النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: هذا هو الحسين /

  1. #1

    Lightbulb هذا هو الحسين /

    [align=justify] هذا هو الحسين *** الفصل الاول

    ( ولاتحسبن الذين قتلو في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )

    منذو الخلق الاول لأبينا آدم (ع) مرت العديد من الانعطافات التاريخية التي كان لها الأثر ألأكبر في صياغة الانسان نحو الكمال والصلاح . وكان ابطال هذا الرحلة المضنية والشاقة هم الانبياء والأئمة ( عليهم الصلاة والسلام )

    ونحن نعيش واقعة الطف كربلاء لابد من أ لقاء الضوء على كربلاء 0 هطلت في ارضها سحابة الدم الحر الشهيد فأنبتت أجيال الشهداء الثوار و هاهي اصداء الصوت الأبي الذي أطلقه الحسين بن علي ابن ابي طالب ( عليهما السلام ) تترددفي وادي الطفوف وتقرع مسامع الأجيال وتطوف في ربوع التاريخ إعصارا يعصف بالطغاة وبركان دم يهز عروش الظالمين ويوقظ الضمائر الحرة هاهو صوته يدوي ويملأ مسامع الزمن : - ( لا أعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا أقر اقرار العبيد ) . ان رجل التاريخ اللامع هذا واسطورة الملاحم والكفاح وكلمة الآباء والشرف هو الحسين فمن هو هذا الحسين ؟ (ع) وما هي معالم هذه الشخصية الفذة العملاقة : - هوالحسين السبط بن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (ع) بن عبد المطلب بن هاشم وأمه فاطمة الزهراء ( ع) بنت محمد رسول الله (ص) ولد الحسين (ع) الشهيد في المدينة المنورة في الخامس من شعبان السنة الرابعة من الهجرة وقيل الثالث من شعبان ولد الحسين (ع) فاستقبله الأسرة النبوية بروح الحب والحنان فسماه رسول الله (ص) ( حسين) نشأ وترعرع في احضان رسول الله (ص) وبين امير المؤمنين علي (ع) وفاطمة الزهراء (ع) فارتضع أخلاق النبوة وشب على مبادىء الرسالة الاسلامية العظيمة مبادء الحق والعدل والاباء آحاطه رسول الله في طفولته بمشاعر الحب والحنان وكان يحمله وأخاه الأكبر( الحسن ) (ع) على صدره الشريف ويصرح أمام أصحابه ويعلن عن هذا الحب الآبوي الكريم ويقول ( اللهم إني أحبهما وأحب من أحبهما ) ويقول في عبارات اخرى ( أن ابني هذين ريحانتاي من الدنيا ) وكان رسول الله ذات يوم يصلي والحسن والحسين عليهما السلام يتناوبان على ظهره الشريف فباعدهما الناس عن ظهره فقال ( دعوهما بأبي هما وأمي من أحبني فليحب هذين ) وهكذا يعرف بالحسين الشهيد (ع ) في طفولته ويشخص مقامه للامه لئلا تعتذر يوما عن الجريمة الكبرى بحقه0 هذا هو الحسين في قلب رسول الله وفي عرفه وشريعته وقد نشأ في بيت من أكرم بيوتات الاسلام وأعزها وهوبيت رسول الله (ص) وتربى على خلقه ومبادئه فكان مثال الورع والتقوى وقدوة الاخلاص والزهد والعبادة قوي الشخصية شجاعا غيورأ على الاسلام والأمة ذات شخصية قيادية عظيمة شديد التمسك بالحق قوي الارادة لاتأخذه في الله لومة لائم فبهذه الصفات العظيمة وبهذه الشخصية العبقرية وبهذا المكانة الاجتماعية الفريدة صار