جزاك الله خير الجزاء .. يا عبد الهادي الدراجي
كتابات - راسم المرواني
حادثة المدائن ، وغيرها من السيناريوهات التي تبذل قوات الإحتلال مجهوداً جباراً لإشعالها ، لم تعد خافية على ذي لب ، والمسألة التي يجب أن نلتفت اليها وأن ننظر اليها بعين الإعتبار ، هي الفهم الواعي لما يدور في الساحة العراقية .
فمن البديهي أن من يقومون بأعمال الإرهاب هم أحد الفئات التالية :-
1- دعاة الطائفية ، من المستوردين ، والذين تحكمهم فتاوى آل مروان الكلاب ، وهؤلاء يعملون ضمن الأجندة الأمريكية الصهيونية – بوعي أو بغير وعي – ويسعون جاهدين لخلق الفتنة الطائفية ، تحت مسميات الجهاد أو تناول وليمة ( غداء ) مع رسول الله (ص) ، وغيرها من التوافه التي توارثها هؤلاء كابراً عن كابر .
2- البعثييون الإنتهازيون، الذين باعوا شرفهم وضمائرهم للمحتل ، كما باعوها لصدام من قبل ، وهؤلاء لا يهمهم أمر الوطن بشئ ، ولا يهمهم سنة ولا شيعة العراق ، فهم أول من بادر لبيع المرتسمات والخرائط للمحتل ، وهذا شأنهم وصفتهم التي توارثوها عن سيدهم المقبور .
3- المجندون الموظفون الحقيقيون في دوائر الــ CIA والموساد الإسرائيلي ، وهؤلاء يسعون جاهدين للرقص على أطلال الوطن الذي ستهدمه – لا سمح الله – نيران الفتنة الطائفية ، والحرب الأهلية .
ورأيت من الظروري أن أدون للقارئ الكريم ما رأيته في مدينة الصدر ، إبان انتشار أخبار أحداث المدائن ، فقد تجمع كم هائل من الفتية الموشحين بالسواد ، من عناصر جيش المهدي ، بوجوه محتقنة ، وأيادي تضغط على السلاح ، وهمهمة تكاد تشبه الحمحمة ، كلهم يريد أن يقتص لدماء الشيعة ..وكلهم يسأل صاحبه :- ها .. بماذا أمر السيد القائد ؟؟؟
والبعض كان يروح ويجيء الى مقهى يقع عبر الشارع ، جهة مكتب السيد الشهيد الصدر ، هذا البعض كان ينقل للمتجمهرين آخر الأنباء من شاشة التلفاز ، وينقل لهم ما يصرح به الساسة وغيرهم .
هذا في الوقت الذي كانت فيه ( الشاحنات ) بانتظار ركوب الفتية ، للتوجه الى المدائن ..
لنتخيل أن عبد الهادي الدراجي ، أطل علينا – أو على هؤلاء الفتية – عبر الشاشة ، مصرحاً بأن دماء الشيعة تراق الآن على أبواب المدائن ، وأن أعراض الشيعة تنتهك الآن .. فماذا يبق لهولاء الغيارى سوى امتطاء الشاحنات ، والذهاب الى المدائن ؟؟
وماذا لو وصلوا المدائن ؟؟هل سيبقى ذيول المحتل ، وذيول البعثيين ، وذيول الفتنة ، في المدائن ، أم أنهم سيهربون من المدائن كما هربوا من الفلوجة ، وتركوا الشرفاء – وحدهم - يقاتلون عن دينهم ووطنهم ؟؟
وماذا سيفعل شباب مندفع حين لا يرى أحداً هناك ؟؟ أتراه يرعوي عن أن يهجم – في ساعة غضب – على العوائل والمساكن ؟؟؟ وهل يمكن حينها أن نسيطر على هؤلاء الأبطال أم أنهم سيندفعون ؟؟؟
وماذا لو هجم جيش على المدائن ؟؟
ألا تنشط أقلام أعداء التيار الصدري ، ليتخذوا من هذه الفتنة ذريعة ليكيلوا الشتائم والسباب لــ ( مقتدى الألق ) متهمين إياه بأنه كما قال السيد الحكيم ( زعطوط ، وطفل ، ومخربط ) ، ثم تنصب عليه ( المتشيعة ) أشعارها ، وتبدأ بنهش لحمه ، كما نهشت لحم أبيه من قبل ؟؟؟
وما هو موقف الحكومة من هجمة أتباع مقتدى ، وأي حال سئؤول اليه الأمور حين يتقاطع عمل لواء الذئب والحرس والشرطة العراقية ، ألا يتخذون منه ذريعة لشن حرب جديدة ومفبركة ضد مقتدى وأتباعه ؟؟
ولو أن جيش المهدي ، هجم على المدائن .. أفلا يتخذ أهل الرعونة والحقد من القادة العرب من ذلك ذريعة ، لحماية أهل السنة من تكالب الشيعة ؟؟ ألا ينصبون مآتمهم متباكين كالأيامى على مجد صدام المضاع ؟؟؟ ألا يتخذون منها ذريعة لأن يرسلوا المزيد من مفخخاتهم الجبانة لكي يطال بها عموم العراقيين سنة وشيعة ؟؟ وبذلك يمكن أن نفتح الباب على مصراعيه لعبد الله ابن القزم الذي يخشى الهلال الشيعي ، وغيره من طوال اللحى ، قصار الدشاديش ، ليجعلوا من العراق ساحة للقتل ، وبذلك نكون قد خضعنا للمشروع الإسرائيلي الذي يفكر أن يختزل نفوس العراقيين الى سبعة ملايين فقط ...
أعتقد أن الدراجي كان موفقاً في تصريحه الذي كتم أنفاس فتنة طائفية وقى الله شرها .
أما الذين يتحدثون ويصرحون من بلدان ما وراء جبال الثلج ، فنقول لهم ..أكرمونا بصمتكم ، ولا تشعلوا جذوة حرب أنتم عنها بعيدون ، ومنها آمنون ، ودعونا نلتف بوعي حول وحدتنا ، فنحن نعرف ما يريده المحتل ، وأهل مكة أدرى بشعابها ..
أما إذا كنتم متحمسين لهذه الدرجة ، فالحدود مفتوحة – بفضل أمريكا – وما عليكم سوى أن تحملوا سلاحكم ، وتتوجهوا نحو العراق ، وتقاتلوا من يريد إراقة دماء العراقيين .
marwanyauthor@yahoo.com
marwanypoet@hotmail.com
http://www.kitabat.com/i4345.htm