ليس هنالك امر لا يحتاج الى جدال اكثر من العبث الإرهابي الذي تمارسه عصابات الوهابية المستوردة الى العراق .. أقول الوهابية من باب تسمية الأشياء بأسمائها ومن باب الدفاع عن سنة العراق وحقوقهم .. وتنزيههم عن وزر هذه الجرائم .. وليس لهذه العصابات من هدف ولا برنامج الا ما حشت عقولهم به مدارس التكفير التي مازالت عامرة في قلعة الإرهاب العالمي " السعودية " .. فلا عدو امامهم إلا الشيعة وقد حانت لهم الفرصة كي يمارسوا شهوتهم الإجرامية بحق المواطنين الأبرياء .. وقد كنا نقرأ معلقات الحقد والضغينة في المنتديات والكتب والفتاوى .. ولكن لم يكن الخيال ليمضي بنا الى الحقيقة حتى رأيناها .. لا شئ ابدا يحول بين هؤلاء وبين تنفيذ اكثر الجرائم خسة وانحطاطا ونذالة .. وهم انفسهم لا يخفون حقيقة بغضهم المقيت الذي لا يقوم على اي اساس غير الخلاف المذهبي للشيعة .. وقد اثبتت الوقائع بأن لا شغل لهؤلاء بالإحتلال والجهاد .. فالجهاد عندهم هو تفجير أنفسهم في المواطنين الأبرياء وحسب .. وأكدت حقائق الواقع ان لابد ان هناك خيطا ما بين هذه المجاميع من الذئاب البشرية وقوات الإحتلال ليس اقلها هذه القدرة الغير طبيعية على التنقل والضرب .. تحت نظر الإحتلال بل ربما دعمه الميداني .. ولعل ما نشرته اخيرا جريدة الحياة من تحقيقات عن عصابات الوهابية في الأردن .. وما فعله المجرم الزرقاوي من جلب زوجته الثانية الى العراق خوفا عليها من الإنتقام في الأردن مع انه ينتمي الى واحدة من اكبر القبائل الأردنية " بني حسن " .. يؤشر الى شعور هذا المجرم بحالة أمان غير طبيعية .. لا يمكن ان تستقيم مع ما يدعيه لنفسه من عداء للمحتلين .. ولا مع ما تدعيه قوات الاحتلال وحكومتها المنصبة على العراقيين من بحث حثيث عن هذا المجرم وعصابته ..
جرائم هؤلاء الإرهابيين لا تمثل استهانة بأرواح البشر وحسب .. وانما إمعانا وتصميما على إزهاق الأرواح لا لذنب ارتكبته .. وإنما لإنها أرواح رافضة كفار كما تعلموا من اشياخهم ومربيهم .. ومع ان عمليات هؤلاء كانت تتستر بمقاومة الإحتلال في استهداف الشرطة او الحرس .. الا أن حقيقة هذا الإستهداف كان طائفيا محضا .. لا علاقة له بشبهة التعاون مع الاحتلال .. ثم لم يصبر هؤلاء على مثل هذا القناع فكشفوا عن حقيقتهم البشعة .. القتل على الهوية من أجل القتل ولا شئ أكثر .. فصاروا يستهدفون تجمعات المدنيين بدون رحمة ولا شفقة ..
ومن الواضح ان الأنظمة العربية قد عقدت اتفاقا مع هذه الجماعات الإرهابية .. نجاتها من الملاحقة في بلدانها مقابل انتقالها الى العراق .. لتضرب عصفورين بحجارة واحدة .. الخلاص من عبث هذه الجماعات .. وقتل الشيعة .. ولا يخفف من هذه الحقيقة وجود بعض العمليات الارهابية المتطرفة القليلة جدا - قياسا بحجم التحركات الإرهابية المصدرة الى العراق - في بعض بلدان الخليج ..
ليس من حق احد ايا كان ان يسلب الناس حياتها .. فكيف حين تصل الأمور الى حد الإبادة الجماعية .. وصدق ابو البلاغة حينما قال : من أمن العقوبة أساء العمل .. ومع كل بشاعة الجرائم الارهابية لم نر ردا يتناسب مع هول هذه الجرائم .. وهذا ما يشجع الإرهابيين على ارتكاب المزيد من الجرائم ..
ومن اجل العراق وسلامته وحق شعبه في الحياة .. لابد ان ترتفع المشانق .. بل أن يصلب الإرهابيون وهم احياء بدون هدر الوقت في محاكم وإجراءات قضائية ..
وفي كل بلدان العالم حتى اكثرها ديمقراطية .. هناك حالات استثنائية توجب محاكمات وقوانين استثنائية .. وليس ما هو اكثر استثناء مما يجري في العراق اليوم ..
ولست لآمل من الحكومة القائمة أن تقوم بخطوة حاسمة في هذا الإتجاه فمثل هذه الخطوة قد تردع الإرهابيين من القدوم الى العراق .. وهذا ما لا تريده قوات الإحتلال التي تريد ان تجعل العراق ميدانا للصراع مع الإرهاب .. بصرف النظر عما يلحق مثل هذا الصراع من اضرار بالشعب العراقي .. فكل العراقيين فداء لقادسية بوش العظيمة .. وكأنه لم تكفهم قادسية صدام ..
المبادرة المحلية هي المطلوبة من مجالس المحافظات .. وقضاء المحافظات دون اللجوء الى السلطة المركزية او انتظار رأيها .. وإن أمكن فمن المواطنين انفسهم دون الإستعانة بالسلطات .. حينما يلقون القبض على ارهابي او المبادرة الى السجون حينما يسمعون ان فيها إرهابي .. لكسرها واخراجه منها وتعليقه بدون رحمة ولا إبطاء ..
لا حياة للإرهابيين القتلة .. ومن يأتي بهم او يسهل امرهم .. او يؤيهم او يقدم لهم العون بما في ذلك النقل والدلالة واعداد المتفجرات .. أو يفتي لهم او يبرر جرائمهم ..
نصب المصالب .. وهدر دم من يشارك هؤلاء الإرهابيين من العراقيين .. أول المهمات الوطنية ..