الحسين (ع) قوه فعالة في ضمير التاريخ الاسلامي واراده حية تؤثر عبر الاجيال لقد نحت له هذا المجد العظيم تمثالا في قلوب كل حر أبي يعرف للانسانية حقها وللمبادىء والقيم قيمتها فهو مثال الحر الأبي ومثال الثائر المنتصر للمستضعف المظلوم وهو احد القربى الذين أمر الله سبحانه وتعالى بحبهم حيث قال في محكم كتابه الشريف ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزدله فيها حسنا ) وهو أحد أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس حيث قال تعالى ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) هذا هو الحسين بن علي بن ابي طالب عليهما السلام فهو شعار مدرسة وتيار كفاح وجهاد رسالي وسياسي فريد في تاريخ الاسلام لذلك ان دوره كبيرا وأثره عظيما فقد كان قوة دافعة ومحركة في احداث التاريخ الاسلامي وخصوصا الجهادي منه على مدى أجيال وقرون عديدة ولم تزل نهضة وحركته ومبادئه تتفاعل وتؤثر في ضمير الامة ووعيها 0 السياسة الاموية وواقع الانحراف الذي خطط له الطاغية معاوية وتبناه بشكله المرعب فور موته بتولي ابنه يزيد الحكم الموروث أن منح يزيد السلطة ليقود الامةالاسلامية ويخطط لمستقبلها ويحدد مسارها معناه الإنهاء العملي للوجود الاسلامي على الأطلاق وردة واقعية عن مبادىء السماء وعودة للجاهلية ولكن في ثوب جديد فيزيد هذا كما تؤكد المصادر التاريخية يغلب عليه طابع الشذوذ في شتى أفكاره وممارساته ومشاعره وان يزيد لم يتوفر له أي انفتاح واع على الرسالة الاسلامية وأهدافها العليا التي تحقق أرقى صياغة للانسان كفرد وكعضو في المجتمع ومن الجدير بالذكر ان يزيد بن معاوية هو بن ميسون النصرانية الذي ربى في حجرها وعند قومها النصارى ويحدثنا التاريخ على نشاطات مشبعة بروح الانحراف عن الاسلام مما كان بن معاوية ابن اكلة الاكباد يمارسها على مسمع ومرأى من كثير من المسلمين في بلاد الشام كاللهو الماجن واللعب الخليع وشرب الخمور ومنادمة الفتيات والغناء وكان يلبس كلابه أساور الذهب واشتهربالمعازف والصيد واتخاذ الغلمان والقيان والكلاب والدباب والقرود ومامن يوم يمر الا يصبح فيه مخمورا0 قرر معاوية أن ينصب ابنه يزيد هذا الوزغ المنحط خلقيا خليفة على المسلمين ويأخذ له البيعة بنفسه خلافا للآعراف والآحكام الاسلامية المتبعة في تعين الخليفة فأثار هذا القرار الرأي العام الاسلامي وخصوصا الشخصيات الاسلامية البارزة كالحسين (ع) وعبد الرحمان بن ابي بكر وعبد الله بن عمر وشخصيات أخرى0 ذلل معاوية الصعاب وأحكم القبضة بكل ما أوتي من وسائل المال والدهاء والارهاب ونقل ا لسلطة ورئاسة الدولة إلى ولده يزيد الفاسق مما حفز الامة للثورة وجعلها تتهأ لخلع يزيد الحاكم المفروض عليها وطبيعي عندما تشتد المحن وتتوالى الشدائد ويطوق الامة طوق الارهاب والتسلط السياسي الجائر تتجه الانظار الى رجال المعارضة وقادة الرأى التي تحمل روح الثورة والتضحيه وتعيش من أجل المبادىء والقيم ولم يكن في الامة يومها من رجل كالحسين بن