في كل بلاد العالم المتقدمة والمتأخرة الغنية والفقيرة منها , يتكفل طالب الجامعة بدفع أجور دراسته ويتكفل بايجاد عمل له بعد تخرجه, واذا لم يجد عملا في مجال تخصصه فمصيره مع العاطلين او عمل في اي مهنة كعامل باجور يومية او منظف في مطعم وغيرها . والطالب الذي يدخل الجامعة وليس لديه المال لدفع اجور الدراسة فمصيره بلا دراسة ولا جامعة ولكنه يمكنه طلب قرض من البنك وعليه تسديده بعد تخرجه , واذن الخريج الذي لم يجد عملا يكون عليه دين بالاف الدولارت وبفائدة (ربا) يتضاعف مع مرور الزمن.
هذه مقدمة عن الدراسة والتعيين والتخرج في دول منها بالتأكيد : بريطانيا , فرنسا , ايطاليا , امريكا وغيرها ..
التعيين المركزي في العراق : اصدر النظام البائد في العراق في سنوات السبعينات قرارا يقضي بتعيين خريجي الجامعات في وظائف الدولة , فكان خريج الجامعة يحصل على تعيين في وظيفة في اي مكان في العراق وليس له محيصا عنها, وكان من فوائد القرار الامنية (وهو خارج الموضوع ) هو ملاحقة كل خريج ومعرفة محل سكناه ومنطقة عمله ..الخ
استبشر الخريجون خيرا بهذا القرار لكنه لم يطبق عمليا سوى لسنوات قصيرة وبعد ذلك كان خريجو الجامعة والمعاهد يتعينون قسرا في جبهات القتال في مجزرة القادسية المشؤومة , ولتحسين العيش النكد كان بامكان الخريج (البعثي طبعا) ان يقدم طلبا لان يصبح ضابطا في الجيش ليُحسن حظه النكد من جندي مكلف الى ضابط مطوع والنتيجة قد تكون واحدة بعودة من الجبهة لاهله ملفوفا بعلم ليتعين في احدى المقابر الى يوم يُبعثون.
ومن عجائب التعيين المركزي في النظام السابق ان خريج القسم الادبي كان يستطيع ان يتعين في معهد المواصلات التقني ان شاء بشرط كونه بعثي متقدم ولا احد يعترض , ثم افتتح النظام كليات الامن القومي وجعل كليات القانون والتربية والاداب حصرا على المنتمين للحزب فكان يتعينون في المخابرات واختصاص تعذيب وغيرها ..
واذن التعيين المركزي في العراق كان كذبة طلت ثم غابت وبقي اسمها , والعجيب ان الاجيال الجديدة فيه المتطلعة لعيش رغيد مثل عيش الدول المتقدمة لاتزال تحلم وتطالب بتعيين مركزي في بلد الدراسة فيه شبه مجانية مقارنة بدول العالم المتقدمة التي يتكفل الطالب فيها بدفع اجور دراسته الجامعية الباهضة جدا وكذلك يتكفل شخصيا بايجاد عمل له بعد تخرجه ,
والحديث ذو شجون..