يحق لي أن أناقشك في رأيك، أليس صحيحاً؟
ويحق لي أن أنتقد رأيك...
ويحق لك أن تنتقد نهج أي مرجعية تريد...
ولكن أن أتساءل: هل علي البصري يكتب مسيراً أم مخيراً؟ يكتب بيده أو بيد أمريكا التي تريد الفتنة بين الناس والمرجعية... أعتقد أنك ستعتبر هذه إهانة وإساءة لك...
وكذلك الحال عندما تنتقد المرجعية، فصدقني سيكون تأثير أسلوبك أفضل عندما تنتقد نهج "الصمت في بعض المواقف"، وهذه حريتك، ولكن اتهام المرجعية بالعمالة إلى أمريكا على أنها مسيرة من قبل الاحتلال لا يمكن إخراجه من دائرة الإساءة...
نعم، يمكنك أن توصل الرأي إلى النتيجة الجاهزة عندك سلفا، وهي أن صمت ما تسميه أنت "الحوزة الصامتة" عن هذا الأمر أو غيره يصب في مصلحة الاحتلال، فهذا نقد مشروع إذا ما تناولته بشكل موضوعي، ولكن لا أتصور أن إدارة التساؤل بين أمرين (العمالة الأميريكية أو الخذلان) يعد من النقد الموضوعي، فقد فعلها غيرك في نقد الأئمة الأطهار وعدم ثورتهم على حكام الدولة الأموية والعباسية، ولهذا دائماً ما نذكر ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) ولا نذكر الأئمة الآخرين لتبرير كل حماسنا ودعواتنا الثورية دون الالتفات إلى الظروف الموضوعية إذا ما وضعت الأمة بين خياري السلة والذلة أم الظروف الموضوعية التي تحرك من خلالها الأئمة من أولاد الحسين عبر الثورات السلمية التي كان الصمت أحياناً كثيرة يمثل أحد سماتها...
إن مسألة استنكار المرجعية لاعتقال أي عراقي بريء أو تعذيبه أو قتله، مسألة مفروغ منها وقد وردت في بيانات المرجعية السابقة، كما كان لسماحة السيد السيستاني أكثر من موقف يستنكر فيه على الاحتلال والحكومة المؤقتة خرقها للهدنة مع تيار مقتدى الصدر منها اشتباكات مدينة الصدر قبل أن يتقف التيار مع الحكومة على تسليم أسلحته...
إن حسن الظن بالمرجعية يمكنه أن يرسم بين عينيك صورة أخرى عنها، فما يدريك أن المرجعية لا تتحرك عملياً لوقف هذه الاعتقالات كما تحركت لوقف "دمار النجف"؟
العراق حبّ لا تحده حدود العراق