بعبع هيئة علماء السنة: بين الحقيقة والوهم

0الشيعي تابع لمرجعيته 000 ولكن السني مرجعيته تتبعه
.الهيئة عبارة عن مؤسسة لاحول لها ولا قوة
.هل اتعضنا من اعترافات التلفزيون؟


لقد وقع عدد ليس بالقليل من شيعة العراق (وليته انحصر في عامتهم) في خطا، قد يكون فادحا في مثل هذه الظروف الحساسة الحالية.

والمرجح ان سبب حدوث هذا الخطا هو لفقدان الاحتكاك، سواءا بالصداقة او القرابة، بالسنة (وحتى بالمستبصرين منهم). فلا نستبعد انهم (هولاء الشيعة) لم يداوموا في مدرسة اعدادية او جامعة او سكن في مدن او احياء مختلطة بين السنة والشيعة. وان كانت لهم صداقات و"احتكاكات" فهي محصورة على الانترنت (بالتوك ومنتديات). وهذا الاحتكاك (الانترنتي) قطعا لا يغني من احتكاك الزاد والملح والمجالسة والمذاكرة (المدرسية) والممازحة والمزاعلة والمصاحبة وامور اخرى تجعلهم يتفهمون العقلية السنية. علما ان الاحتكاك الانترنتي هو غالبا مع الشرذمة الوهابية.


وهذا الخطأ هو
ان هولاء الشيعة يعاملون اهل السنة وكانهم مثلهم ........... شيعة !

قد يبدوا هذا غريبا للوهلة الضاهرية الاولى. ولكننا نؤكد انها الحقيقة
فخطا هولاء الشيعة يتمثل في انهم يعممون "ظروفهم" الدينية والعقائدية على غير الشيعة.

فظروف الشيعي الدينية والعقائدية تحتم عليه، مثلا، الانقياد والتبعية الى مرجعية (معينة)، يلتزم في فتاواها وقراراتها، وهي التي تتحكم في حركاته ونشاطاته سواءا سياسية او اجتماعية.

في حين ان "الظروف" الدينية للشخص السني ليس فقط مختلفة، بل 0000000 عكسية تماما. ففي حين ان الشيعي يتبع المرجعية فان السني مرجعيته هي التي تتبعه (فرق 180 درجة)

اما كيف يحدث هذا 000 فهو ببساطة، وحيث انه لا يوجد عند الفرد السني عقيدة التقليد فضلا عن اتباع "الاعلم".
فانه اذا وجد في مؤسسة دينية (او مسجد) اي توجه او فتوى او قرار يتعارض مع "هواه"، ، فبكل سهولة يقفز الى مؤسسة "توالمه"، وما اكثر المؤسسات والمساجد، وما اكثر توجهاتها المختلفة.

فان كان هواه مع التطرف والارهاب فانه ينضم الى مجموعة وهابية سلفية بن-لا-دينية، وان راى مصلحته مع الاعتدال انضم الى مجموعة معتدلة، وان راى في نفسه الخشوع والتصوف (مثلا) اصبح صوفيا 00000 وهكذا. بل ان لم يجد ما يناسبه (ويوافق اهوائه) فلا يتحرج من اختراع اتجاه جديد بالمرة، او يعتزل الدين كليا.

فليس فقط ان الفرد السني غير ملتزم بهيئة حديثة لا يعلم من اين اتت والى اين تتجه ومن هو ناعقها وقائدها وسائسها، بل هو غير عابيء باعلى هيئة سنية تاريخية، الا وهي الازهر "الشريف".

--

الهيئة نعمة وليست نقمة

بلا شك ان الجماعة قد عملوا من حبة الهيئة كبة، ونفخوها الى اكبر من حجمها الطبيعي.
وكل ما حققوا هو ان جعلوا من الهيئة كيس ملاكمة للتدريب وتقوية العضلات، لا يسمن ولا يغني من جوع ويشتت الجهود والطاقات (والمواضيع والمداخلات) في احسن الاحوال. وفي اسوئها تحقيق الاهداف الخبيثة للطرف الثالث.

يمكن اتخاذ طريقين اخرين (غير كيس الملاكمة) للتعامل مع الهيئة من قبل هولاء الشيعة (ليس كل الشيعة مبتلين بظاهرة "تبعيع" الهيئة):
اولا- ان يتجاهلوا الهيئة كليا. ليرتاح بالهم (وبالنا)، وليركزوا بدلها على سبب عدم تشكيل الحكومة بعد مرور 3 اشهر من انتهاء الانتخابات (نرجوا الاتصال بكتاب غينيس للارقام القياسية).
ثانيا- على الاقل، الاستفادة من استنكارات الهيئة وتفريقها للمقاومة بين شريفة (ضد المحتل) وخبيثة (ضد الشعب)، لا لشيء سوى لإحراج من يكفر الشيعة علنا ويدعوا الى قتالهم ويقوم بقتلهم لانه يعتبرهم اخطر من اليهود والنصارى.
--

اعترافات التلفزيون

من المؤسف ان نرى هولاء الشيعة وقد اصبحوا غرضا لطرف ثالث استغل عاطفتهم ضد للهيئة. فقام هولاء (الاعداء) بتغذية وتعميق الكراهية والمحاربة ضد الهيئة، والتي قطعا تعتبر رمزا لسنة العراق، على الاقل من وجهة نظر غير العراقيين.

فعلى سبيل المثال: عندما عرضت احدى الفضائيات "اعترافات" لـ"ارهابيين" وهم يصرحون بان الهيئة ليست فقط ضالعة في التفجيرات والاغتيالات بل انها هي التي خططت ودعمت وزودت ومولت وزكت وصامت وصلت على اغتيال احد خطباء الجمعة المعروفين.
فحينها راينا كيف ان هولاء (الشيعة) قد قرعوا طبول الحرب. ولم يتركوا منبرا الا وشهروا وعبئوا (النفوس) ضد هذا العدو اللدود (الهيئة).

ثم لم ينسوا ان يشكروا ويمتنوا للفضائيات "الجريئة" التي فضحت هيئة "التفخيخ والاختطاف والعفالقة" بقيادة حارث "الرذيلة والاجرام".

وفي خضم هذه العاطفة الجياشة وبعد هذه الاعترافات ومع الملاحقات الحكومية والجوائز (المليون دولارية) الامريكية لمن يقبض على "الزرقاويين"، لم نرى هولاء الشيعة يتسائلون (او) يستفسرون عن:

لماذا لا يقوم الطرف الثالث (الحكومة و امريكا واخرين، لا تعلمونهم نحن نعلمهم) باعتقال الهيئة 000000 ولحد يومنا هذا؟