المرأة العراقية و الوضع الراهن
تعتبر المرأة نصف المجتمع و جزء حيوي و مهم لنجاح أي مجتمع
أو دولة و أي ضرر يصيبها و يعكر مسيرتها سوف يؤثر على
كافة المجالات و إذا ألقينا نظرة شمولية اتجاه المرأة العراقية فأننا
نجدها معذبة و تعاني بشدة فسوء و تدهور الوضع الأمني و العصابات الوحشية
التي تهدد و نفذت عدة عمليات اتجاه نساءنا ساهم في تدمير
مسيرة المرأة العراقية و توقف مسيرتها الناجحة و التي نحتاجها ليتم اكتمال
مسيرة التطور و حرمان جزء حيوي و ضروري كنا بأشد الحاجة إليه
و لذلك كافة مجالات الحياة سوف تكون ضعيفة و ناقصة لفقدان العنصر
النسائي فيها فبناتنا لا يذهبن للمدارس و لا الجامعات و عدد كبير من دوائر
الدولة تفتقر للعنصر النسائي بشكل كامل فكيف سوف ننصف المرأة
العراقية و هي محرومة من كل هذه الأدوار و المناصب و نجد أيضا
لسوء الحظ عائلات حكمة على بناته بالسجن بين محيط البيت
و تضيع سنوات عديدة من عمرها و هي لم تستفيد من أي
علم أو مجال عمل و لم تفيد شعبها و وطنها و أصبحت كالعصفور
المحجوز في قفص تريد أن تخرج منه لكي تعرف و تتذوق
معنى الحياة و تدرك مجريات الأمور و الواقع الذي تعيش فيه فتعليم
و عمل المرأة أمر مشروع و يجب على كل فتاة أن تحصل
على أكبر قدر من العلم و المعرفة و أن تجد عمل مناسب
لها و أن تحصل على كافة الحقوق التي يحصل عليها الرجل فمثلما
الرجل هو نصف المجتمع فالمرأة هي أيضا تمثل النصف الأخر و حرمان
حقوق نصف من هذين النصفين سوف يسبب في اهتزاز المعادلة
و شعور نصف المجتمع بالحرمان و الحاجة لن يفيد شعبنا و وطننا بشيء
بل أننا سوف نخسر المعلمة التي تربي أبنائنا و الموظفة التي
تنجز و تدير خدماتنا و الطبيبة التي تنقذنا من المرض و الأهم من
ذلك أنه عندما يقوم مجتمعنا بتأسيس و تكوين أم متعلمة و مثقفة
فأنها سوف تساهم في بناء جيل متين و قوي حصل على
الرعاية و الاهتمام و ساهمة الأم المتعلمة في تثقيفه و تنمية قدراته و نصحه
و توضيح أخطاءه لكي لا يقع بها مرة أخرى و بذلك لن نقلق
على وطننا و شعبنا لأن أبناءه حظوا بالرعاية و الاهتمام على يد
أمهات قاموا ببنائهم بالتعب و الجهد و العلم فلذلك رعايتنا و اهتمامنا بالمرأة
العراقية و تقديم العلم و العمل لها و توفير الفرص لها لكي تتطور
و تتقدم يجعلنا ننهض و بشكل سريع نحو الأفضل في كافة الميادين
و ننهي سنوات الظلام التي حاطت بالمرأة العراقية و إعاقة مسيرتها و فرصتها
بتقديم الدعم و العون لخدمة شعبها و وطنها
حسين علي غالب
babanspp@maktoob.com
http://baban123.jeeran.com