد أمر بحبس الامام الحسن العسكري ع ,وكأن الاقامة الجبرية في بيته لم تكن كافية! روي أن الأمام كان يأتي في كل أثنين وكل خميس لقصر الخلافة لإثبات وجوده في المدينة
    (كان يركب إلى دار الخلافة في كل إثنين و خميس و كان يوم النوبة يحضر من الناس شي‏ء عظيم)
    ( المناقب لابن شهر آشوب ج4 ص434) ,



    أما رواية سجنه عليه السلام :
    (قال أبو هاشم الجعفري: كنت محبوساً مع الحسن العسكري ع في حبس المهتدي بن الواثق فقال لي عليه السلام : في هذه الليلة يبترالله عمره، فلمّا أصبحنا شغب الأتراك وقُتل المهتدي وولّي المعتمد مكانه)
    ( سلسلة اعلام الهداية وعن مناقب آل بني طالب لابن شهر آشوب ج2 )

    روى السيوطي في كيفية مقتل المهتدي لعنه الله تعالى أنه أمر بقتل بعض أمراء جنده من الاتراك للتخلص من نفوذهم , وندب لقتلهم أحد قادته وهو تركي أيضا واسمه بكيال :
    (فكتب المهتدي إلى بكيال أن يقتل موسى ومفلحاً أحد أمراء الأتراك أيضاً أو يمسكهما ويكون هو الأمير على الأتراك كلهم فأوقف بكيال موسى على كتابه وقال إني لست أفرح بهذا وإنما هذا يعمل علينا كلنا فأجمعوا على قتل المهتدي وساروا إليه فقاتل عن المهتدي المغاربة والفراغنة والأسروسنية وقتل من الأتراك في يوم أربعة آلاف ودام القتال إلى أن هٌزم جيش الخليفة وأمسك هو فعُصر على خصيتيه فمات وذلك في رجب سنة ست وخمسين 256 هجرية, فكانت خلافته سنة إلا خمسة عشر يوما)

    ( تاريخ الخلفاء للسيوطي ج1 ص232 ) .


    بعد مقتل الخليفة نصب العسكر التركي خليفة آخر وهو المعتمد , والمعتمد هو ابن المتوكل وكان الخليفة المهتدي قد سجنه في سجن الجوسق فأخرجه الاتراك ونصبوه خليفة , تأمل الفوضى في نظام حكم دولة المسلمين وما جرى ويجري فيها !


    كيف اتصل الامام بشيعته؟
    إن الاقامة الجبرية التي فرضتها السلطات على الائمة وأحيانا حبسهم لم تفعل فعلها كما ظن الطغاة , فالائمة ع اصحاب كرامات ربانية كثيرة منها قدرتهم على الخروج من القيود والسفر بكرامة طي الارض وغيرها ,وهي كرامات يجدها الباحث في سيرتهم المباركة ,وكذلك استعمل الائمة عليهم السلام العوامل الظاهرية للاتصال بأنصارهم ! فرتبوا عليهم السلام نظاماً سرياً للأتصال بالاتباع والمؤيدين, فكان للائمة ع وكلاء في كافة مناطق الدولة , وكان أولئك الوكلاء يتصلون بهم عن طريق المكاتبة او عن طريق اللقاء سرا بهم ع. وروي ان محمد بن علي السمري كان يحمل الاموال والرسائل في جرة السمن وينتحل صفة بائع ليدخل على الامام العسكري ع ثم يخرج بالاجوبة والتوجيهات , وكانت رسائل الإمام وأجوبته إلى شيعته تحمل تواقيعه , وجاء في الروايات أن أصحابه كان يدققون في خطه ويتأكدون من توقيع الامام تحسبا من التزوير!
    قال احمد بن قاسم
    (دخلت إلى أبي محمد ( الحسن العسكري) ع فسألته أن يكتب لأنظر إلى خطّه فأعرفه إذا ورد ، فقال : نعم. ثمّ قال :
    يا أحمد ، إن الخط سيختلف عليك ما بين القلم الغليظ والقلم الدقيق فلا تشكّن ، ثم دعا بالدواة )
    (الامام العسكري لعلي موسى الكعبي عن المناقب ج4 ص 466, وعن بحار الانوار ج50 ص286) ,
    وكذلك كان الأمر إذا حملوا له الأموال والحقوق والرسائل فكانوا يوصلونها بالسر عن طريق خاصته المقربيين, ثم يوزعها الإمام بنفس الطريقة السرية. وقد فصلت كتب تراجم الرجال في وكلاء الامام الحسن العسكري وأنصاره المقربين مثل (كتاب الرجال للنجاشي) كما دونت كتب تلك المكاتبات والمراسلات السرية بين الإمام ووكلاءه مثل كتب (مسائل الرجال ومكاتباتهم للحميري) (مسائل لأبي الحسن للعمري) وورد ذكر اسماء الوكلاء وترجماتهم في معاجم كتب الحديث.
    ان مراجعة التاريخ تبين السرية التي اتبعها الامام ع وأعوانه في تجنب مواجهة السلطة الطاغوتية . قال الامام الحسن العسكري ع لأحد أنصاره:
    (إذا سمعت لنا شاتماً فامض لسبيلك التي امرت بها ، وإياك أن تجاوب من يشتمنا ،

