[grade="00008B 008000 800080 2E8B57 8B0000"]إلى زميلي الكاتب والصحفي الكردي نزار الجاف مع التحية

أنا لست محامي العرب ولكنني مع عراق موحد وطن العراقيين جميعا

أوميد كوبرولو
رئيس تحرير مجلة توركمن شاني العراقية

بتاريخ 30 كانون الأول 2004 نشرت شبكة الأقلام الثقافية في موقعها المتميز مقالا للزميل الكاتب والصحفي الكردي نزار الجاف المحترم ردا على مقالي " الترکمان بريئون من وليد شرکة وأمثاله " والذي نشر في مواقع متعددة ومن ضمنها موقع الأقلام المؤقر. قبل كل شيء أقدر الزميل الوقور الجاف على الأسلوب الجميل الذي اتبعه في صياغة مقاله" أوميد کوبرولو شاهدا و محاميا وخصما و قاضيا" والخالي من الشتائم والمسبات والألفاظ السوقية الغير لائقة بكاتب أو صحفي يحمل مبادىء إنسانية أصيلة غير منحازة إلى فئة أو طبقة معينة من البشر. عكس الكثيرين الذين يسمون أنفسهم بكتاب أو صحفيين مرموقين و يبدؤون مقالاتهم بالشتائم والمسبات وتسمية الآخرين بالألقاب البغيضة والمكروهة وينهونها بالتهجم عليهم وإظهارهم بثياب العمالة والتجسس التي يرتدونها أنفسهم وأسيادهم. فبارك الله بك يا أخي وزميلي وكثر الله من أمثالك لخدمة العراق العظيم عراق العرب والكرد والتركمان والكلدان والآشوريين والأرمن جميعا. وبارك الله بكل من يرفض تقسيم العراق وتقسيمه إلى دويلات الأقاليم والمحافظات والأقضية والأزقة.

أخي العزيز أنا لست محامي صدام حسين المجرم ولا أعضاء قيادته البعثية الظالمة الذين ظلموا العراقيين جميعا ولم ينجو من ظلمهم وجرائمهم ونواياهم الدكتاتورية المشبوهة اللعينة لا أبن الشمال ولا أبن الجنوب ولا أبن الوسط. وبسطوا أياديهم القذرة لتنال من أبناء البصرة وأربيل، والناصرية وكركوك، والنجف الأشرف والسليمانية، والحلة ودهوك، وبغداد والموصل وتزجهم إلى المعتقلات والسجون والإعدامات والمقابر الجماعية. ألم تكن المقابر الجماعية التي وجدت في أنحاء العراق كافة دليلا واضحا على ظلم العراق جميعا. فلماذا إذا نعادي أبناء شعبنا من العرب نتيجة تورطهم بسياسة البعثيين العنصريين وسكنهم في كركوك . فلو كان صدام جاء بعشرات الآلاف من عرب الجنوب طيلة أكثر من عشرين عام وسكنهم في بيوت وأراضي التركمان والأكراد في كركوك بغية تعريبها، فقيادتي الطالباني والبارزاني جلبوا أكثر من ثلاثمائة آلاف كردي في أقل من عامين إلى كركوك على أنهم مرحلون منها وأسكنوهم في بيوت وأراضي العرب والتركمان وفي معسكرات الفيلق الأول والملاعب واشغلوا الدوائر والساحات الرياضية. ألم يكن إقرار السيد يحيى العاصي الحديدي بمنع 90 ألف كردي من المشاركة في انتخابات كركوك لعدم إثبات انتمائهم للمدينة دليل قاطع على الحملات العنصرية والمخططات المشبوهة التي ينفذونها قيادتي مام جلال ومسعود البارزاني لتكريد كركوك بغية قطعها من جسم العراق وضمها إلى الإقليم الكردي؟

