عندما يتحرك أي تيار أو موقع سياسي بدون غطاء مرجعي رغم أنه يحمل في مبتنياته هذا الغطاء المرجعي، فإنه يقع في متاهتين
الأولى هو السقوط الذاتي، من خلال عدم وضوح في الرؤية الفكرية أو المشروعية التي يتبناها. فعندما يردد التيارأنه يتحرك وفق رؤى المرجعية، والمرجعية العلياء، وولاية الفقيه المقدسة، ويسير دون أن يحدد من هي مرجعيته وولايته رغم أنه يحمل في ذاته هذا الفكر، فإنه يتحرك بدون هدى، وكل الذي يتحرك من خلاله هي بقايا الطاقة الروحية التي إكتسبها بعض الأتباع من خلال سبحة الولي المقدس، او الجلوس بجنبه، أو ترديد لهتافات وراءه. أو من خلال السير الأعمى وراء إبن أو اقارب الولي المقدس. وهذا كله لا يحل بأي وجه الإشكال الفكري والفراغ المرجعي الذي يتمثله التحرك.
الثانية هو السقوط المصاحب للسقوط الذاتي. وهو سقوط تبدو بوادره واضحة عندما يتحول كل المستعممين في التيار صغارهم وكبارهم، إلى رموز مقدسة لهذا التيار المقدس. رغم عدم إعتدال أو نزاهة الكثيرين منهم بالمقاييس التي ينادي بها التيار نفسه. فالكل يتحولون إلى رموز إبتداء من الأخ مقتدي إلى أصغر حرامي يندس في التيار.
التيار يسير كتائه بلا مرجعية، وهو مهما حاول فلن يجد لمعضلته حلاً سوى أمرين
إعلان واضح أنه لا يرتبط بأية مرجعية، أو ولاية الفقيه أو المستعممين الصغار، وأنه يسير كأي تنظيم أو مؤسسة سياسية على ثوابت محددة يطلقها بدلاً من عناوين عريضة تستغبي الناس ، مثل الولاية المقدسة، وجيش المهدي، والإمدادات الغيبية، وصلاة الجمعة في المراقد المقدسة ,انه يعتمد على رصيده الشعبي الذي يؤيده بحرية وبدون ضغط أو إكراه.
والثانية لأنه وقع في مشكلة المشروعية فإنه يتحتم عليه أن يعلن إلتزامه بالمرجعية الدينية، سواء كانت سيستاني أو حائري أو فضل الله أو أياً كان. وإلا فإنه سيبقى يتحرك في أفق النفاق والمعضلة الفكرية التي يدور فيها حالياً. فحسب اللجانب الفكري الذي يستند عليه هذا التيار فإنه معارض للمرجعية التي تحرك وأعلن أنه يتحرك تحت عباءتها، وكنتيجة فإن عمله غير شرعي. هذه المعضلة لن تجلب له سوى المتاعب والتصريحات والمواقف المتناقضة والأفكار الهلامية التي يرددها المستعممون المقدسون كل حسب مكانه، ومرجعيته الخاصة التي يؤمن بها، سواء كانت مسبحة أو مسجلاً، عباءة، أو دولارات، أو عشيرة.
هل سيستفيق التيار ويتحرك بشيئ مقارب لروح العصر، مع تأكيدي أن كل إعتقال أو إيذاء بدني أو معنوي يطال اي إنسان عراقي -بعيداً عن كونه مستعمماً أو رمزاً مقدساً- بسبب رأيه الخاص هو أمر مخالف لحرية التعبير عن الراي.
السؤال يبقى بدون جواب
من هو المجتهد الذي يستند عليه التيار في تحركه السياسي والإجتماعي؟ لا تقولوا لي أنه ستار بهادلي أو حارث الضاري !