    أو تعرّفه من أنت ، فاننا ببلد سوء ومصر سوء )
    ( الامام العسكري لعلي الكعبي وعن المناقب لابن شهر آشوب ج4 ص461)


    وكان عليه السلام يوصي أصحابه بالكتمان وعدم التصريح بأمامته حيث يقول:
    (إنّما هو الكتمان أو القتل ، فاتق الله على نفسك )
    (الامام العسكري للكعبي وعن إثبات الوصية للمسعودي ص251,
    كشف الغمة للأربلي ج3 ص 302, البحار ج50 ) .

    وبلغت الحيطة عند الامام عليه أنه أوصى بعض أصحابه أن لا يسلّموا عليه حفظاً عليهم من جور السلطة:
    ( ألا لا يسلمنّ عليّ أحد ، ولا يشير إليّ بيده ، ولا يومئ ، فانكم لا تأمنون على أنفسكم )

    ( الامام العسكري لعلي الكعبي وعن الخرائج للرواندي ج1 ص 439,
    البحار ج50 ترجمة الامام العسكري) ,


    وقال لأحد شيعته يوما بحضور السلطان
    ( لاتدن مني , فإن علي عيوناُ وأنت خائف !!)
    ( الامام العسكري للكعبي وعن الثاقب في المناقب للطوسي )



    لقد مر الائمة عليهم السلام جميعاً بهذا الحصار والمراقبة بتفاوت في شدة التضييق وحسب طغيان الخلفاء وشرهم ,

    ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله

    إلا أن يتم نوره ولم كره الكارهون)

    ( التوبة 32).






    يتبع....
    .
















    الحرب السعودية العراقية !
    ايها العراقي ,ايها الانسان اعرف عدوك
    http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=86647

    تقسيم العراق وسوريا وداعش والبعث وحرب القادسية!
    الدور السعودي في تدمير العراق وسوريا والتمهيد للتقسيم والتطبيع

    http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=86036




  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    7,485

    افتراضي




    لقد دونت كتب التاريخ والحديث وتراجم الرجال مطارحات الائمة ع وكتاباتهم وتوصياتهم وذبهم عن الدين, وتعريفهم للناس بأصوله ونفيهم عنه التشويهات والانحرافات التي أستحدثها المبتدعون والجهال .

