هل الناس كلها كانت بعثية - أيام زمان فيديو
الجواب الناس في كل وقت تداري مصالحها فالحياة لا تتوقف وحكم البعث لم يكن الجائر الأول في العراق.
وعموما عندما يتذكر المرء منا ( أي عراقي ) ويرى الظلم في حاضرنا يتذكر ما مر به فيرى النقاط السوداء موجودة في كل زمان ( في كل تاريخ العراق ) وكأننا قد تعودنا على المآسي أو خلقنا منها أو خلقت وليدة ً معنا.
لا أزال أذكر ذات مرة عندما كنت جنديا في الثمانينيات وصارت معارك البصرة ( كنت صنف طبي حينها وأمر الفوج كان من الموصل ) ونتيجة أختلاطي مع الضباط بشكل دائم أعتادوا على صحبتي وصاروا ينادونني كلما حدثت معركة وكأنه لي اليد السحرية في علاج جروحهم وإنقاذهم من الموت أو كأنني محفوظ أن أصاب .... والحمد لله لم أؤذي بشرا على الإطلاق أقوم بإسعاف أي جندي من وحدتي أو من غيرها ولهذا وبفضله تعالى نجوت من مهالك كثيرة , الجندي الأيراني في الزبيدات الذي كان ملقيا على النقالة ولا أحد يمر به فطنت له في الحال وعرفت أنه قد نزف كثيرا فأسرعت وعلقت له ( النورمل سلاين + كلوكوز ) مع العلاجات الأخرى وأرسلته على الفور مع الجرحى العراقيين للعمارة ...
الحمد لله لم أترك سبيلا للمعروف أبدا وهي كثيرة وهذا أبسط مثال منها
نرجع للقصة - البصرة - نهر جاسم
قلت لمن تبقى من الضباط وكان برتبة ملازم أول وهو من أهل الديوانية من عشيرة الظوالم أريد أن أذهب وأجلب نقالين لينقلوا الجثث وكانت كثيرة تحيط بنا من كل جانب وكان ( الآمر ) , فالكل جرحوا ولم يبق من الفوج أكثر من 50 عنصرا بين جندي وضابط فإما جريحٌ أو هاربُ أو لا أدري
ومفرزة الإعدامات التي لم أكن أدري بها كانت على الخط الثاني مسافة ( 1 - 1.5 ) كم
قال الضابط هل تستطيع الذهاب ؟ قلت نعم
حملت سلاحي والرصاص يتابعني ويزغرد خطوة خطوة خلفي أو عن جنبي أوفوق رأسي فالإيرانيون وقناصيهم لم يكونوا بعيدين بل على مرأى البصر... واصلت السير وإذا بالصوت توقف ( ها تريد تهرب ؟) وصار بيها سحب أقسام .. شنو يابه واضعين شرائط حمراء على أذرعهم .. صرخت بوجوههم قائلا : واجبي أشرف وأنبل من واجبكم وصار بيننا كلام
صاح النقيب ( آمر المفرة وأظنه كان من أهل الرمادي ) دعوه يأتي .. وصلته وكان يكلمني من تحت ( الناموسية ) الوقت عصرا .. شنو قصتك ؟ قلت له أنا فلان أبن فلان من الوحدة كذا آمري فلان بن فلان وواجبي إنساني وسأرجع بعد قليل .. قال إذهب .. الجنود قالوا لي : هل راح تجلب سجائر قلت لهم : يمكن
ذهبت ورجعت بمجموعة من الجند من الخلفي ومعي تكة سجائر ( بغداد أبو القبغ ) وكانت في عبي . قالوا جماعة مفرزة الإعدامات هل جلبت سجائر قلت نعم هذه هي ! لكن سيجارة واحدة لن اعطيكم منها
والله ما أعطيتهم
ورجعت سالما وبعدها بيومين تعرضت لإصابة بسيطة وأخليت وبفضله تعالى نجوت
اللهم لك الحمد
الخلاصة والعبرة :
هل كل الناس كانوا بعثيون بل البعثيون كانوا أشد الناس جبنا فقد عهدناهم وعرفناهم لا يقربون ساترا متقدما بل كما نقولوها كانوا يرسلون ( ولد الخايبات )
وهذا فيديو لأحد لقاءات السيد الغائد أو الضرورة : فهل كانت الناس بعثية أو موالية للبعث ؟؟؟؟؟؟؟