بقلم : طاهر الخزاعي
زيارة الاربعين وبغض النظر عن تفاصيلها التاريخية ، متأصلة أم مستحدثة ، متى بدأت وكيف ولماذا ؟ هي اليوم تشكل ظاهرة مليونية ، ولا يوجد ما يضاهيها من حيث العدد والمران العاطفي في اي بقعة من العالم .. بالتالي ستتحول مع مرور الزمن الى سلاح ذي حدين مالم يلتفت المعنيون لوضعها في اطارها التي ينبغي أن تكون عليه .
لقد تكفل الأهالي على طول طريق المشي الى كربلاء بتوفير المأكل والمشرب والمنام للزوار بنسبة تكاد تغطي الجميع في غضون السنوات السابقة .. لكن الأهالي غير معنيين بوسائل النقل أو الوضع الأمني أو الجانب التثقيفي الوعظي وكذلك الحاجات الخدمية العامة كتوفير الكهرباء وتنظيف الاماكن العامة او انسايبية مشي الزوار وفك الاختناقات واستيعاب المنافذ الحدودية لدخول الزوار وسياقاتها الادارية .
لعل الغالبية العظمى يركزون على جانب واحد من الزيارة المليونية وهو الجانب الاعلامي وكأنه استعراض تقوم به طائفة معينة في بعده السياسي ، وهذا التوجه يهمه من الزيارة ان يتم تحشيد أكبر عدد ممكن من الزوار ومن مختلف ارجاء العالم .
وبغض النظر عن أي توجه ، لأن الزوايا لهذا الحدث متعددة بتعدد الشرائح الدينية والسياسية والاجتماعية ، لابد من التحضير الجيد لهذا الحدث على كافة المستويات ، وبشكل خاص للزوار من خارج العراق والتخطيط لاستيعاب الاعداد التي يمكن استيعابها في فترة الزيارة وهي فترة طويلة نسبيا ، تحتاج الى جهود مكثفة ، جهود خدمية وأمنية استثنائية وتنظيم الظاهرة بالشكل الذي يقلل السلبيات المتوقعة مع هكذا تجمع مليوني .. أما ان يتم ترك أمور الظاهرة المليونية تسير على عواهنها وعلى (البركة) سيؤدي بالنتيجة الى اخفاقات عديدة تنعكس سلبا على مختلف الاصعدة ، ولعل بوادر ذلك الانعكاس بدأت واضحة في هذا الموسم مع انحسار وباء كورونا وتكاثر اعداد الزائرين من داخل العراق وخارجه .