أمين عام منظمة بدر لـ«الشرق الاوسط»: لسنا جناحا عسكريا .. جميع الطوائف والقوميات والأديان في العراق ممثلة في منظمتنا
العامري نفى الاتهامات لفصيله بتعذيب أسرى عراقيين في إيران ورحب بالبعثيين ممن لم يرتكبوا جرائم
بغداد: هدى جاسم
على الرغم من عدم مصافحته لنا، الا ان هادي العامري بدا ديمقراطيا في اجاباته التي لم تبتعد كثيرا عن اتهامات الشارع العراقي لمنظمة بدر، التي يتولى أمانتها العامة، اضافة الى عضويته في الجمعية الوطنية العراقية، وهو المرشح الاكثر سخونة لمنصب وزير الداخلية في التشكيلة الوزارية بقيادة ابراهيم الجعفري زعيم حزب الدعوة الاسلامي، وممثل قائمة الائتلاف العراقي الموحد. وفي معرض رده على اسئلة «الشرق الأوسط» قال العامري: «نحن نتعامل مع البعثيين ونحن لسنا ضدهم، بل نحن مع حل الحزب وهناك الكثير من البعثيين ممن اجبروا على الانتماء لهذا الحزب ولم تلطخ أياديهم بدماء الأبرياء، ونحن نقول لكل البعثيين الباب مفتوح امامكم في العودة للشعب العراقي والدفاع عن حقوقه، ونقول لهم دعونا نتلاحم من اجل العراق ومن ارتكب جريمة منهم سيحاكم عبر الأجهزة القضائية وليس من حق احد ان يقوم بتصفيته ونحن نرفض التصفيات». وفي ما يلي نص الحوار:
* هناك من يقول ان منظمة بدر وراء الكثير من التصفيات التي حصلت داخل العراق، وان المنظمة قد دخلت بشكل عسكري الى العراق وكونت لها مكاتب في كل انحاء العراق.. ما ردكم على ذلك؟
ـ اقول ان المنظمة لم تدخل بشكل عسكري، وبسبب واضح هو اننا خالفنا احتلال العراق ولم نتفق مع الاميركيين. واثناء وبعد السقوط دخلنا بدون سلاح وكان لنا وجود في شمال العراق وجنوبه، وكنا دوما نقول اننا مع سقوط النظام ولكن ليس بطريقة الاحتلال، فالغاية لا تبرر الوسيلة. وكنا قد سيطرنا على ثلاث مدن عراقية لمدة شهر واحد قبل دخول القوات الاميركية لها، وهي العمارة وواسط وديالى، ولم يحدث خلال وجودنا في هذه المدن أي حادث قتل، واذا كان في نية المنظمة فكرة التصفية لما بقيت تلك المدن سالمة كل تلك الفترة، وكان المحافظ من منظمتنا ومدير الشرطة كذلك. وهناك من يقول اننا نقوم بتصفية البعثيين ونحن براء من هذا الاتهام الباطل، ونحن نلتزم بما قاله السيد السيستاني عندما حرم التصفيات، حتى ان ثبت على الشخص اجرامه، يجب تقديمه الى القضاء، عندما يشكل ضمن الدولة، وهو من سيأخذ الحق منه ونحن مشرعون، فكيف لنا ان ندعي الاسلام ونخالف مشرعيه؟ ولكن الذي حصل ان هناك بعض التصفيات قد حصلت للشيعة انفسهم، اذ تحركت العناصر الصدامية ولا نقول البعثية لاغتيال بعض الاشخاص، وكان رد فعل من المقابل ان يقوم بنفس الفعل، أي ان التصرف شخصي بحت ليس له أي علاقة بمنظمة او تنظيم، والدليل الاخر ان لدينا مقرات علنية في كل انحاء العراق وقد تركنا الكفاح المسلح وشاركنا في الانتخابات ودخلنا العملية السياسية من اجل العراق العزيز.
* كانت هناك اتهامات اخرى لكم في المجلس الوطني العراقي السابق؟
ـ الاتهامات جاءت على لسان الشهواني مدير المخابرات، وقد اتهمنا علنا امام المجلس الوطني وقد طالبنا في وقتها بتشكيل لجنة من قبل رئيس الوزراء، لاعادة الاعتبار الى سمعتنا، والسبب هو ان عناصر المخابرات السابقين هم انفسهم اللاحقون وما زالوا يقفون ضد منظمة بدر التي هي بريئة من كل اتهاماتهم، وان لدينا انصارا في كل مكونات الشعب العراقي، فلدينا المسلم والمسيحي والكردي والشيعي والسني، وقد حققنا انتصارات في مجالس المحافظات، وكان لنا في بغداد وحدها 700 الف صوت وحصلنا على 28 مقعدا من مقاعد المجلس من مجموع 51.
* أين تركتم سلاح منظمة بدر؟ ومن أين يأتيكم الدعم المادي؟
ـ لم ندخل العراق بالسلاح وكانت لدينا الدبابة ومقاومة الطائرات وغيرها من الاسلحة الخفيفة والثقيلة ولم ندخل بغير السلاح الشخصي الذي نحمي به انفسنا، وهو مرخص من وزارة الداخلية العراقية، وقد تركناه في مكانه في ايران وجئنا لخدمة العراق وشعبه. اما في ما يخص الدعم بالنسبة للسلاح فقد تفاوضنا في وقتها مع الحكومة الايرانية، وحصلنا على الغنائم من الحرب العراقية ـ الايرانية، وهناك دعم لمرجعية السيد محمد باقر الحكيم من دول العالم، لان لديه مقلدين في افغانستان والهند وغيرها من دول العالم ودول الخليج، وهناك دعم من ايران مشكورة، فقد ساندتنا اثناء وجودنا هناك. وهي ايضا كانت تدعم جلال طالباني ومسعود بارزاني والجميع ممن يحتاج الدعم لمساندة قضاياه.