علي ( عليهما ا لسلام فهو سيد قريش وسبط الرسول وأبن امير المومنين وخير رجال الامة علما وورعا وكفاءة وخلقا وليس في المسلمين من يجهل مقامة الشريف أولا يعرف شخصيتة ويزيد يعرف تعلق الامة بالحسين (ع) وشدة الحسين وعنفه وروح الوثبة والثورة فيه فكتب في الايام الاولى من تولية السلطة وبعد هلاك الطاغية معاوية رسالة الى الوليد بن عتبة بن ابي سفيان والي المدينة آنذاك كتابا جاء فيه : - أما بعد فخذ حسينا وعبد الله بن عمر وابن الزبير بالبيعة أخذا شديد ليس فيه رخصة حتى يبايعوا ) استلم الوليد رسالة يزيد وقرأ فيها نعي معاوية وعلان البيعة ليزيد وتكليفه بمهمه سياسية كبرى استدعى مستشاره مروان ليبلغه نبأ هلاك معاوية وعلان البيهة ليزيد وفي كيفية مواجهة الحسين وتنفيذ قرار يزيد فأشارعليه مروان ( أرى ان تدعوهم الساعة وتامرهم بالبيعة فأن خلعوا قبلت منهم وان أبو ضربت أعناقهم ) فارسل الوليد عبد الله بن عمر بن عثمان وهوغلام حدث الى الحسين (ع) وابن الزبير يدعوهما للحظور فقالا انصرف الأن ناتيه 0 لم يكن هذا الاستدعاء اعتياديا ولم يكون الحسين ليغفل عنه ؟ وماذا يريد الوليد في هذا الساعة أحسه الامام الحسين وابن الزبير بخطورة الموقف وأدركا أن امرا جديد قد حدث وظن الحسين (ع ) ان الطاغية معاوية قد هلك فبعث الينا لياخذ بالبيعة منا قبيل ان يفشوا في الناس خبر هلاك الطاغية معاوية وهكذ استقبل الحسين (ع) الخطه الاموية وتهأ للمواجة وأدرك المباغتة وعرف لغة التعامل مع هذا الحزب ثم قال ( لا أتيه إلا وأنا قادر على الامتناع ) ثم بعث الحسين الشهيد الى أهل بيته وحاشيته فاجتمع من حوله ثلاثون فارسا فكانو كوكبة ابطال ورجال ثورة ثم سار الى الوليد ومعه حرسه ورجاله مستعدا للدفاع متأهيا للمواجهة بهذه الروح وبتلك العزيمة وبالموقف الشجاع وبالتحدي والرفض ومن الوهلة الاولى قرر الحسين (ع) ان يجابه تسلط يزيد ويرد على الموقف السياسي الخطير فهو يعرف يزيد ويدرك عمق المأسات ويعلم ان لابد من السيف والدم والثورة والجهاد وسحب الصفة الشرعية من هذا المتسلط الطاغية بأي ثمن كان فليس في نفس الحسين (ع) الثائر الشهيد رضى ولا مهادنة وليس في لغته ضعف ولا وهن فبين جنبيه قلب علي بن ابي طالب وفي يده سيف الحق وفي نفسه نفحة النبوة وعزة الامامة وشرف الرجولة سار الحسين ليحدد الموقف ويعلن القرار ويحسم النزاع ويقول كلمة الرفض وهويمثل إرادة الأمة وينطق بلسان الشريعة ومن حوله حاشيته وأهل بيته موحيا بالمواجهة وملوحا بالموقف الصعب ومهددا بالعنف والثورة سار موكب الحسين حتى وصل ديوان الوليد وقد حضر مروان ابن الحكم 0 فاقتحم الموكب الحسيني مجلس الوليد وروح الرفض والتحدي ظاهرة على الحسين الشهيد(ع) وأجلس حرسه ورجاله في موضع بحيث يرون مكان ويسمعون قوله لئلا يؤخذ غدرا أويهاجم على حين غرة ثم احتاط للامر وأعد رجاله وحرسه للوثوب والهجوم ووضع كلمة سر بينه وبينهم 0 بدأ الحوار بعد ان سلم عليهم وجلس عليه السلام وأخبر الوليد الحسي=E[/align]

