أنقذوا بيئة العراق لكي يتم إنقاذنا
تعتبر البيئة من أهم الأمور التي تحرص الدول المتقدمة على حمايتها و الحفاظ عليها حيث أن الاهتمام بالبيئة و رعايتها يساهم في حماية الإنسان و تراب الأرض و هوائها و مائها و لسوء الحظ حسب إحصائيات منظمة البيئة العالمية يندرج وطننا العراق تحت قائمة الدول ذات التلوث الشديد و المختلف حيث قد لا أكون مبالغ بأن كافة أنواع التلوث البيئي موجود في وطننا و منتشر في كل بقعة فيه حيث علينا أن نذكر بأن النظام السابق قد جعل وطننا مخبئ و سلة نفايات لكافة الأسلحة الخطيرة التي يجب أن تحفظ في أماكن مخصصة لها و بطرق معينة و لكن النظام لم يقم سوى بتخبئتها في الصحراء أو في المناطق الزراعية حتى أن فرق الأمم المتحدة التي كانت تقوم بتفتيش الأسلحة و وجدت أسلحة نووية خطيرة مرمية في النهر و النظام السابق أعترف بوجودها ولا نعلم لحد الآن أماكن كميات هائلة من الأسلحة التي تحتضنها أراضينا
لقد أثبتت الدراسات الطبية بأن الأسلحة الفتاكة التي كان يقوم بتصنيعها النظام السابق تسبب في ظهور أمراض السرطان و خلق أطفال مشوهين في بطون أمهاتهم و أمراض قد يكون بعض منها متوارث و قد ظهرت على السطح حالات عديدة حذر منها أطباء عراقيين و أظهروها على وسائل الإعلام و لا يعلم المواطن العراقي ما الذي يخبئه المستقبل من مصائب بيئية جديدة و علينا أيضا أن نذكر أيضا بأن الأفعال الإرهابية التي تحدث الآن بحق أنابيب النفط تسبب أيضا تلوث بيئي في الهواء مما يسبب حالات ضيق التنفس و إذا كان المريض يعاني من مرض الربو فأن النفط المحروق و دخانه يعتبر أمر مهلك له و أيضا هذا الدخان يسبب في تجفيف الأشجار حيث أن الدخان الأسود يحرق أوراق الأشجار و قد سبب لحد الآن بتلف العشرات من المزارع المثمرة التي كانت تزود المواطن العراقي بمواده الغذائية من الخضراوات و الفواكه أن حماية البيئية أمر مهم ولا يجب تجاهله أو وضع أمر معالجة و حماية البيئة في أخر الأمور التي يجب أن نهتم و نعمل بها فإذا كنا نريد أن ينعم المواطن العراقي بصحة جيدة فعلينا الاهتمام بالبيئة و إذا أردنا وطننا يصبح أجمل و أفضل و يصلح لكي نعيش فيه فعلينا أيضا أن نهتم بالبيئة و إذا قبلنا بالتدهور التي تمر به بيئتنا الحزينة فعلينا أن نجد لشعبنا أرض أخرى يعيشون عليها أفضل من وطننا التي أصبح يحتوي على كافة أنواع التلوث
لقد فرحنا بظهور و عمل وزارة البيئة العراقية و لكن علينا أن نذكر بأن هذه الوزارة وضعها محزن جدا حيث جهودها قليلة بالنسبة بالتلوث الهائل الذي يعم وطننا و كذلك الموظفين الذين يعملون فيها أكثريتهم غير متخصصين بالمجال البيئة و كل معلوماتهم عن البيئة قد حصلوا عليها من عدة دورات تدريبية و أما الأكاديميين المتخصصين بعلم البيئة فهم قلة و قد يبلغ عددهم العشرات في كل الوزارة و كذلك عمل وزارة البيئة لا يجب أن يعتمد فقط على متخصصين في المجال علم البيئة بل يجب أن يكون هناك خبراء زراعيين و أطباء لكي يكونوا كادر عمل متكامل يدرس نوع التلوث من الناحية البيئة و من الناحية الزراعية لكي لا تتأثر مزروعاتنا و من الناحية الطبية لكي لا يحصل تدهور صحي على صحة المواطن العراقي و في النهاية علينا أن نقول بأن البيئة العراقية تعاني بشدة و هي ملوثة منذ أكثر من ثلاثين عام بسبب النظام السابق و علينا الآن أن نهتم بالبيئة و نحميها و نجعل بيئة العراق خالية من كافة أنواع التلوث الذي في النهاية يلقى بضرره على المواطن العراقي
حسين علي غالب
babanspp@maktoob.com
http://baban123.jeeran.com