    إن جهل العامة في الماضي والحاضر بذلك التراث الغني يعود إلى العقدة المذهبية التي منعت العامة من البحث والاطلاع الى ذلك التراث المبارك. العقدة المذهبية جعلت جمهور المسلمين في الماضي والحاضر في عزلة ثقافية عن كل مايمت للائمة عليهم السلام , وللسلطة الغاشمة في ذلك دور كبير ايضا , وإذن الحصيلة النهائية عند جمهور السنة هي جهل عارم بسيرة الائمة وفقههم ,ومقاطعة مستمرة لدعوتهم الالهية جهلاً بمكانتهم وأحيانا خوفاً من الانضواء تحت لوائهم والقبول بدعوتهم المحمدية الخالصة , لأن هذا يعني تغيير شامل للمفاهيم والعقائد التي ينشأ ونشأ عليها جمهور السنة والجماعة , ولايفعل ذلك إلا الحر الكادح وما أقل الاحرار في هذا العالم.

    ترك الامام الحسن العسكري تراثاً غنياً من الرسائل والمكاتبات في التوحيد والمعارف والوصايا والنصائح والتفسير, وخلف ثروة من الادعية والفتاوى والاحكام ورد الشبهات ومواجهة الفرق المنحرفة كالثنوية والواقفة والمفوضة والصوفية وغيرها, يجد الباحث ذلك التراث في كتب الأمامية ككتاب الكافي وكتاب من لايحضره الفقيه وكتب التفسير والمناجاة وغيرها.


    الامام الحسن العسكري يمهد لعصر الغيبة
    تقدم ذكر أن تهيأة الامامة من إمام للإمام الذي من بعده مهمة صعبة في ظروف القهر السياسي آنذاك, فكان الامام يتخذ موقفا وسطا بين ذلك , فلايصرح للعامة بأسم الإمام الذي من بعده حفظاً على حياته من أيدي السلطة الظالمة, وفي ذات الوقت لايمكنه أبقاء ذلك سراً لحاجة الناس لمعرفة الإمام , فكان الامام يصرح لخاصته وأتباعه المخلصين فقط ويعين لهم من هو الامام من بعده. إن هذه المهمة الصعبة أزدادت صعوبة وتعقيداً في عهد الإمام الحسن العسكري ع فالإمامة من بعده ستناط إلى القائم المنتظر عليه السلام, ولم يكن ذلك بخاف على المسلمين الذين عرفوا احاديث النبي الكريم ص وبشاراته في المنتظر ع , فكان خلفاء الجور يسعون بكل حيلة لتشويه تلك البشارات وانتحالها لانفسهم ومن ذلك انتحل خلفاء بني العباس القاب المنتظر عليه السلام ونسبوها لانفسهم كلقب المنصور والرشيد والمهدي والهادي وغيرها من الحيل والخدع لايسع المقال لذكرها.
    تمكن الامام الحسن العسكري ع بتوفيق الله تعالى بإخفاء ولده المتنظر ع ( الامام الثاني عشر) عن العامة وعن سلاطين بني العباس!
    (حدّثنا أحمد بن الحسن بن إسحاق القمّيّ قال : لمّا ولد الخلف الصالح ( يعني الإمام القائم ع) ورد عن مولانا أبي محمّد الحسن بن عليٍّ ( الحسن العسكري ع) إلى جدِّي أحمد بن إسحاق كتاب , فإذا فيه مكتوبٌ بخطِّ يده الّذي كان ترد به التوقيعات عليه ، وفيه
    ( ولدلنا مولودٌ فليكن عندك مستوراً وعن جميع النّاس مكتوماً ، فإنّا لم نظهر عليه إلّا الاقرب لقرابته والوليّ لولايته أحببنا إعلامك ليسرّك الله به ، مثل ما سرَّنا به ، والسلام.)
    ( كمال الدين للصدوق ص 434)

    وعن حمزة بن أبي الفتح قال : جاءني يوماً فقال لي :
    البشارة ولد البارحة في الدّار مولود لأبي محمّد ( الحسن العسكري ع) وأمر بكتمانه ، قلت : وما اسمه؟ قال ، سمّي بمحمّد وكنّي بجعفر)