    بقلم محمد كاظم الجادري

  2. #2

    افتراضي

    [align=justify]هذا هو الحسين ***** الفصل الثاني



    محمد كاظم الجادري



    ان روح علي (ع) ما زالت تسبح بين جنبيه وقلب ذاك البطل الشجاع يربض كالجبل في أعماقه لقد رحل ابن رسول الله (ص) وهجر مدينة جده (ص) انه قادم على أمر عظيم لقد أبى البيعة ورفض الخنوع لسلطة الطاغية يزيد وما عسى الامة أن تنتظر ؟ هاهي ديار علي والحسين والزهراء قد امسى عليها ليل الفراق وأحاطتها وحشة البعد والغربة وأمست المدينة موحشة تبكي سيدها الراحل والقلوب يعتصرها الأسى والنفوس يفترسها الألم وسيغيب الحسين عن سماء المدينة نجم ليس بوسع السماء أن تلمع بمثله هاهي داره مطفأة الأنوار وها هو بيته الرفيع امسى خربة مهجورة لقد كانت بالامس تعمرها الصلاة وتتعالى في أرجائها أصوات المتهجدين ويرى الناس فيها وديعة رسول الله (ص) وبضة الزهراء البتول وبقية اهل الكساء وقد امست اليوم صوت ناعي يبكي الراحلين وقلب أسي ينعي المغتربين لقد بقيت الدار هي الأخر معلما من معالم الاحتجاج وقلعة من قلاع الصمود ومن يوم هجرها الحسين (ع) وحتى اخر عهدها يندبها الشعراء ويناجيها الأدباء لقد اصبحت الطلول تشكو غياب الحسين (ع) وتندب الراحلين في ظلمة الليل البهيم بصمتها الناطق وسكوتها المعبر وربوعها الخالية وشموخها المهيب وراح ركب الحسين (ع) يطوي الفلاة ويعد السير حتى بلغ مكة المكرمة ودخل أرض الحرام ( ليلة الجمعة لثلاث مضين من شعبان دخلها وهو يقرأ قوله تعالى : - ( ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني السبيل ) 0 حل الحسين (ع) في مهبط الوحي ومدينة السلام مكة المكرمة فنزل في دار العباس ابن عبد المطلب سرى نبأ قدوم الحسين (ع) الى مكة وانتشر خبر خروجه من المدينة ورفضه لبيعة الطاغية يزيد وبدأت الوفود والرسائل تفد عليه من ارجاء شتى وبدأ يبعث بالكتب والرسل ويدعو للثورة واسقاط سلطة يزيد وخلع بيعته التي اخذها بالقهر والارهاب والرشاوي وبدأ التكتل وعقدت الاجتماعات في أماكن مختلفه من العالم الاسلامي واستبشرت الجماهير بتحرك الحسين (ع) وكان من اثار هذا التحرك أن دبت روح الثورة في العراق مركز الحركة السياسية الموالية لأهل البيت آنذاك 0 فقد اجتمع زعماء المعارضة من أنصار الحسين (ع) في الكوفة في بيت سلمان بن صرد الخزاعي واستعرضوا الاوضاع السياسية والاجتماعية وموت الطاغية معاوية بن ابي سفيان ونتقال السلطة الى الطاغية يزيد وقرروا نصرة الحسين (ع) والانضواء تحت قيادته وعلان الولاء له فقام سلمان ابن صرد الخزاغي فالقى خطابا في الحاضرين قال فيه : - إن معاوية قد هلك وان حسينا قد تقبض ( اي اشمأز وامتنع عن البيعة ) على القوم بيعته وقد خرج الى مكة وأنتم شيعته وشعيه ابيه فان كنتم تعلمون انكم ناصروه ومجاهدوا عدوه وتقتل انفسنا دونه فكتبوا إليه واعلموه وان خفتم الفشل والوهن فلا تغروا الرجل في نفسه قالوا لابل نقاتل عدوه ونقتل انفسنا دونه قال اكتبوا إليه فكتبوا إليه : - بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليك فاننا نحمد إليك الله الذي لا اله الا هو أما بعد فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد الذي انتزى على هذا الامة فابتزها أمرها وغصبها فيئها وتامر عليها بغير رضى منها الى اخر الكتاب وسيروا الكتاب مع عبد الله بن سبع الهمداني وعبد الله بن وال واستمرت الكتب والرسائل تتوارد على الحسين (ع) وصيحات الاستغاثة تنطلق ( ليس علينا إمام فاقبل لعل الله يجمعنا بك على الحق والهدى وفي رسائل أخرى ( ان الناس ينتظرونك لا رأي لهم غيرك فالعجل العجل ثم العجل العجل ) وبعد كل المعلومات التي توفرت لدى الحسين (ع) اصبح العراق هو البلد المرشح للانطلاق واعلان الثورة وقيام دولة الاسلام الراشدة 0أنطلق ركب يوم الثامن من ذي الحجة ومضى الحسين (ع) لا يلوي على شيء فقلبة يحوم حولى مصرعة في ارض الميعاد وقطارره يستحدث الخطى نحو سرادق الشهادة واصل المسير وفي نفسه شوق وتطلع لمعرفة الاوضاع السياسية وطبيعة الرأي العام في العراق فصادفه الشاعر المعروف ( الفرزدق ) في موظع ( الصفاح ) فسأله الحسين( ع) وطلب منه ان يصور له الأوضاع التي خلفها وراءه فوصفها الفرزدق بقوله : - ( قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية والقضاء ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء ) فقال الحسين (ع) صدقت لله الأمر والله يفعل ما يشاء وكل يوم ربنا في شأن ان نزل القضاء بما نحب فنحمد الله على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر وان حال القضاء دون الرجاء فلم يعتد من كان الحق نيته والتقوى سريرته ) سرى نبأ مسير الحسين (ع) فاضطربه الموقف الاموي وشعرت السلطات بالخوف من انقلاب سياسي يطيح بعرش الطاغية يزيد فتناها الخبر الى عبيد الله بن زياد وهو والي يزيد على الكوفة فأعد جنده ورجاله ووضع خطة لقطع الطريق أمام الحسين (ع) والحيلولة دون وصوله الى الكوفة فبعث مدير شرطته الحصين بن نمير التميمي وكلفه بتنفيذ المهمة فختار الحصين موقعا استرا تيجيا يسطر على طريق مرور الحسين (ع) فنزل في ( بالقادسية )وتخذها مقرا لقيادته ونظم خط عسكريا يمتد من القادسية حتى ( خفان )[/align]

