[align=center]انطلاق مؤتمر لدعم القرضاوي [/align]

[align=center][/align]

نبيل شرف الدين GMT 10:30:00 2005 الخميس 17 فبراير

نبيل شرف الدين من القاهرة: في احتفال يقام مساء اليوم الخميس بالعاصمة القطرية الدوحة، تنطلق فعاليات المؤتمر الخاص بمناصرة الشيخ يوسف القرضاوي حيث يشارك به عدد من علماء الدين والشخصيات العربية والغربية، من بينهم عمدة لندن واحد الحاخامات اليهود، وقال د. علي محيي الدين القرة داغي المنسق العام للمهرجان فى مؤتمر صحافي "إن الدفاع عن العلماء والدعاة من اهم واجبات المسلمين، وخاصة اذا كان الأمر يتعلق بهم وهم الذين لم يبخلوا بشبابهم وحياتهم فى سبيل نصرة قضايا الإسلام، في زمن أمسى يتعرض فيه لهجمة شرسة"، حد تعبيره .

وقد وجهت الدعوة للعديد من الشخصيات للمشاركة في هذا المؤتمر، لتأييده في مواجهة الحملات التي وصفها المنسق بأنها "حاولت النيل من الشيخ وتشويه سمعته واستهداف وسطيته ومنهجه المرن الذي حارب من أجله طوال سنين حياته، كما وجهت الدعوة لكثير من خصوم الشيخ أيضاً"، حسب المنسق العام للمؤتمر .

وكان الشيخ يوسف القرضاوي قد أوضح خلال لقاء مع وزير الخارجية الفرنسي ميشيل بارنييه في القاهرة مؤخراً موقف الإسلام من معاملة المواطنين غير المسلمين والأجانب في الدول الإسلامية، وأكد أن "الإسلام يرفض خطف المستأمنين والاعتداء عليهم، خاصة إذا كانوا قد جاءوا إلى البلاد الإسلامية في مهمة إنسانية مثل الصحافيين؛ لأنهم يقومون بنقل حقائق ما يجري في العراق للرأي العام في بلادهم وفي العالم"، كما وجه القرضاوي نداءً لخاطفي الرهائن في العراق للإفراج عنهم، وخص بالذكر الصحافيَّين الفرنسيين .

والحاصل أنه ليس هناك عالم دين في جيله‏,‏ أو فقيه بين أقرانه أثار جدلا حوله‏,‏ وحول فتواه ومواقفه مثله‏، فالشيخ القرضاوي ليس مجرد فقيه فحسب‏,‏ بل أيضاً سياسي من الطراز الرفيع‏,‏ وإعلامي يجيد التعبير عما يرمي إليه بسهولة‏,‏ وداعية يمتلك أدواته الخاصة‏,‏ وقبل كل هذا يمثل طرازاً خاصاً من الفقهاء أصحاب المشروع الحضاري والسياسي اللصيق بالواقع‏,‏ رغم حفاظه الصارم علي الثوابت الفقهية والمرجعية العقائدية‏، ورجل بهذه المواصفات لا يمكن أن يمر مرور الكرام علي الأوساط التي تتلاقي أو تصطدم معه‏,‏ أو حتي تتقاطع مع نشاطه السياسي‏,‏ وانتشاره الإعلامي‏,‏ الذي يعد علامة مميزة علي حضوره الطاغي وتأكيدا علي أن الشيوخ باتوا هم نجوم هذا العصر‏,‏ وقد أفادت القرضاوي بلا شك تجربته مع قطر من جهة‏,‏ واستعداده الشخصي النابع من مرونته الفكرية والشخصية‏,‏ وصلابته الإنسانية في التصدي لخصومه ومنتقديه من جهة أخرى .

ولا تنتهي معارك القرضاوي‏,‏ بل تتسع رقعتها‏,‏ وتمتد مظاهرها بامتداد انتشاره الإعلامي‏,‏ والتصاقه بقضايا العصر‏,‏ ولعله بلا شك يعتبر من أبرز الفقهاء المعاصرين الذين يتمتعون بقدرة متميزة من خلال فهمه العميق للعلوم الشرعية‏,‏ وتجربته الميدانية في العمل الحركي‏ كما يعد من المفكرين الإسلاميين الذين يمتازون بالاعتدال‏,‏ ويجمعون بين محكمات الشرع ومقتضيات العصر‏,‏ وتجمع مؤلفاته بين دقة العالم‏,‏ وإشراقة الأديب‏,‏ وحرارة الداعية .