البناء الديمقراطي ليس أمرا سهلا
أصبحت الديمقراطية كلمة على كل لسان و الكثيرين من العراقيين باتوا
يؤكدون أن وطننا أصبح ديمقراطي بالكامل و هذا هو الخطأ لأن
مفهوم الديمقراطية عند البعض هو فتح باب المشاركة لجميع أبناء
الوطن و لكن هذا شيء واحد من عدة أمور تتعلق بترسيخ
العمل و البناء الديمقراطي في وطننا فالنقد و التوجه المعارض و أساليب و طرق
عديدة تعتبر أيضا من أساسيات البناء الديمقراطي فالديمقراطية كلمة تعني
الكثير و تنفيذها ليس بالأمر السهل و اليسير فإذا أطلعنا على الدول
الديمقراطية في العالم نجدها ما زالت تنادي بتطوير العمل الديمقراطي و توسيع
رقعة المشاركة الجماهيرية ففي البرلمان البريطاني ينتقد الوزراء لأنهم لا يسمحون
لموظفين وزارة معينة بتوجيه الانتقادات بشأن عمل الوزير و كفاءته فهل
في العراق وصلنا إلى هذه المرحلة و كذلك يذكر مركز الدراسات
الديمقراطية الأمريكية في واشنطن بأن أمريكا أصبحت دولة غير ديمقراطية
فأغلب القرارات التي اتخذتها الحكومة الأمريكية غير جيدة و سببت الأضرار
للشعب الأمريكي و أن على الحكومة الأمريكية فتح باب التواصل مع
الجماهير و أن أي قرار تتخذه أمريكا يجب أن يصوت عليه
الشعب بأسلوب معين و أن لا يفاجأ بتنفيذ أي قرار من دون
علمه و أن تحترم الأغلبية المعارضة لأي قرار و يؤخذ برائيها و تكون
مشاركة بصنع القرار لأن صنع القرار يجب أن لا يصبح حق
فقط للمسؤولين المختصين في الحكومة فأين وطننا العراق من هذه
المستجدات و الأحداث و كل ما بدأنا به في سلم البناء الديمقراطي هو
ثلاث أمور وهي بعمل الأحزاب و التيارات المختلفة و إجراء الانتخابات و حرية
الصحافة و على هذه الأمور الثالثة نجد قيود و ضوابط مما يعيق
تقدمها فمن ينادي بالديمقراطي فعليه أن يقوم بتنفيذها بحرية و بكل
رحابة صدر و أن يطلع على تجارب الآخرين لأنها تفيده في تجربته
حسين علي غالب
babanspp@maktoob.com
http://baban123.jeeran.com
http://www.baban.biz