  3. #3

    افتراضي

    [align=justify]هذا هو الحسين ***** الفصل الثالث

    فأ شارو عليه بالاتجاه إلى جبل (ذوحسم) والتحصن به فاتجه الحسين (ع) هو واصحابه الى الجبل وعسكر العدو المتشكل من ألف مقاتل يزحف نحوهم بسرعة وبقيادة الحر بن يزيد الرياحي فراح الحر يضايق الحسين (ع) ويسابقه لاحتلال الموقع الاستراتيجي من الجبل فسبقه الحسين (ع) الى الموقع وأمر بخيامه فضربت كان الوقت ظهرا والحر شديدا وجيش الحر يكتوي بحر الظهيرة وخيوله تلهث من العطش ورجاله تتلوى من الضما نظرالحسين ( ع ) إليهم بأخلاق النبوة التي عامل بها رسول الله (ص) أهل مكة يوم الفتح والنصر وبرح العطف التي تربى عليها في بيت الامامة فحنى على هذا الجيش الذي جاء لمحاصرته بقلبه الكبير وشملهم بشعوره الانساني النبيل وأمر أصحابه بسقي الخيل والرجال بل وشارك هو بنفسه بتقديم الماء وارواء بعض العطاشى المتلهفين 0 كان وقت صلاة الظهر قد حان وآن للحسين (ع) ان يعرج بصلاته إلى الملكوت الاعلى بعد ان انتهى الموذن حتى قام الحسن خطيبا بين المعسكرين موضحا للحر والجند الذين كانوا معه رأيه ومبادئه ثم طالبهم بالوفاء بالعهود والمواثيق وذكر لهم الكتب والرسل التي ارسلوها إليه فسكت الجميع ولم يردوا على الخطاب 0 يئس الحر من الحسين (ع) وتنحى عنه فسار الحسين (ع) حتى انتهى إلى ( غذيب الهجانات ) ثم استمر حتى وصل الى موقع ( قصر بني مقاتل ) فنزل به وفي ساعة متأخرة من الليل أمر فتانه بالتزود بالماء والبدء بالرحيل وامتطى الحسين (ع) جواده وقد اخذ السهر والاعياء منه مأخذ فغشيه النوم لحظة ثم انتبه وهو يقول ( إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين ) فقال له ابنه علي بن الحسين (ع) مم حمدت الله واسترجعت ؟ فقال : يابني اني خفقت خفقة فعن لي فارس على فرسه وهو يقول ( القوم يسيرون والمنايا تصير اليهم ) وخترقت خيوط النور اهاب الليل البهيم وبدا وجه الصباح المليء بالاسرار والمفاجآت حتى انتهى إلى موقع يدعى ( نينوى ) فوجىء الحر برسول عبيد الله بن زياد يحمل رسالة شديدة اللهجة موجهة للحر بن يزيد الرياحي يقول فيها ( اما بعد فجعجع بالحسين (ع) فلا تنزله الا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء وقد امرت رسولي ان يلزمك ولا يفارقك حتى يأتيني بانفاذك امري والسلام ) توجه الحر الى الحسين (ع) فقرأه عليه وأطلعه على رأي عبيد الله بن زياد فقال له الحسين )ع) إذن دعنا ننزل (نينوى ) أو( الغاضريات ) أو ( شفية ) رفض الحر طلب الحسين (ع) وتذرع بالخوف من عناصر الاستخبارت والرقابة في الجيش ثم بادر زهير بن القين واقترح النزول في منطقة قريبة تدعى ( العقر ) فرض الحسين (ع) ذلك واصرعلى مواصلة المسير ليرد أرض الميعاد وليحط رحله حول سرادق الشهادة في أرض كربلاء ثم قاما الحسين (ع) خطيبا ( إنه قد نزل بنا من الأمر ما قد ترون وان الدنيا قدتغيرت وتنكرت وأدبرمعروفها ولم تبقي منها الا صبابة الاناء وخسيس كالمرعى الوبيل الا ترون الى الحق لا يعمل به والى الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقا فاني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما ) وهكذا قاد القدر المسيرة وأخذ القضاء بزمام الركب حيث الموعد والمثوى فسار ولم يقطع مسافات طويلة حتى اعترضه الجيش الاموي واضطره للنزول 0 توقف الحسين (ع) وراح يسأل وكأنه يبحث عن كربلاء ( ما اسم هذا الارض ؟ فقيل له (الطف ) فقال هل لها اسم غير هذا ؟ قيل اسمها كربلاء فقال ( اللهم اعوذ بك من الكرب والبلاء انزلو هاهنا محط رحالنا ومسفك دمائنا وهاهنا محل قبورنا بهذا حدثني جدي رسول الله (ص) 0 راحت الجيوش تتوالى وراح عبيد الله بن زياد يبعث بقواته المسلحة بشتى صنوفها وكان من ابرز الذين انتدبهم لتنفيذ الجريمة ومقاتلة الحسين (ع) هو عمر بن سعد وقد سمع يقول ويردد الشعر0 أأترك ملك الري والري رغبة **** أم ارجع مذموما بقتل حسين