    ( تمام الدين للصدوق ص 432),

    تأمل التغطية على اسم المولود عليه السلام فهو يسميه بجعفر كي يضيع الأمر على السلطة.
    قال الامام العسكري ع لأحد شيعته
    ( يا أحمد بن إسحاق ، لولا كرامتك على الله عزوجل وعلى حججه ، ما عرضت عليك ابني هذا إنّه سمي رسول الله (ص) وكنيّه الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً )
    ( كمال الدين للصدوق ص 384)


    وقال عليه السلام كذلك
    (ابني محمّد هو الإمام والحجة بعدي. من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية، أما إنّ له غيبة يحار فيها الجاهلون، ويهلك فيها المبطلون ويكذب فيها الوقّاتون، ثم يخرج فكأني أنظر الى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة) (كمال الدين للصدوق ص 409)

    لقد حفظ الأمناء المخلصين عهدهم للأمام العسكري ع بعد رحيله فظلوا يكتمون سر ولادة القائم ع من بعده ومن ذلك ما يلي :
    طلب عبد الله بن جعفر الحميري معرفة اسم الامام القائم ( الثاني عشر) من أحد أمناء الامام العسكري وهو ابن سعيد العمري, فقال العمري:

    ( إياك أن تبحث عن هذا ، فانّ عند القوم أن هذا النسل قد انقطع )
    ( الحسن العسكري لعلي الكعبي وعن كمال الدين للصدوق ص 442) ,

    وكذلك :
    ( قلت : فالاسم ؟ قال العمري : محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك ، ولا أقول هذا من عندي ، فليس لي أن أحلّل ولا اُحرّم ، ولكن عنه- ( الحسن العسكري عليه السلام)- ، فإنّ الأمر عند السطان أنّ أبا محمد ( الحسن العسكري ع) مضى ولم يخلف ولداً ، وقسّم ميراثه ، وأخذه من لا حق له فيه ، وهو ذا عياله يجولون ليس أحدٌ يجسر أن يتعرّف إليهم أو ينيلهم شيئاً ، وإذا وقع الاسم وقع الطلب ،

    فاتقوا الله وأمسكوا عن ذلك )
    (كتاب الحسن العسكري لعلي الكعبي وعن أصول الكافي ج1 ص 330 , باب في تسمية من رآه).


    تأمل قوله : مضى ولم يخلف ولدا وقسم ميراثه... الخ.

    إذن بعد رحيل أبو محمد الامام العسكري عليه السلام حسبت السلطة الغاشمة عدم وجود خليفة للإمام فميراثه قسم بين ورثته ولم يشمل ذلك ابنه الامام القائم ع, فاستراح بعضهم من البحث عنه عليه السلام.
    قبل أجيال من ولادة الامام المهدي كانت وصايا الائمة لانصارهم هي صيانة اسم الحجة المنتظر ع والتكتم عليه ما استطاعوا ويدل هذا على الكتمان الشديد حفظا لحياة الامام المنتظر عليه السلام ,
    قال الامام الثامن الرضا عليه السلام :
    (لا يرى جسمه ولا يسمى اسمه )(الكافي ج1 ص 333).


    وروي عن الصادق عليه السلام قوله قبل ولادة المنتظر ع بأجيال: (صاحب هذا الأمر لا يسميه باسمه إلا كافر) (الكافي ج1 ص 333),


    وعن الكاظم عليه السلام قوله في المنتظر ع:
    (يخفى على الناس ولادته، ولا تحل لهم تسميته حتى يظهره الله عز وجل فيملأ به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما)

    ( الزام الناصب للحائري ج1 ص 249 عن بحار الانوار ج51 ص 32).


