نفحات صدرية
بسم الله الرحمن الرحيم
{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}
صدق الله العلي العظيم
بمناسبة الذكرى السادسةلاستشهاد المولى ولي امر المسلمين والمرجع الديني الاعلى السيد الشهيد محمد الصدر (قدس) ونجليه الشهيدين (رض) ، نتقدم الى مقام مولانا امام العصر( أرواحنا له الفداء) ومراجعنا الكرام وعلمائنا الاعلام والامة الاسلامية بأحر آيات التعازي على هذا المصاب الجلل ، سائلين الباري عز وجل ان يعجل فرج حجته المهدي ليملأ الارض قسطاً وعدلاً بعد ان ملئت ظلماً وجوراً ..وانا لله وانا اليه راجعون
نبذة من السيرة العطرة
ولد السيد الصدر(رض) بدعاء والديه عند بيت الله الحرام وذلك سنة 1361 هـ الموافق 1943م وكان ينشأ بصورة غير معتادة كما هو الحال عند استاذه السيد الشهيد الصدر الاول(رض).
أدخله والده الحجة السيد محمد صادق الصدر(قد) الى مدارس منتدى النشر الايتدائية فالمتوسطة فالاعدادية وبعد ذلك دخل الى كلية الفقه الى ان تخرج حوالي سنة1962-1963 م ، حضر بحوث الخارج عند سلاطين العلم في زمانه (الشهيد محمد باقر الصدر ، السيد ابوالقاسم الخوئي ، السيد الخميني) قدس الله اسرارهم .
ويبدوا ان السيد كان مطمئناً ياجتهاده منذ الستينات من القرن الماضي ، حتى انه قال ان زوجته رجعت اليه في التقليد بعد الزواج مباشرة وزواجه كان سنة 1963 وعليه فهو حاصل على مرتبة الاجتهاد في فترة مبكرة
اعتقل (رض) عدة مرات ما بين عام 1974-1991 وكانت مدة اعتقاله حوالي شهرين لا أكثر ، ومع ذلك فان شهيدنا كان عازلا نفسه أجتماعياً إلا بشكل بسيط لا يخلو من الرسمية وهذا كان من اسباب تنامي شخصيته ليس من الناحية العلمية فقط بل من الناحية المعنوية والروحية حيث اعتكف على الدرس والعبادة الى درجة يروى ان السيد محمد صادق الصدر (قد) اشتكى ذلك الى استاذه السيد الشهيد.
وقد تعرف خلال هذه الفترة بالحاج عبد الزهرة الكرعاوي ، ولكن قبلها كان شهيدنا هو الذي قام بتبليغ الطلبة حرمة الانتماء الى حزب الدعوة بأمر من السيد الشهيد محمد باقر الصدر واتجه الاتجاه العرفاني وشهيدنا لم يكن مؤمناً بالخط والمنهج الذي اتخذه استاذه في انشاء الحزب ومنهجه بصورة عامة .
تزوج شهيدنا ابنة عمه السيد محمد جعفر الصدر ما بين 1963-1962م وولد أكبر اولاده سنة 1964م في أواخر ه.(1)
بعد اقامته لصلاة الجمعة المباركة دخل السيد(قد) في مواجهة دائمة مع العفالقة ووصلت الامور الى نهايتها بعد منع المسيرة التي دعا اليها (قد) الى الامام الحسين (ع) مشياً على الاقدام وذلك بمناسبة ذكرى مولد الامام المهدي(ع) ، واشتدت الازمة ايضاً باعتقال طلبة الحوزة العلمية من ائمة الجمع فطالب (رض) باطلاق سراحهم ، وكان النظام يحاول مراراً وتكراراً ان يحصل على بعض التنازلات من السيد الا انهم فشلوا فقرروا تصفية الشهيد باسرع وقت ممكن خشية من تصاعد المواجهة مع الشعب.
وفي الثالث من ذي القعدة وعندما كان الشهيد السعيد عائداً الى بيته بعد ان صلى العشاء وقضى بعض الوقت في البراني تعرض له الاشرار الذين كان يقودهم الملعون الزبيدي بالنيران عند ساحة العشرين فاستشهد هو وولديه السعيدين . فالسلام عليهم يوم ولدوا ويوم استشهدوا ويوم يبعثون أحياءً.
[foq] لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه
الامام علي (ع)
السلام على امير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين[/foq]