[align=center][glint]
المغتربون يقترعون والسيستاني يتهم الأمن بالانحياز والجلبي يدعو مجدداً إلى "جنوبستان" [/glint][/align]
بغداد، عواصم - "الخليج"، وكالات:
أدلى آلاف المغتربين العراقيين أمس بأصواتهم في اليوم الأول من انتخابات العراق التي من المقرر أن تجرى داخل العراق غداً (الأحد)، وسط إجراءات أمنية مشددة لم تمنع أمس مقتل 5 جنود أمريكيين وإسقاط مروحية، كما قتل سبعة عراقيين في هجمات عدة على مراكز اقتراع. وتبادلت الحكومة العراقية والمسلحون التهديدات. وادعت جماعة أبومصعب الزرقاوي “السيطرة على الأوضاع”، فيما أكدت الحكومة أن اعتقال الزرقاوي بات وشيكاً. وبدأت تطبيق التدابير الأمنية الاستثنائية في مختلف مدن العراق، ما شل الحركة فيها، خصوصاً في بغداد. واتهم المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني الشرطة والجيش بالترويج لقائمة الحكومة. وجدد زعيم المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي الدعوة إلى حكم ذاتي في محافظات الجنوب “على غرار كردستان”، في حين أكدت تركيا مجدداً رفضها للتحركات الكردية في كركوك، وأعلنت إرسال ضباط أتراك لمراقبة الانتخابات في المدينة.
وأقبل عراقيون يقيمون في الخارج بحماس على التصويت أمس في 14 دولة وحضوا مواطنيهم في العراق على تحدي المسلحين والتصويت من أجل عراق ديمقراطي. وبسبب الفارق الزمني بين هذه الدول، بدأت عمليات الاقتراع أولاً في استراليا، حيث تسجل نحو 12 ألف عراقي من أصل 90 ألفاً، تلتها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والدنمارك، إضافة إلى الأردن وسوريا. وأدلى 4600 عراقي بأصواتهم في مركزي الاقتراع في أبوظبي ودبي.
ورأى الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش أمس (الجمعة) ان الانتخابات العراقية ستكون “خطوة أولى” في المسيرة الديمقراطية، وأشاد ب “شجاعة المواطن العراقي العادي في مواجهة القتلة”. كما أعلن استعداده لسحب القوات من العراق إذا طلب العراقيون ذلك، إلا أنه توقع بقاء القوات. لكن المحللين في واشنطن أجمعوا على أن هذه الانتخابات تضع صدقية بوش على المحك، ولن تمنع الأمريكيين من المجاهرة بمطالبهم لتحديد جدول زمني لسحب القوات.
وفرض العراق إجراءات مشددة في كل أنحاء البلاد أمس، فأغلق حدوده البرية، وفرض قيوداً على التنقل بين المحافظات وحظر التجول في معظم المدن. وقبيل بدء تطبيق حظر التجول المطول في بغداد، تدافع العراقيون إلى المحال التجارية لتخزين الاحتياجات الاستهلاكية الأساسية.
ورغم الإجراءات الأمنية، أعلن الجيش الأمريكي مقتل ثلاثة من جنوده في انفجار في بغداد ما زاد عدد قتلاه أمس إلى خمسة. وقال متحدث عسكري ان “ثلاثة جنود أمريكيين قتلوا في انفجار عبوة ناسفة غرب بغداد”. وكان جنديان قد قتلا وأصيب ثلاثة في هجمات في منطقة بغداد، وفقاً للجيش الأمريكي.
وقالت مصادر الحرس الوطني والشرطة إن سبعة أشخاص قتلوا، بينهم ستة من أفراد الحرس الوطني والشرطة، فيما أصيب أربعة في هجمات متفرقة شنها مسلحون على مراكز انتخابية ودوريات للحرس الوطني شمال البلاد وغربها.
وقال تنظيم أبومصعب الزرقاوي ان الوضع في العراق “تحت سيطرة المجاهدين”. لكن نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح قال لصحافيين في مقر (البنتاجون) ان اعتقال الزرقاوي بات “قريباً” بعد القبض على اثنين من معاونيه.
وأفاد بيان للقوات الامريكية في العراق انها تعتقل منذ الخامس من يناير/كانون الثاني الحالي 249 شخصاً في الموصل للاشتباه بقيامهم بنشاطات “معادية للعراق”. كما قال ضابط أمريكي ان عدد المحتجزين في السجون زاد ثلاثة اضعاف خلال الايام الماضية.
من جهة ثانية، اتهم احمد الصافي ممثل السيستاني في كربلاء بعض عناصر الجيش والشرطة بالترويج لقائمة الحكومة. وحذر من احتمال التلاعب بنتائج الانتخابات. وطالب المفوضية العليا “بألا تسمح بأي تدخل سواء أكان حكومياً أم شعبياً وألا تقع تحت اي تأثير مهما كان”.
ورأى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان امس في دافوس في سويسرا ان الانتخابات العراقية يجب ألا تكون نتيجتها سيطرة مجموعة عرقية على مجموعة اخرى، الامر الذي قد يطرح مشكلة وحدة العراق، في اشارة الى الوضع في كركوك. وحذر رئيس الوزراء التركي الاكراد ضمنا من مغبة تقسيم العراق الذي قال إنه قد يؤدي الى تغذية النعرة الانفصالية لدى الطائفة الكردية في جنوب شرق تركيا على الحدود الشمالية مع العراق. وانتقد عدم وجود خيار واسع لدى الناخبين، وقال: “هذه ليست انتخابات ديمقراطية تماماً، لكنها مرحلة باتجاه الديمقراطية”.
وأعلن الكولونيل لويد مايلز قائد القوات المتعددة الجنسيات في كركوك ان سبعة ضباط اتراك موجودن في القاعدة العسكرية الأمريكية لمراقبة الانتخابات في المدينة. وأشار الى ان بقاءهم مرهون بموافقة الحكومة العراقية.
على صعيد ثان، قال ضابط بريطاني أمس (الجمعة) انه يتوقع بدء خفض عدد قوات بلاده في العراق اعتبارا من هذا العام. كما توقع خلال لقاء مع صحافيين ان تبدأ القوات البريطانية تسليم الأمن في وقت قريب الى القوات العراقية في بعض المناطق، مشددا على رغبة الولايات المتحدة وبريطانيا في تدريب قوات الأمن العراقية.
http://www.alkhaleej.co.ae/articles/...cfm?val=139016