    استشهاد الامام الحسن العسكري
    لاظهار أن وفاة الامام ع وفاة طبيعية كانت السلطة العباسية تأتي بالاطباء والحاشية ووجوه القوم ليشهدوا جثمانه وينظروا اليه بعد رحيله وقد فعلت السلطة الطاغوتية ذلك عند رحيل الامام الكاظم والامام الجواد والامام الهادي عليهم السلام , وكذلك فعلوا . وكذلك الحال عند رحيل الامام الحسن العسكري عليه السلام الذي رحل عن هذه الدنيا الفانية ولما يبلغ عقده الثالث من عمره الشريف أيام حكم الظالم المعتمد العباسي.
    (عن أحمد بن عبيدالله بن خاقان انه قال :
    لما اعتل ابن الرضا -( يعني به الامام الحسن العسكري ع) - ، بعث جعفر بن علي الى أبي : أن ابن الرضا قد اعتل فركب أبي من ساعته مبادراً الى دار الخلافة : ثم رجع مستعجلاً ومعه خمسة نفر من خدم الخليفة كلهم من ثقاته ورجال دولته وفيهم نحرير( طبيب) ، وأمرهم بلزوم دار الحسن بن علي- (الامام الحسن العسكري ع)- وتعرّف خبره وحاله ، وبعث الى نفر من المتطببين وأمرهم بالاختلاف إليه وتعاهده في الصباح والمساء ، فلما كان بعدها بيومين جاءه من أخبره أنّه قد ضعف فركب حتى بكّر إليه ثم أمر المتطببين بلزومه وبعث الى قاضي القضاة فأحضره مجلسه وأمره أن يختار من أصحابه عشرة ممن يوثق به في دينه وأمانته وورعه فأحضرهم وبعث بهم الى دار الحسن وأمرهم بلزوم داره ليلاً ونهاراً فلم يزالوا هناك حتى توفي لأيّام مضت من شهر ربيع الأول من سنة ستين ومائين 260 هجرية)
    ( سلسلة اعلام الهدايا وعن الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 271,
    أصول الكافي للكليني ج1 ص 305 , كمال الدين للصدوق) .


    روى الصدوق :
    (وصلى عليه السلام صلاة الصبح على فراشه , وأخذ القدح ليشرب فأقبل القدح يضرب ثناياه, ويده ترعد, فأخذت صقيل ( جارية له) القدح من يده ومضى من ساعته صلى الله عليه, ودفن في داره بسر من رأى إلى جانب أبيه وصار إلى كرامة الله جل جلاله , وقد كمل عمره تسعا وعشرين سنة)
    ( البحار ج50 ص 323, كمال الدين ج2 ص 149)

    إن سجن الامام عليه السلام مرات عديدة ومراقبة السلطة له وإلزامه بالحضور إلى قصر الخلافة كل يوم أثنين وخميس لأثبات وجوده في سامراء , ومحاولة نفيه إلى الكوفة كانت خاتمتها رحيله عن هذه الدنيا الفانية شهيداً .
    ...............................................


    السلام عليك يا مولاي ,
    السلام عليك وعلى ابائك الطاهرين
    والسلام على سيدة نساء العالمين
    وعلى ولدك القائم المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف ,
    واللعنة على اعداءكم وظالميكم وغاصبين حقكم ,
    وعلى السامعين بذلك والراضين به .
    ماخاب من تمسك بكم سيدي وامن والله من لجأ اليكم سادتي ..