* وماذا عن قضية الاسرى العراقيين داخل ايران، هل التقيتم بهم وما حكاية التعذيب الذي مورس ضدهم؟
ـ لم نلتق بالاسرى العراقيين داخل ايران مطلقا، ولم يكن لدينا الوقت لزيارتهم، وكل ما نشر من احاديث عن تعذيب الاسرى من قبلنا محض افتراء مارسته السلطة الصدامية وبثت هذه الاشاعات لتشويه صورة بدر وصورة السيد الحكيم، بل ان الكثير من الاسرى التحقوا بنا بعد خروجهم من الاسر ورفضوا العودة الى العراق وقد اطلق عليهم البعض تسمية التوابين، وهؤلاء شكلوا عناصر مهمة في منظمة بدر، ولم يكن لهؤلاء او لغيرهم أي شكل من تعذيب للاسرى العراقيين، وكيف لنا ان نفعل ذلك وقد ذقنا من ظلم النظام الكثير، بل ان الكثير منا من واجه الصعوبات من اجل حريته ونحن نؤمن بانه لا يجوز تعذيب الناس الا بأمر شرعي، لاننا نحتكم بالشرع ونقره. وقد استمر الصداميون باطلاق الاشاعات لتشويه الصورة، ولكن المدرك للأمر يعرف جيدا ان القضية ملفقة ولا اساس لها من الصحة.
* انتم الجناح العسكري للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية، كيف تحولتم الى منظمة سياسية؟ والان يقال انكم ستشتركون في نسبة من محاصصة الجيش والشرطة بين القوائم الفائزة؟
ـ لسنا جناحا عسكريا، نحن كنا مجموعة من المجاهدين ضد الظلم ذهبنا اضطرارا للناحية العسكرية للخلاص من هذا الظلم، والمجلس الأعلى هو اطار لمجموعة من الاحزاب والحركات وبدر واجهة منها، وهي حركة جهادية وليست فيلقا من الفيالق العسكرية وهناك من ينتمي للمنظمة من الاطباء والمهندسين واساتذة الجامعة والمرأة، ولدينا رابطة للمرأة في كل مكان في العراق، وتتمثل منظمتنا في جميع الطوائف والقوميات والاديان في العراق. وبالنسبة للميليشيات ودمجها، مع انني لا أحبذ كلمة الميليشيات، فقد تم الاتفاق عليه في مؤتمر لندن قبل السقوط، وقلنا يجب ان تكون قوات مسلحة عراقية رسمية للسيطرة على الوضع الامني في العراق، وقد تفاوضنا مع اياد علاوي رئيس الوزراء حينها حول دمج القوات المسلحة العراقية، ووافقنا على ادخال بدر في الجيش والشرطة ودوائر الدولة الاخرى، لكني لست معك في كلمة المحاصصة، فنحن نرفض محاصصة الجيش، والجيش يجب ان يحوي كل مكونات الشعب العراقي وان تكون هناك مشاركة وليس محاصصة.
* هناك مفاوضات حول من سيتولى حقيبة الداخلية، وتشير الاوساط الى ان الاسمين الاكثر سخونة، هما هادي العامري وبيان جبر.. ماذا عن هذه المفاوضات وكيف سيمسك العامري بزمام الامن في العراق في هذه الظروف الصعبة؟
ـ وزارة الداخلية حسمت الى قائمة الائتلاف، وهناك اصرار من الائتلاف على تولينا للمسألة الامنية في العراق في هذه الفترة، وانا اقول ان تولينا هذا الامر فان هناك 6 محافظات عراقية، محافظوها من منظمة بدر، وهي بابل والقادسية والنجف وكربلاء وذي قار والمثنى، هذا بالاضافة الى العاصمة بغداد، مع الوجود القوي لمنظمة بدر في اغلب المحافظات العراقية الاخرى، ولدينا اصرار على ان نخدم العراق من خلال وجودنا في الجمعية الوطنية، ولا ارغب في المناصب بقدر رغبتي في خدمة العراق. وعلى الرغم من صعوبة الوضع الامني الا انني متأكد من مسك زمام الامور في وقتها لصالح العراق. وهذا الامر يجيء من الخبرة الطويلة التي علمتنا ادارة الامور، خصوصا الامني منها.
* وماذا عن اجتثاث البعث وتصفية عناصره؟
ـ نحن مع حل حزب البعث ولم نكن يوما ضد عناصره التي اجبرت على الدخول في تنظيماته، ونقولها من خلالكم: ان الابواب مفتوحة امامهم للعودة الى الشعب العراقي وان نتلاحم معا من اجل الدفاع عن حقوقه وان الذي ارتكب جريمة من البعثيين ومن غير البعثيين سيقدم الى القضاء العراقي وهو من يقول كلمته بحقه، ونحن نردد ونقول دوما اننا ضد التصفيات، ونحن مع حقوق الانسان في الدفاع عن نفسه وباب التوبة دوما مفتوح لمن يريده.