بعثيون سابقون يخوضون الانتخابات في العراق
Sat January 29, 2005 2:16 PM GMT+02:00
الحلة (العراق) (رويترز) - المقبرة الجماعية الضخمة التي اكتشفت قرب مدينة الحلة في وسط العراق في مايو ايار عام 2003 هي في حد ذاتها شاهد على وحشية حزب البعث بقيادة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.
لقد عثر على رفات ثلاثة الاف شخص في المكان قرب الحلة وكان أغلبهم من الشيعة الذين قتلوا في انتفاضة فاشلة عام 1991. وقدر مسؤولون محليون أن عدد الجثث التي لم تكتشف بعد قد يصل الى 12 الفا.
لكن بعد 20 شهرا من كشف النقاب عن هذه المقبرة المروعة عدل بعض أعضاء حزب البعث الذي اقترف تلك المجزرة انتماءاتهم وسيخوضون الانتخابات بوصفهم اعضاء في أحزاب مختلفة عندما يتوجه الناخبون لصناديق الاقتراع يوم الاحد للمرة الاولى منذ سقوط صدام.
ويعترف البعض بأنهم كانوا فعلا أعضاء في حزب البعث قائلين انه لم يكن ثمة خيار اخر سوى الانضمام للحزب من أجل تحسين أوضاعهم الوظيفية. لكن ثمة اخرين كما يقول البعض أقل شفافية.
وقال مزاحم جزايري أحد مرشحي الحزب الشيوعي في الحلة "يمكن للبعثيين أن يجدوا دوما طريقا للعودة على سبيل المثال بتغيير عناوينهم و باستخدام علاقاتهم القديمة مع مسؤولين أو بالرشوة.
"انهم يخرجون من الباب لكنهم يعودون من النافذة."
واستولى حزب البعث على السلطة في 1968 وهيمن على مختلف مجالات الحياة في ظل حكم صدام.
وبعد سقوط صدام حلت السلطات بقيادة الولايات المتحدة الحزب وأطاحت بأعضائه البارزين من مناصبهم العامة. واتخذت خطوات لضمان ألا يكون هناك أي دور لرجال صدام السابقين في الحياة السياسية العراقية بعد الانتخابات .
ولا يمكن لاي عضو بارز سابق في حزب البعث أن يخوض الانتخابات ويتعين على جميع الاعضاء العاديين السابقين التوقيع على وثائق يؤكدون فيها تنصلهم من الحزب وانهم لم يشاركوا أبدا في أي فظائع ارتكبها.
وقد أثار السماح للبعثيين الصغار السابقين بخوض الانتخابات جدلا الا أن معظم العراقيين يتقبلون الامر فيما يبدو.
وقال عباس حسان اربادي وهو مرشح اخر عن الحزب الشيوعي العراقي في الحلة "من بعض النواحي قد يكون لوجود بعض البعثيين في السلطة بعض المنافع." مضيفا ان البعثيين على الاقل لديهم خبرة.
وتابع "أغلب البعثيين انضموا للحزب لانهم أجبروا على ذلك أو لانهم كانوا يحتاجون الى ذلك للحصول على بعض العمل."
ويشاطر حسان وجهة النظر هذه جعفر محمد العوادي وهو مرشح على قائمة حزب الوفاق الوطني العراقي الذي يتزعمه رئيس الوزراء المؤقت اياد علاوي وهو نفسه بعثي سابق انشق وهرب من العراق في اوائل السبعينات.
قال العوادي في تصريحات للصحفيين في مقر سابق لحزب البعث صار الان مركزا لحقوق الانسان "ثمة اجراءات لضمان ألا يعود رجال صدام. اذا كان البعثيون السابقون يريدون خوض الانتخابات مع حزب اخر يتعين عليهم التوقيع على وثائق يقولون فيها ان أيديهم ليست ملطخة بدماء عراقيين." من جيدون لونج