من المعلوم أن هناك قتلى كثيرون في ضربة ايران لعين الأسد ، كما ذكرت بعض الصحف الأمريكية في حينها ، ولكن ترامب أنكر ذلك لكي يخفف من أثر الضربة النفسيه على أمريكا ، وليبرر عدم رد أمريكا على ضربة ايران لعين الأسد رغم تهديدها السابق بضرب 52 موقع ثقافي لو ردت ايران على مقتل الجنرال سليماني ،
وكتب بعض المعلقين نكاتا تقول سوف نسمع بمقتل جنود أمريكيين في بقاع مختلفة من العالم ، فلابد من إخراج مسرحية محكمة تتضمن مقتل ضباط كبار مع جنود أمريكيين ، كانوا قد قتلوا في ضربة عين الأسد ، لئلا يقال بأنهم قتلوا على يد ايران في عين الأسد ، فيؤدي الى تكذيب الرئيس ترامب والادارة الأمريكية ، وليتم التعتيم الكامل على قتلى عين الأسد ، فكانت مسرحية سقوط طائرة عسكرية أمريكية في أفغانستان على يد الطالبان ، وفيها عدد كبير من الضباط والجنود الأمريكان ، ومما يبعد احتمال سقوط الطائرة على يد الطالبان وأنها فقط مسرحية للتغطية على قتلاهم في عين الأسد ، هو أن طالبان عملاء لأمريكا ولم يستهدفوا القوات الأمريكية في أفغانستان قبل ذلك ، بل ثبت لدى الحكومة الأفغانية أن أمريكا تسلح طالبان وتنقل قادتهم بهليكوبتراتهم من مكان لآخر في أفغانستان، بالضبط كما تزعم أمريكا بأنها تحارب داعش في العراق وسوريا ، بينما الواقع أنهم يدعمون داعش بالمال والسلاح ، وينقلون قادتهم من مكان لآخر حسب الحاجة لهم.
والعجيب أن هذا السيناريو غاب عن جميع المحللين ، بل ابتهجوا بسقوطها وبالقتلى فيها ، دون دراسة الملابسات للحادثة ، علما بأنني شاهدت فلم الطائرة المحترقة ولم يعرضوا فيها لجثة واحدة .
وهنا أتذكر حادثة 11 سبتمبر وخروج بوش في اليوم الثاني متهما القاعدة بتفجير البرجين، فقال له المحللون في حينها: إذا كانت لديك معلومات قاطعة بذلك فلماذا لم تمنع من وقوعها ، واذا كنت لا تعلم فكيف سبقت التحقيقات وجزمت بأنّ القاعدة هي التي قامت بها ، فوقع في حرج شديد ، فمن يا ترى أنقذه من هذا الإحراج الكبير؟؟؟
الجواب : ابن لادن هو الذي خلص بوش من ذلك الإحراج ، فقد نشر ابن لادن فيلما يعترف فيه بأننا نحن القاعدة من قام بذلك!!!
وحينما انتشرت صور سجن أبي غريب وما فيها من فضائح وفضائع مخزية للأمريكان ، بحيث تشوهت صورة أمريكا لدى الرأي العالمي بشكل كبير جدا ، فمن الذي حول أنظار العالم عن هذه الجرائم الفضيعة بحيث نسي العالم تلك الجرائم؟؟؟
جماعة القاعدة هي التي خلصت أمريكا من ذلك الموقف المحرج الذي وقعت فيه أمريكا نتيجة انتشار صور سجن أبي غريب.
فقد نشر تنظيم القاعدة فلما فضيعاً عن ذبح صحفي أمريكي على الأنترنيت بالسكين وقطعوا رأسه ، فانشغل الرأي العام العالمي بهذه الجريمة ، وترك الإعلام العالمي قضية سجن أبي غريب تماما ، وبذلك تمكنت القاعدة من تخليص أمريكا من الحرج الكبير الذي وقعت فيه. ومعلوم لدى الجميع اليوم بأن القاعدة هي من صنع أمريكا.
وأخيرا نكرر بأن الطالبان [ صنيعة أمريكا ] أرادت أن تخلص أمريكا من الحرج التي وقعت فيه بوجود قتلى كثيرين في قاعدة عين الأسد ، في حين أنكرت أمريكا ذلك وعلى لسان أكبر مسؤول فيها، فكيف سيخبرون عوائلهم بحدوث قتلاهم، فجاءت مسرحية الطائرة التي زعموا أن طالبان هي التي أسقطتها ، واعترفت أمريكا فورا بصحة ذلك ، رغم أنها في العادة لا تعترف بخسائرها الحقيقية في كل حروبها السابقة في مختلف الدول.
لكن الاعتراف السريع بسقوط الطائرة الأمريكية ، وأن فيها ضباطا كبار سوف يخلصهم من الحرج أولا ، وثانيا سوف يقوي موقعية الطالبان لكي يأخذوا امتيازات كبيرة في حوارها التصالحي مع الحكومة الأفغانية ، فيكونون جزءا أساسيا من حكومة أفغانستان ، وهذا ما تريده أمريكا في لقاءاتها السرية مع طالبان بحجة الحوار من أجل المصالحة، رغم عدم حضور الطرف المهم في الحوار ، وهو الحكومة الأفغانية ، ولما جاء الطالبان الى ايران للحوار ، اشترطت ايران حضور ممثلين عن الحكومة الأفغانية في الحوار.