أخي الجاف كان مقالي يخص بالدرجة الأولى العميل وليد شركة وأمثاله كعرفان كركوكي وشيرزاد عثمان وجودت النجار وسيف الدين ده ميرجي وغيرهم، الذين أسسوا لهم قيادتي الحزبين الكرديين الإتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني أحزاب ومنظمات كردوتركمانية، متبعين نفس سياسة صدام في تأسيس أحزاب كردية معارضة لحزبي مام جلال والبارزاني. فيا أخي فإننا لم نسمع شيئا إسمه نضال أو عمل بطولي قاموا به أولئك العملاء (الذين استحدث البارزاني التجمع التركماني للأحزاب الكردومانية الكارتونية المعلبة المعارضة للجبهة التركمانية العراقية) من أجل الشعب التركماني المغتصب حقوقه من قبل جميع الحكومات العراقية السابقة والحكومة الانتقالية الحالية. وإنني أتحدى بأن يقول أحدهم إنه ظلم من قبل النظام الصدامي لنضاله من أجل القضية التركمانية أو أدخل السجن أو حتى أعدم أحد من أقاربه للسبب ذاته. فأسماء جميع شهدائنا الذين أعدمهم النظام الباغي والمحكومين الذين زجهم إلى المعتقلات والسجون(سواء لأسباب قومية أو دينية ) موجودة وموثوقة لدينا ولدى العديد من المؤسسات والمنظمات التركمانية في داخل العراق وخارجه. وللعلم يا أخي فليس لأولئك الذين لا يختلفون عن أسيادهم حقدا وبغضا وكراهية على الشعب التركماني مؤيدا تركمانيا واحدا (لآن التركمان يعرفون الماضي الأسود لأولئك المنبوذين وخياناتهم للشعب التركماني) عكس الأحزاب والمنظمات التركمانية المنطوية تحت الجبهة التركمانية أو التي تناضل مستقلة من أجل التركمان ونيل حقوقهم المغتصبة والذين لهم عشرات الآلاف من المؤيدين والأنصار. أهل سمعت يا أخي يوما من الأيام حزبا تركمانيا آخر سواهم يشتم عرب كركوك ويطالبهم الرحيل من كركوك؟ أ هذا يعني بأن التركمان جميعهم راضين عن ما قام به النظام الفاشي السابق من التغيير الديموغرافي لمدينة كركوك؟ لا والله وألف لا. ولكن التركمان يؤمنون بمبدأ واحد وهو بأن العراق من أقصى شماله وإلى أدنى جنوبه وطن العراقيين جميعا وللكل حق السكن في المدينة التي يختاره دون معارضة أي شخص أو جهة عراقية.

أنا لا أنكر بأن العرب الذين استقدموا إلى كركوك سكنوا في بيوت وأراضي المرحلين الذين لم يكونوا فقط أكراد وبل تركمان أيضا. ولكن النظام المجرم استحدث العشرات من الأحياء الجديدة لأولئك المستقدمين مثلما يستحدث القيادات الكردية أحياء كردية في كركوك للعوائل التي ليست كركوكية. فلوا كانت تلك العوائل كركوكية لعدن إلى بيوتهن وأراضيهن التي رحلن منها.
ومن جانب آخر ولإظهار مدينة كركوك بأنها كردية، أدعى مام جلال في حديث له بأن كركوك كانت مدينة كردية يعيش فيها الكرد والتركمان والكلدان والآشوريون. أي خالية تماما من العرب. فترى إلى أين ساق الطالباني بعشائر العرب ك(الحديديين، الجبور، العبيد وغيرهم)؟ ولماذا نطالب العرب الرحيل من كركوك فقط بسبب استقدامهم من قبل الطاغية صدام؟ ولماذا لا يطالبوننا العرب أنفسهم في بغداد وتكريت وموصل والحلة وكوت وكربلاء والنجف الأشرف والبصرة وبقية المدن العربية الرحيل عنها لكوننا بتركمان وأكراد؟ فلماذا نحرم على غيرنا ما نحلله على أنفسنا؟ أ ليس العراق من حق العراقيين جميعا؟ ألم ندافع جميعا عن البصرة والناصرية والديوانية والرمادي مثلما دافعنا عن أربيل والسيمانية ودهوك وغيرها وقدمنا أغلى التضحيات؟

ببعض الأسئلة التي أريد أسألها الزميل نزار الجاف وأنهي كلامي دون تجريحه لا سامح الله بكلام لم أقصده أبدا، فلماذا تصر القيادات الكردية في مثل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها وطننا تحت الاحتلال على تقسيمه وقيام الدولة الكردية ؟ ألم يكن العراق أجمل وأقوى بتلاحم وتآلف جميع شعوبه وطوائفه؟ أليس هذا التقسيم فكرة أعداء العراق من الصهاينة والأمريكان والإنكليز لإضعافنا و إنهاء وجودنا كدولة قوية تدافع عن قضية الشعب الفلسطيني المسلم الذين أغتصب أراضيهم من قبل اليهود؟ ومتى أدعى التركمان في كركوك بأنها مدينة تركمانية أ و الأكراد بأنها كردية والعرب بأنها عربية وهكذا الكلدان والآشوريون؟ أ ليس نتيجة مثل هذه الادعاءات الباطلة والزائفة تزرع المزيد من الحقد والعدوان والكراهية بين أبناء المحافظة التي عبارة عن عراق مصغر بقومياته المتآخية؟ فلماذا نغتال هذا التلاحم والتآخي والتآلف القوي بمخططات أعدائنا الحاقدين الطامعين ووفقنا الله لخدمة العراق الجديد عراق الحرية والديمقراطية والتعددية الحزبية في إدارة البلاد وبناءه وأعماره وما التوفيق إلا من الرب الواحد الأحد.
[/grade]:=