البيت الأبيض يتقبل حكومة شيعية على مضض..
بينما تتجه المزيد من القوات الأمريكية للعراق، تتقبل الإدارة الأمريكية على مضض فكرة ان الانتخابات ستنهي أيام د. علاوي في السلطة، وان ما سيأتي سيكون حكومة دينية، لدرجة ما.
لا شيء مؤكد، ولا حتى توقيت 30 يناير، ولكن المتوقع في واشنطن هو ان تحالف تطغى عليه الأحزاب الشيعية سيكون أول حكومة شيعية في العالم العربي.
أحد العاملين في الإدارة الأمريكية، من المختصين في شئون الشرق الأوسط، تأمل النتائج الغير متوقعة للحرب في العراق بمرارة: "اليوم نرضخ صاغرين لفكرة حكومة دينية، وكل شروطنا هي وجود دستور يضمن حقوق الإنسان يحد من صلاحياتها.. ولكن هذا لم يكن ما نريده في البداية." ومن المعروف ان الإدارة الأمريكية أرادت حكومة علمانية تتصادق مع إسرائيل، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفينة، وتركتها مدمرة على شاطئ الأحلام.
بدأت الإدارة الأمريكية تتعود على نطق أسماء : عبد العزيز الحكيم، وعادل عبد المهدي (وزير الاقتصاد الحالي) وابراهيم الجعفري .. اما مقتدى الصدر، فهم يعرفون اسمه جيداً..
شخصيات من المحافظين الجدد يحزنها ما يحدث في العراق، عسكرياً، وسياسياً. رتشارد برل ندم لعدم تكوين حكومة عراقية من المغتربين منذ اليوم الأول.
الصحفي تشارلز كروتشهامر حذر ان الولايات المتحدة لن تحارب الى الأبد لحماية حقوق الشيعة والأكراد. الولايات المتحدة تريد عراقاً موحداً، ولكن كم من الناس لابد ان تموت في سبيل تحقيق هذا الهدف؟
جماعة مختصة في الشأن العربي في مؤسسة American Enterprise Institute تتفاءل: فالحكومة بقيادة شيعية ستصنع دستوراً معتدلاً، وتقدم تنازلات تضمن حقوق الجميع. وحتى ان كانت الحكومة تميل للتدين، فلن تتطرف. ورغم علاقات المجلس الأعلى وحزب الدعوة القديمة بإيران، ستحافظ هذه الأحزاب على استقلاليتها.
السيد مايكل روبن، الذي عمل مستشاراً لادارة بوش في الشأن العراقي، يتوقع فوز مجموعة دينية معتدلة. ويتنبأ بهزيمة نكراء لمجموعة السيد د. علاوي (معتمداً على استطلاعات الرأي). يقول السيد روبن: "الولايات المتحدة اعتبرت انتصار كرزاي في أفغانستان فوزاً مؤزراً". ولكن السيد د. علاوي يختلف عن كرزاي، كما ان العراق يختلف عن أفغانستان.
وقد شجع السيد عبد العزيز الحكيم الرئيس الأمريكي على الاستمرار في نهجه – stay the course- حين التقيا في يناير الماضي.
وقد كان من الضروري للولايات المتحدة التدخل لإقناع الدول المجاورة بفكرة عراق تحكمه شخصيات شيعية. "السعودية والاردن لهما حساسيات تجاه الحكومات الشيعية."
يقول الرئيس بوش: "حان الوقت لهذا الشعب للانتخاب، ولا يجب تأخير الانتخابات."
تعليق:
يسعدني ان أترجم مقالة توضح خيبة أمل أمريكية في الانتخابات العراقية قبل ان تحدث..
شخصياً، اشعر ان الظروف التي تمر بها البلاد صعبة وخطرة. وكل من يوافق على تحمل مسئولية المرحلة، فليتحملها. متذكراً، ان التاريخ سيكتب كل شيء يحدث.
كذلك: اشعر ان الأحزاب الدينية هي الأقدر على التعامل مع النفوذ البعثي الخطر في البلاد.
ولكن: ألاحظ في المقالة تفرقة بين ابن البلد والمغترب.. أتمنى ان يكون لابن البلد دور مساوي على الأقل لدور المغترب في كل قائمة.
فشعبية المجموعة المنتخبة في الداخل ستسهل عملها الصعب.
اكثر ما يسعدني هو تخلي الولايات المتحدة عن فكرة تحالف إسرائيلي عراقي.. وهو ما أتمنى الا يحدث.. وأتوقع من الأحزاب الشيعية الا تفكر فيه..
في الختام، الا يجدر ببعض الاخوة، الذين لديهم معلومات عن انتخابات حدثت في الخمسينيات، وقاطعها الشيعة، تقديمها؟ ام اني الذي سأضطر لمعاناة أجراء البحث؟
ودمتم..
المحجوب.