    وفي قتله النار التي ليس دونها **** حجاب وملك الري قرة عيني

    وتجه نحو الحسين (ع) وهويقود اربعة آلاف مقاتل فاتخذ من نينوى مقرا لقواته وحرك عمر بن سعد جيوشه وفرسانه في السابع من محرم لتطويق الحسين (ع) من جانب الفرات والحيلولة بين آل الرسول وبين الماء ليموتوا عطشا أو يضطروا للتسلم كجزء من خطه الحرب والحصار 0 ابتدأ الزحف الآثم عصر يوم الخميس التاسع من شهر محرم الحرام وراحوا يلوحون بالسيوف والرماح والحسين (ع) جالس امام فسطاطه ينظر في صحراء الطف ويجول في آفاق الحدث الكبير ويرقب جولة الباطل وحميمة الشيطان وترتسم أمامه لوحة المشهد وتصور فصول المعركة والشهادة فيراها كوكبا تألق في سماء التاريخ وحركة لا تهدأ في ضمير الآحرار لم يكن الحسين (ع) ملتفتا الى جموع جيش عمر بن سعد وهاهيه الجيوش تحيط بظعن الحسين (ع) والنساء والصبية من آل الرسول (ص) يرقبون المحنة بقلوب حرى ونفوس واجفة والحسين (ع) يتحرك حول المخيم ويخطط لحماية الأطفال والنساء من غارات الجيش المتحفز بروح الحقد والكراهية للاجهاز على هذا الكوكبة النير واطفاء نورها من أفق الاسلام 0 وقبيل المغيب وقف الحسين في أصحابه وأهل بيته (ع) خطيبا ليخبرهم ان القوم لا يردون قتل غيره وبوسع كل واحد ان ينسحب تحت جنح الظلام وينجو من القتل فرفض الجميع ذلك وأصروا على القتال والفداء 0 جن الليل وأرخى الصمت سدوله وهدأ الطير ونامت جفون الخلائق كلها الإ آل محمد(ص) 0 باتوا ليلتهم بين داع ومصل وتال للقران ومستغفر وبين مودع وموصي باهله وابنائه ونسائه فكان لهم دوي كدوي النحل وحركة واستعداد للقاء الله سبحانه وتعالى يصلحون سيوفهم ويهيئون رماحهم فباتوا تلك الليلة ضيوفا في أحضان كربلاء وبات التاريخ أرقا ينتظر الحدث الكبير وباتت سيوفهم ورماحهم أقلاما تتها لتخط في صفحات التاريخ بمداد الدم المقدس أروع فصل كتب في عمر الانسان 0قد احاطة بهم الخيل والليل والغربة والجيش الذي راح يتكاثر ويجتمع الالف بعد الالف والمئة بعد المئة حتى امسى جيشا عرمرما 0 انقطعت ليلة الهدنة وطلع ذلك اليوم رؤوس الاسنة والرماح والاحقاد وهي مشرعة لتلتهم جسد الحسين (ع) الطاهر 0 عبأ عمر بن سعد رجاله وفرسانه فوضع على ميمنة الجيش عمر بن الحجاج وعلى ميسرته شمر بن ذي الجوشن وعلى الخيل عروة بن قيس وعلى الرجالة شبث بن ربعي واعطى الرية دريدا مولاه نظر الحسين (ع) الى الجيش الزاحف وتامل به طويلا ولم يزل الحسين (ع) كالطود الشامخ قد اطمأنت نفسه وهانت دنيا الباطل في عينه وتصاغر الجيش أمامه