اصدر الزرقاوي شريطه الجديد مساء أمس، ونتج عنه تفجير عربة مفخخة بجوار جامع شيعي وهو جامع الطاف ظهيرة الجمعة بينما احتفل المصلين بالعيد الإسلامي.
العربة المفخخة نتج عنها قتل 14 ، وجرح 40.. وهي آخر أحداث العنف في طريق الانتخابات هذا الشهر.
في مستشفى اليرموك تجمعت أعداد كبيرة من أقارب الضحايا.. رجل يصيح وهو يشاهد جثمان ابنه وعمره 14 عاماً قال: "فطرنا سوياً هذا الصباح. كنا سنذهب لزيارة جده. ولكنه الح على الصلاة أولا." أغمى على امرأة ترتدي عبائة حين شاهدت جثمان ابنها.. ونقلها الأقارب الى منزلها.
العربة المفخخة انفجرت بينما تخرج الناس من الجامع.. ومن شدة الانفجار احترقت عدة سيارات بشكل تام. المنظر يدمي القلوب..
والشيعة في العراق عانوا الكثير من الاضطهاد في العصر الملكي والجمهوري وخصوصاً في العهد الصدامي. ولذلك يدعمون الانتخابات التي يعتقدون انها ستوصلهم لمستوى من السلطة والتأثير السياسي يتلائم مع تعدادهم السكاني.. فهم حوالي 60 % من ال 26 مليون عراقي. ولكن التمرد في المناطق السنية التي فقدت السلطة مع انهيار نظام صدام يريد إفشال العملية الانتخابية. وبعض الشخصيات السياسية والدينية المعروفة طالبت علناً بمقاطعة الانتخابات، مدعية ان العنف في المناطق السنية سيمنع الناس من المشاركة.
وقد حدث التفجير بعد صدور شريط الزرقاوي مساء أمس في موقع إسلامي على الانترنت وطوله 90 دقيقة.. وهاجم الشيعة بشدة بسبب دور قوات فيلق بدر في معركة الفلوجة.
والشريط ينبه على ضرورة الصبر لان المعركة مع الولايات المتحدة ستطول لشهور وسنوات.. يقول الزرقاوي ان التمرد نجح في أضعاف عزيمة "الاستبداد العالمي" وطالب بالصبر في معارك الشوارع لان الله عز وجل وعد المؤمن بالنصر. والشريط يتحدث عن العيد، ولكن بدون تحديد عيد الاضحى او الفطر.....
"ثمار الجهاد تاتي بعد الصبر والمعارك الضارية التي تستمر لشهور وسنوات.. في المعركة ضد الولايات المتحدة الباغية رافعة بدل العلم الصليب، تعلمنا ان العدو بالرغم من قوته الشديدة يمكن هزيمته أخلاقيا ونفسياً.
"معركتنا مع الأمريكي تدور في الشوارع والمدن الصغيرة ولها أساليب دفاعية وهجومية. المعارك الضارية لا تنتهي خلال ساعات او أيام.."
بشأن الفلوجة قال الشريط: ان الهجوم عليها دعم الجهاد وفضح "الحكومة العميلة" .. كما كشف "الوجه القبيح للرافضة وقائدهم السيستاني."
والشريط يشجب بشكل أساسي وقوف فيلق شيعي في صف القوات الأمريكية خلال معركة الفلوجة.. ويسخر من السيد آية الله السيستاني.. ويعاتب الشيعة ويقول عنهم: "فيلقهم اقتحم مساكن الله، وعلقوا على حيطانها صور شيطانهم السيستاني، وكتبوا اليوم: أرضكم.. وغداً عرضكم."
والشريط كذلك يؤكد مقتل عمر حديد في معركة الفلوجة. ومعه السيد ابو حارث محمد جاسم العيسوي بعد ان ساهما بدور بطولي و"قتلا الأمريكان مثل الذباب." وهي معلومات جديدة حيث اختفى عمر حديد، ولم يعثر احد بعد على ما يدل على وفاته..
ودمتم
المحجوب.