الائتلاف ينتحر في كركوك!!

إن التوقيع على الاتفاق الذي تم في 13-4-2005 بين كتلة الائتلاف والتحالف الكردي والذي بموجبه سيتم تفعيل هيئة التطبيع غير القانونية عملها خلال مدة لاتتجاوز شهرا واحدا بعد تشكيل حكومة الدكتور الجعفري والذي يعني طرد 80,000 عائلة عربية وتصفيتهم من كركوك واللذين عاشوا فيها اكثر من ربع قرن وولد وكبر أبنائهم فيها واعتبارهم غرباء! رغم ماتحمل هذه الكلمة من أبعاد غير حضارية وأخلاقية لاتعبر عن وجه العراق الجديد ثم جلب واسكان اكثر من 100,000 عائلة كردية لاصلة لهم ولا لآبائهم وأجدادهم في كركوك من قبل ولايملكون دارا ولاعقارا ولاأراضي لهم فيها قد أثار دهشتنا كانسان أولا وكمواطنين عراقيين ومسلمين وتركمان ثانيا , أنها أول ظاهرة ترحيل جماعي ديمقراطي كردي _ائتلافي قسري إلى جهنم وبئس المصير!! وبتعبير عصري أنها سياسة تغيير ديمغرافي سكاني بكل أبعاده الشوفينية في وضح النهار .

إذا كان العرب لا يستحقون فان الأكراد لا يملكون فلماذا المجازفة بالترحيل والتغير الجماعي للقوميات في كركوك وبهذه السرعة ودون النظر إلى عواقبها وانعكاساتها الاجتماعية الخطيرة والأولويات الوطنية ؟ إن أسباب إصرار الأحزاب الكردية على كركوك أصبحت معروفة للجميع لنياتهم المعروفة في الانفصال في المستقبل , ولكننا نتساءل من الائتلاف الشيعي لماذا انتم!!

لقد تبينت أن هناك سياسة متعمدة من كتلة الائتلاف في تجاهل واقع التركمان وحقوقهم وان الاتفاقية كشفت هذه الحقيقة لكل ذي بصيرة في السياسة إنها سقيفة جديدة ومحاصصة على مبدا منا أمير ومنكم يا أكراد أمير (وباقي الناس كلهم تراب) . نعم لقد دهشنا عن اتفاقية يقطر منها الدم والحقد وسوء النية والتآمر والعنصرية والشراهة في الأطماع والالتفاف على ثقة وصوت الشعب العراقي . كيف يجيز الائتلاف على نفسه أن يوقع على وثيقة استسلام لارادة حزبين كرديين لا يمثلان كل المجتمع الكردي الذي لا يتجاوز تعداد سكانه الحقيقي الثلاثة ملايين والنصف في العراق .

لو أن هذا الاتفاق عقد بتوقيع أية جهة لأتهمناها إلى ارتباطات مشبوهة ولكن أن يتم التوقيع عليها وبهذا الشكل المذل ومن قبل جهات لانتهمهم ونحترمهم هزنا من الأعماق ووضعنا على يقين جديد بان ربان السفينة عزم على الانتحار وغرق السفينة ومن فيها. ثم نتساءل مرة أخرى هل كل هذه المفاوضات والتأخير على بضع كلمات رجاء خجولة وضعتموها في الاتفاق للدفاع عن أنفسكم وهي عمليا لا تعني شيئا أمام تفاصيل الاتفاق التي أملتها إرادة الحزبين الكرديين فمنعت سيادتكم في دولة الشمال وردعتكم عن التدخل في شوونها وفرضت عليكم احترام سيادتها وطالبتكم بالإسراع في تنفيذ مشروع التكريد لكركوك وفق المادة 58 من التفسير الكردي لتلمود المرحلة الانتقالية! .

إن الاتفاقية وادبياتها تعتبر سابقة خطيرة وأول وثيقة مدانة وطنيا وإنسانيا في تاريخ المرحلة الجديدة وقد يغمز البعض من خلالها لدور المرجعية الدينية وهي منها براء فتكونون قد أسأتم إلى المرجعية عن عمد وسبق إصرار. إننا نعتقد أن هناك أطراف مهمة أعطت صورا غير واقعية عن حالة البلاد للمرجعية سواءا على مستوى إدارته أو نزاهة الانتخابات غير النزيهة وقضية كركوك والتركمان والترحيل والأكراد وغيرها, وإلا يصعب تصديق أن تبارك المرجعية فكرة خطيرة على مستوى منح الشرعية للنظام دون أن تعقب على تفاصيلها ومخالفاتها الخطيرة.

فالأحزاب الكردية لا يهمها أن تقيم الشيعة حتى حكومة ولاية الفقيه في بغداد إذا ما هيأت لهم مقدمات الانفصال . ويبدوا أن الائتلاف قد أخذ في لحظة نشوة على حين غرة فوقع على الاتفاق .
إن مضمون الاتفاق تجاهل وصادر وازدرى بحقوق التركمان ورغبة الشعب العراقي أرضاءا لجشع قادة الأحزاب الكردية في إطار مساومات من اجل بضعة شهور من شهر عسل في حكومة ناقصة السيادة في ظل سيادة الاحتلال وإذا كانت مبررات هذه الاتفاقية وأمثالها ناتجة من ضغوطات أمريكية كبيرة, نتساءل أليست هذه تمارين لتنازلات أخرى على مستويات اكثر خطورة ( فمن ظلم ظلم ) .

أن العملية وبعلمكم اليقين هي تغير ديمغرافي عنيف ونحن أبناء كركوك وأهلها أدرى بما فيها نوكد بان الأكراد لا يمثلون من مدينة كركوك 10% من بناءها وسكانها وينحصر وجودهم في أحياء صغيرة تقع على مخارج مدينة كركوك إلى السليمانية واربيل في رحيم أوه وشورجة والإسكان, معظمهم قدموا إلى كركوك في العقود الأخيرة من قرى شمال العراق للعمل , ومن أراد فاليتحقق. فهل الائتلاف يا ترى من السذاجة أن يوقع على بياض دون أن يطلع على واقع كركوك أو يتحدث إلى أبنائها أو يزورها ؟ لا ندري وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم!! .

وفي هذا الصدد وللتاريخ نوكد بالأرقام بان العرب في كركوك لم يسكنوا إطلاقا في أراضى أو دور تابعة للأكراد وقضيتهم مع التركمان وأهالي تسعين بالخصوص وهولاء لا يجيزون طردهم من كركوك بأية وسيلة ويعتقدون حل مسالة الأراضي وبعض العقارات عن طريق مداخلة الدولة في تعويض أصحابها ولما كان الاتفاق يتضمن انحيازا فاحشا للأكراد وعلى حساب التركمان وإيذاء العرب فأننا ننتظر من كل أعضاء الجمعية الوطنية من ممثلي التركمان أو من يشغلون مواقعهم:

1- إعلان رفض الاتفاقية والاحتجاج على بنودها التي تمس الواقع التركماني بكل مستوياته وتتجاوز عليه.
2- تحذير الائتلاف عن خطورة الاتجاه الجديد والاتفاقات الثنائية . وان الشعب لم يعط لهم شيكا على بياض, فان هناك مسوولية أخلاقية وقانونية شرعية وتاريخية لكل خطيئة أو خطا.
3- لان معظم أ التركمان الشيعة صوتوا للائتلاف على أساس مباركة المرجعية له فحسب فيلزمهم وممثليهم في المجلس الوطني تقديم الحقائق الموضوعية للتركمان وقضية كركوك والأشد مضاضة ظلم ذوي القربى (الائتلاف) إلى المرجعية الدينية والرأي العام.
4- الانسحاب من الائتلاف لفقدان مبررات وجودهم فيه حيث لم يتم اعتبارهم في أية مفاوضات مع الأكراد بشان كركوك ولم يشاركوهم فيها رغم كونهم الأكثرية السكانية والأصيلة مما يعتبر إساءة مقصودة من الائتلاف ولن يقبل التركمان أن يتعرض ممثليهم إليها أبدا .

Sanli149@hotmail.com
14-4- 2005 استراليا
ناصر العاملي