فكان وأصحابه كما قال الشاعر فيهم :- لبسو القلوب على الدروع واقبلوا *** يتهافتون على ذهاب الأنفس ) فلم ترهبه كثرة الجيوش ولم توهن عزيمته كثافة الصفاح والآسنة بل استشرق من عليائه الروحي المتعال ورفع يدي الضارعة والابتهال الى الله سبحانه وراح يناجي : - اللهم انت ثقتي في كل كرب وانت رجائي في كل شدة وانت لي في كل امر نزل بي ثقة وعدة كم من هم يضعف فيه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو انزلته بك وشكوته اليك عمن سواك ففرجته عني وكشفته فانت ولي كل نعمة وصاحب كل حسنة ومنتهى كل رغبة 0 وهكذا استغرق الحسين (ع ) في لحظة مناجاة وموقف روحي أخاذ والجيوش تقترب والجند تجول الميدان والحسين (ع) قد حصن مخيمه واحاط ظهره بخندق أوقد فيه النار ليمنع المباغتة ولالتفاف من الخلف وليحمي النساء والاطفال من العدوان المحقق 0 طلب الحسين (ع) من جيش يزيد بن معاوية ان ينصتو لكي يكلمهم الاانهم أبو ذلك وعلا ضجيجهم ولغطهم إلا أنهم في النهاية سكتوا فخطب فيهم الحسين (ع) معاتبا لهم على دعوتهم له و تخاذلهم كما حدثهم بما سيقع لهم بعد قتله على أيدي الظالمين من ولاة بني امية عهد إليه من جده (ص) وأبيه (ع) وهو ما تحقق فعلا وخص قائد الجيش عمر بن سعد الذي كان الطاغية يزيد يمنيه بجعله واليا على بلاد الري وجرجان بأن حلمه ذاك لن يتحقق وأنه سوف يقتل ويرف رأسه على الرمح 0 ثم قال عليه السلام : - تبا لكم ايتها الجماعتة وترحا أفحينا استصرختمونا ولهين متحيرين فأصرخناكم مؤدين مستعدين سللتم علينا سيفا لنا في ايمانكم وحششتم علينا نارا اقتدحناها على عدوكم وعدونا فأصبحتم إلبا على أوليائكم ويدا عليهم لأعدائكم بغير عدل افشوه فيكم ولا أمل أصبح لكم فيهم الإ الحرام من الدنيا انالوكم وخسيس عيش طمعتم فيه من غير حدث كان منا ولا رأي تفيل فهلا لكم الويلات إذكرهتموها تركتمونا فتجهزتموها والسيف لم يشهر والجأش طامن والرأي لم يستحصف ولكن اسرعتم علينا كطيرة الدبا الى اخر خطبته الالعنة الله على القوم الناكثين الذين ينقضون الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا فانتم والله هم الا ان الدعي ابن الدعي قد ركزه بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من ان توثر طاعة اللئام 0 ثم انشد ابيات فروة بن مسيك : [/align]

    فأن نهزم فهزامون قدما **************** وان نهزم فغير مهزمينا

    وما ان طبنا جبن ولكن **************** منايانا ودولة آخرينا

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني