[align=justify]لقد كتب الدكتور خالد الدخيل مقالا بعنوان ( لماذا نرفض العلمانية ؟! ) وأقول له ولغيره من العلمانيين ( لماذا نقبل العلمانية ؟! ) .

http://www.arabrenewal.com/index.php?rd=AI&AI0=8593

لماذا نقبل العلمانية ؟!
_______________

إن فصل ( الدين الكنسي ) عن الدولة مسألة فرضتها طبيعة وحاجة الإنسان ، ( فالدين الكنسي ) كان يمنع الناس من البحث العلمي والارتقاء المادي ويحرمهم من ( بصائر المنهج التجريبي ) عدى حرمانهم من ( بصائر الوحي ) ومن الارتقاء والسمو الروحي ، فالغرب عندما اتجه إلى " العلمانية " إنما اختار العور على العمى ، وذلك أفضل من اختيار العمى في ظل الكنيسة التي حرمته من البحث العلمي وكبلته وصادرت حريته .

فعندما نصف " العلمانية " بالكفر فنحن لم نجانب الصواب ، فهو بالنسبة للغرب عملية تؤدي إلى تغطية وتكفير وستر وحجب نور خبر الوحي الصادق – الكتاب والسنة – عن القلب والعقل وعن الحياة بشكل عام ، فالأخذ بالمنهج التجريبي ينير العقل بقدر محدود ، وهذا ما أقر به علماء الغرب وهذا توصلت إليه آخر الأبحاث من خلال المنهج التجريبي .

وإذا كانت " العلمانية " قدمت للإنسان الغربي الارتقاء المادي فهي لن تقدم له الارتقاء الفكري والسمو الروحي ، وذلك ما ينقص الغرب . حيث كتب " كريستوفر لو كاش " وهو من الفلاسفة التربويين ، يصف الضياع في ميدان التربية : " لقد أضعفنا القدرة على رؤية الحياة رؤية كلية ثابتة ، وهكذا فإن الإنسان الحديث والمجتمع الحديث يعانيان من ( مرض العقل والروح ) إن صورة الحياة اليومية تعكس الانحطاط والعزلة والاغتراب ، ونحن بحاجة إلى تصورات جديدة وقيم جديدة ، نحن نحتاج إلى البلسم الشافي الذي تقدمه حكمة أعمق تقودنا خارج الأزمة القائمة ".

وبالنسبة للمسلمين ستؤدي " العلمانية " بهم إلى العمى في ظل الاستبداد وحكم من يمتهن ويحترف تغطية وتكفير وستر وحجب الحقائق ويحرمهم من بعض أهم نتائج وبصائر المنهج التجريبي ويضللهم ويضلل الآخرين عن بصائر الوحي .

فلماذا نقبل العلمانية ؟! ، فنحن المسلمون لدينا رسالة للآخرين ، فلا يجب أن نفصل الدين عن الدولة ، فالدين حياة ، فنحن من سيرشد الغرب وغيرهم إلى المسلك العلمي المعطل ( مسلك العمل بالنقل ) - أي العمل بالكتاب والسنة - والذي يؤدي إلى الإضاءة الفطرية والإشراق الروحي وارتقاء العقل وسمو الروح ، كما أرشدناهم من قبل إلى ( مسلك المنهج التجريبي ) ، فمسلك ( العمل بالنقل ) مسلك معطل بسبب تسلط من هم ( أشد كفرا ونفاقا ) على الأمة التي تحمل رسالة وهي مطالبة بتبليغها من خلال تجسيدها والعمل بها .

فنحن إذا رفضنا " العلمانية " نرفض العور ، وإذا رفضنا التسلط والاستبداد نرفض العمى ، وإذا تحدثنا عن ربط الدولة بالدين نتحدث عن ربط القلب بما ينيره ليزيد العقل نور على نور .

قال تعالى : " الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم (35) " (النور).

فإذا كان الغرب العلماني يقود بلاد العرب والمسلمين في الوقت الحاضر فذلك من طبائع الأشياء ، فالأعور هو من يجب أن يقود الأعمى ، ولكن الأعور والأعمى سينقاد للبصير ، والبصير لا يكون بصيرا إلا إذا أخذ بالمسلكين مسلك العمل بالنقل ومسلك المنهج التجريبي .

فبصائر الوحي وبصائر المنهج التجريبي ترتقي بالعقل وتسمو بالروح ، فلماذا نقبل بالاستبداد ؟ ولماذا نقبل بالعلمانية ؟ ولماذا نقبل بالعور والعمى ؟ [/align]