الصحف المعارضة والرأي المعارض
واحدة من أسباب فشل صدام ونظام صدام هي منع الرأي المعارض والصحف المعارضة
قاعدة دائمة في الحياة صاحب الخطأ لا يرى خطأه , كنا قد جربناها على الأقل في ميدان التعليم ما أن نسمك بالورقة ونبصر فيها رأسا الكلمة الخطأ كما لو أنها قد تم تكبير حجمها مرات ومرات بواسطة مجهر وبدت واضحة للعيان . كم من مرة ومرة وقد جربتها مع كتاباتي مثلا كأن اترجم قصيدة شعر أو أكتب موضوع أدبي أو ثقافي أراجعه أربع أو خمس مرات لكن مرات كثيرة يفوتني كلمة أو عبارة إملائها خطأ فلا أبصرها فيأتي الصديق أو الزميل فينبهني عليها وهكذا أنا الأخر لأول وهلة ما أن أنظر في كتابة لغيري أرى الخطأ واضحا وجليا.
وهكذا كلنا يحتاج الأخر وكلنا يحتاج رؤية الأخر وكلنا جزء من جزء ...
الآن أيضا يستمر القول أن الصفحة الفلانية معادية أو بعثية ؟؟
أخي أنت صاحب الخلل أو العيب لا تريد عيبك ينقده أحد أو أنك لا تنشره في منشوراتك أو أن الصفحة الموالية لك تغطي دائما على عيوبك .... فليس من الطبيعي أن تعلن عيوبك نفسك بنفسك ::
كما يقول المثل العراقي (محد يكول لبني حامض)
في كل الدول الناجحة توجد أحزاب معارضة كما في بريطانيا ( حزب العمال )
في أمريكا توجد أوساط معارضة في كلا الحزبين الرئيسين الجمهوري والديقراطي
وتوجد في كل الدول صحف حرة
نحن نظامنا ديمقراطي ويسمح لهذه النظرية , نعم قد تكون بعض الأراء مضرة فنشجبها في حينها ونسد أذاننا عن المسيء فيها لكن لو وجدنا فيها خيرا فما المانع لو سمعنا الحسن فيها ,هذا لو كنا فعلا نؤمن بديمقراطية متكاملة أصلها وبناؤها الإنسان أي إنسان في المجمتع :: طالب أو استاذ , فلاح أو عامل
العولمة الواسعة التي نعيشها تجعلنا في محك دائم مع الشعوب وحضارات الشعوب ومن المعيب أن يقال كنتيجة لدوافع دينية أو بيئية : أن حضارة الشعب الفلاني هي أفلح وأنحج من حضارة الشعب ذاك , فكلنا بني البشر ننشأ وفق تلك البيئة التي نعيشها فنتفاوت أو نتياين وفق الظروف والمعطيات .
أنا لا أرى مانعا أن نمنع اي ثقافة تسير وفق ضوابط أصولية لا نرى فيها هدما للوطن أو إثارة للنعرات ..
قد تكون هنالك عيوب كثيرة في رجالات الدولة الحاضرة ومناهجهم أو مناهج أحزابهم لا يرونها هم بأعينهم ولو كانت لدى غيرهم لما قبلوا بها بل لعابوها على الفور ولقالوا بئس التجربة وبئس الثوب.
قد يعحب إنسان ما بنفسه ويقول لأنزع ثوبي وأخرج ( بطرك اللباس إلى الشارع ) لكن لو رأى غيره بهذا الزي أو بهذا الشكل سيندم ويعيب وهكذا الكثير ينقد عيب غيره ولا ينقد نفسه أولا.
الدولة التي نعيشها الآن فيها مفكرون وفيها نخبة لكن لا يسمع لهم لأنه ايضا الأحزاب الحاكمة أو السياسة الحالية أيضا تستخدم نفس طريقة تكميم الأفواه والأبصار التي كان يفعلها صدام فلا فرق ولا جديد.
نستغفرك اللهم أن نكون من الآثمين