    مروان
    في 16-11-2018












    الحرب السعودية العراقية !
    ايها العراقي ,ايها الانسان اعرف عدوك
    http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=86647

    تقسيم العراق وسوريا وداعش والبعث وحرب القادسية!
    الدور السعودي في تدمير العراق وسوريا والتمهيد للتقسيم والتطبيع

    http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=86036




  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    7,485

    افتراضي


    حدثنا أبو الأديان قال: كنت أخدم الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وأحمل كتبه إلى الأمصار فدخلت إليه في علته التي توفي فيها صلوات الله عليه، فكتب معي كتبا وقال: تمضي بها إلى المدائن فإنك ستغيب خمسة عشر يوما فتدخل إلى سر من رأى يوم الخامس عشر، وتسمع الواعية في داري وتجدني على المغتسل.
    قال أبو الأديان: فقلت: يا سيدي فإذا كان ذلك فمن؟ قال: من طالبك بجوابات كتبي فهو القائم بعدي فقلت: زدني فقال: من يصلي علي فهو القائم بعدي فقلت: زدني فقال: من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي، ثم منعتني هيبته أن أسأله ما في الهميان، وخرجت بالكتب إلى المدائن وأخذت جواباتها، ودخلت سر من رأى يوم الخامس عشر كما قال لي عليه السلام فإذا أنا بالواعية في داره وإذا أنا بجعفر بن علي أخيه بباب الدار، والشيعة حوله يعزونه، ويهنؤونه، فقلت في نفسي: إن يكن هذا الامام، فقد حالت ( بطلت) الإمامة لأني كنت أعرفه بشرب النبيذ ويقامر في الجوسق ويلعب بالطنبور.
    فتقدمت فعزيت وهنيت فلم يسألني عن شئ، ثم خرج عقيد فقال: يا سيدي قد كفن أخوك فقم للصلاة عليه، فدخل جعفر بن علي والشيعة من حوله يقدمهم السمان والحسن بن علي قتيل المعتصم المعروف بسلمة.
    فلما صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن علي صلوات الله عليه على نعشه مكفنا فتقدم جعفر بن علي ليصلي على أخيه فلما هم بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة، بشعره قطط، بأسنانه تفليج، فجبذ رداء جعفر بن علي وقال: تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة على أبي، فتأخر جعفر وقد أربد وجهه فتقدم الصبي فصلى
    عليه، ودفن إلى جانب قبر أبيه عليهما السلام.
    ثم قال: يا بصري هات جوابات الكتب التي معك، فدفعتها إليه، وقلت في نفسي: هذه اثنتان بقي الهميان ثم خرجت إلى جعفر بن علي وهو يزفر، فقال له:
    حاجز الوشاء: يا سيدي من الصبي؟ - ليقيم عليه الحجة - فقال: والله ما رأيته قط ولا عرفته.
    فنحن جلوس إذ قدم نفر من قم فسألوا عن الحسن بن علي صلوات الله عليه فعرفوا موته فقالوا: فمن (نعزي)؟ فأشار الناس إلى جعفر بن علي فسلموا عليه وعزوه وهنؤوه وقالوا: معنا كتب ومال فتقول ممن الكتب وكم المال؟ فقام، ينفض أثوابه، ويقول: يريدون منا أن نعلم الغيب قال: فخرج الخادم فقال: معكم كتب فلان وفلان، وهميان فيه ألف دينار عشرة دنانير منها مطلسة فدفعوا الكتب والمال وقالوا: الذي وجه بك لأجل ذلك هو الامام.
    فدخل جعفر بن علي على المعتمد وكشف له ذلك فوجه المعتمد خدمه فقبضوا على صقيل الجارية وطالبوها بالصبي فأنكرته وادعت حملا بها لتغطي على حال الصبي فسلمت إلى ابن أبي الشوارب القاضي وبغتهم موت عبيد الله بن يحيى بن خاقان فجأة وخروج صاحب الزنج بالبصرة، فشغلوا بذلك عن الجارية فخرجت عن أيديهم والحمد لله رب العالمين لا شريك له.( البحار ج52 ص 67)











    الحرب السعودية العراقية !
    ايها العراقي ,ايها الانسان اعرف عدوك
    http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=86647

    تقسيم العراق وسوريا وداعش والبعث وحرب القادسية!
    الدور السعودي في تدمير العراق وسوريا والتمهيد للتقسيم والتطبيع

    http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=86036




ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني