النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. #1

    افتراضي إني أعترض..لماذا .قتلوا الرئيس عز الدين سليم ونائبه.؟..نجاح محمد علي

    إني أعترض..لماذا .قتلوا الرئيس عز الدين سليم ونائبه.؟



    نجاح محمد علي






    في أيار العام الماضي وبعد 17 يوما فقط من تعيينه، تم اغتيال رئيس مجلس الحكم الراحل عبد الزهراء عثمان المعروف بـ عز الدين سليم، ونائبه طالب قاسم حجامي العامري، ورحلا الى حيث الجنة التي أعدت للمتقين.



    ونُقل عن الاسطورة أبومصعب الزرقاوي أنه تبنى عملية الاغتيال التي تمت على مرأى ومسمع من القوات الأمريكية قرب مقر الرئاسة في بغداد بما يثير الكثير من الشكوك حول الجهة أو الجهات التي أرادت أن تتخلص من الرجل وصاحبه.



    ولا أدري الى أي مدى يمكن أن نصدق خرافة الزرقاوي ، و"العجز" الأمريكي الواضح في التخلص منه، بالقتل أو الاعتقال، خصوصا إذا أستذكرنا أن القوات الأمريكية نجحت في اعتقال صدام ، وهو يملك في العراق " حاضنة" للاختباء، وفشلت في القضاء على الزرقاوي ..الغريب عن هذه الديار!.



    إن مجرد اختيار الشهيد الراحل أبي ياسين، اسما أحبه من أيام النضال الطويلة المليئة بالألم والحرمان، والغربة القاسية، وهو عز الدين سليم في طريق عمله السياسي ،يعني أنه كان يريد تمرير رسالة الى الجميع عن اعتداله الذي عُرف به، وإذن فان رحيل الاعتدال عن العراق يعني أن هناك من يريد جر بلادنا الى حافة السقوط في دائرة العنف والتطرف التي لاتبقي ولاتذرز

    عو الدين سليم ، اسم على مسمى ويعكس غاية في نفس رجل لم يتخل عن العزة يوما ولم يسقط في أمراض التعصب والجاهلية، فقد كان روحي فداه، يريد العزة للدين كله ولو كره المشركون، واشترط لذلك أن يكون الانسان سليما من كل أمراض الطائفية البغيضة... وهكذا كان.



    أعرفُ الشهيد الراحل وصاحبه بالحق " أبا محمد العامري" رفيق دربه حتى الاستشهاد والرقاد في مكان واحد بالقرب من الامام محمد باقر الصدر – وهذه منزلة- ، منذ أكثر من ثلاثين عاما ، وقد نشأت بيننا علاقة متميزة خاصة جدا،استمرت حتى بعد أن اختلفنا سياسيا حول طريقة اسقاط النظام السابق، وكنا-رغم ذلك - نلتقي، أونتواصل بطرق مختلفة منها الهاتف أو عن طريق الأبناء إذ كانا رحمهما الله يحرصان على أن تبقى علاقتنا أصيلة بعيدا عن تثيرات كل العواصف.



    أبوياسين ، وهو في بغداد عضو في مجلس الحكم ، أو ريسا له كان يرسل لي نجله البار "ياسر" ليستطلع رأيي حول أمور عدة، أو أبادر أنا الى ابلاغه برأيي مادمت مقتنعا حتى الثمالة بطهره ونزاهته واخلاصه وعزوفه عن الدنيا.



    أما العامري فلم يترك عادته الطيبة وهي تفقد اسرتي في طهران عندما أغيب عنها...حتى وهو غائب.





    لن أتحدث عن تواضعهما فهذا الكلام يطول شرحه ،

    وبالنسبة لأبي ياسين أذكر هنا أنني رافقته في البصرة بعد سقوط النظام السابق، في جولته الخاصة جدا الى مسقط رأسه الواقع عند مثلث الهوير المدينة الهارثة، وجُلنا معا في تلك المناطق، وقبل ذلك مررنا على جامعة البصرة ، وكان ينتظرني لأنجز بعض مهامي الاعلامية، قبل مواصلة أجمل رحلة ... ولأول مرة رأيته يبكي عندما كان يلقي خطابا في الجموع الكبيرة التي احتشدت لاستقباله.



    أخبرني " ياسر" الذي رافقنا وتناوب معي في حمل الميكرفون لأبي ياسين ، وأكد أنه شاهد مثلي، أباه يبكي لأول مرة أمام أهله وأحبته...فقد كان قدس الله نفسه الزكية جبلا شامخا لم تهزه أعتى العواصف، ولم يشكو لأحد قط ما كان يمر بها من أزمات وهو سليل اسرة عرفت بالجود والكرم.



    اٍسألوا أي واحد من العراقيين بصريا كان أم لا ممن عرفه وتشرف بمعرفته فلم يعشقه و لم ينم في منزله المتواضع الذي كنا نطلق عليه اسم " فندق أبي ياسين" ، أولم يأكل من على مائدته التي كان يمسحها بيده مبتسما وهو يردد : "تعلمنا في ايران نمسح السِفرة" ، وأعرف أن زوجته الطاهرة وهي بنت الحاج الشهيد الراحل عبد الكريم الرديني ومن لايعرف هذا الرجل وكرمه وسخاوته..



    كان أبوه صديقي أيضا .. نعم (أكرر صديقي) ..كنتُ فتى يافعا أصلي في مسجد السيد طاهر ابو رغيف وكان الحاج عثمان صديق الفتيان والشبان وقريبا منهم ..يصلي معنا وكنا نلتقي في المسجد أو في منزل السيد ابو رغيف، أو في منزل الحاج أبوستار وأساله عن اخبار "ابي ياسين" فكان رحمه الله يحدثني بشوق عن نشاطاته في الكويت دون أن ينسى الدعاء له.



    اتعلمون أن الحاج عثمان كان حافظا للقرآن ولنهج البلاغة ولم ينقطع يوما عن المسجد حتى في صلاة الفجر، ومنه نهل أبوياسين معنى الوفاء.



    كنت أمزح كثيرا مع أبي ياسين، وأقول له أنت "شُني" أي شيعي وسني في آن ، فاسمك برأي الجهلة يجمع بين نقيضين: عبد الزهراء وهذا يثير حفيظة من لايفهم معنى الاسم وحب الزهراء عليها السلام، واسم ابيك " عثمان" الخليفة الثالث رضي الله عنه.



    فكان رحمه الله يبتسم ولا ينسى أن يرد بالنكتة المناسبة.

    لم أعرف رجلا على الاطلاق يملك سرعة البديهية التي كان يملكها ، فلكل مسألة جدية كانت لأبي ياسين " نكتة" خاصة بها ، وربما ساجمعها يوما في كتاب.



    أما الراحل الكبير " العامري" فكانت معرفتي به تمتد الى تلك السنوات عندما كان معتقلا في الفضيلية ببغداد وكنت أزوره ، واستمرت علاقتنا ليصبح معلمي الأخلاقي، وراعيا لاسرتي ووليا لأمر أبنائي وبناتي، يحل لهم مشاكلهم ويساهم في بنائهم الروحي لكي يشعروا بمعنى كلمة " عم أو خال" في الغربة.



    قبل سقوط النظام كنا نتحاور في منزل العامري حتى مطلع الفجر ، وحرص هو على أن لايقطع حبل الود المتين بيننا حتى بعد ذهابه الى بغداد وتعيينه نائبا لأبي ياسين،وكان قُدس سره الشريف، يُطلعني على كل صغيرة وكبيرة في اجتماعات مجلس الحكم، ويبادر هو إذا جاء الى طهران، الى زيارتي واسرتي في المنزل، وبرفقته زوجته البارة بنت الراحل الكريم الحاج عطاء الله الجاسم.



    علمتُ من الشهيد العامري أن أبا ياسين الذي أهتم كثيرا بتأسيس البيت الشيعي، لجمع الشمل ورص الصف، يرفض بشدة ماكان يقوم به بعض أعضاء مجلس الحكم من الذهاب علنا الى المرجع السيستاني،ليأخذوا رأيه ، وكان يقول إن من شأن هذا التصرف أن يدفع بالأعضاء السُنة الى التوجه الى مرجعيات خارج الوطن، وهذا سيمزق العراق.



    طبعا لم يكن أبوياسين يعارض الاستئناس برأي المرجع السيستاني وغيره من الشخصيات المهمة في العراق وخارجه ، بل كان رحمه الله يؤمن بقوة بنظرية " لكل مقال مقال" وبأهمية أن لايشعر أهل الُسنة أنهم لايملكون ظهيرا ، ولكي يسد الذرائع أمام أي تدخل اجنبي في العراق.



    ذات يوم اتصل بي من بغداد وتحدث معي حول موضوع معين،فاستثمرتها فرصة وسألته : لماذا تهاجم أمريكا وأنت تعمل معها ألا تخشى على حياتك منها ؟.

    فأجابني ببرودة أعصابه المألوفة : دع الأمر بيني وبينك اليوم قال لي بريمر" صارت عليك 17 مرة " أي أنه كان يحصي عليه الانتقادات التي وجهها الراحل لسلطة بريمر،وأخطرها اتهامه لها بالوقوف خلف محاولات اشعال فتنة طائفية.



    نقل لي الأخ والصديق ورفيق الهجرة الحاج أبوقاسم"مهدي حسن" من حركة الدعوة الاسلامية أن الراحل أرسل عليه ليعمل معه في مجلس الحكم، فذهب وعندما وصل الى بغداد قال له أبو ياسين وكان رئيسا دوريا للمجلس: " عد أدراجك ...لو كنت أملك الوضوح الذي أملكه الآن لمايجري في العراق لما وافقت على المشاركة في مجلس الحكم، وإذا مرت هذه الأيام بسلام فأسترك العمل معهم" أي أنه كان ينوي الاعتزال إذا بقي حيا فلم تمهله العاديات من الأيام.



    لقد كان أبو ياسين والعامري مقياسا في الاعتدال وهمايناصران الانفتاح على الآخر... ولهذا قُتلا...لكي يعيش العراق اختناقات فكرية تؤدي الى أزمات طائفية، وأن الذين قتلوهما لايريدون للعراق ....أن يعيش بسلام.

    كان عزالدين سليم يؤمن ببناء دولة الانسان التي من طرق بابها وجد الأمان...ولهذا قتلوه.
    وكان العامري يرغب أن يرى العراق حرا موحدا مستقلا قويا لايطمع فيه الطامعون: وطنا لاطائفية فيه وللجميع ....ولهذا قتلوه.





    جملة اعتراضية::

    تألمت كثيرا وأنا أتابع مراسم انتخاب مجلس الرئاسة و الحكومة العراقية الجديدة ،وقد مرت المراسم دون ذكر للرئيس الراحل عبد الزهراء عثمان ونائبه طالب قاسم الحجامي العامري، عند الحديث عن شهداء العراق...لا أدري لماذا!!.
    albasry

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    30

    افتراضي

    الله يرحمك ياعز الدين
    بس الي اعرفه ان الاخ نجاح كان يعربد على كل من اشترك في مؤتمر لندن ومنهم ابو ياسين رحمه الله . ووصفهم بوصف وكتابات كلكم تذكروها .

    ومن الي اعرفه ان الاخوة في التيار الصدري ومنهم الاخ البصري كانوا يعتبرون كل من اشترك في مجلس الحكم عميل امريكي بدون اسثناء ومنهم المرحوم ابو ياسين .

    ياريت نراجع مواقفنا ترى الندم مايفيد وهذوله اخوتكم مثل خليلات العبد .
    ام انا تعودنا ان نذم من يعمل ثم نمجده بعد موته

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    الدولة
    طائر لا أرتضي الأرض مسكنا
    المشاركات
    4,759

    افتراضي

    أخي الزيني لابد من التفريق بين الخلاف في الرأي في القضايا السياسية و بين الدعوة الى القتل.
    نظرة الأسود و الأبيض هذه نظرة لإرهاب الرأي الآخر.

    يعني قبل فترة عندما أنتقد المنتقدون تصريحات الدراجي حول المدائن خرج أحدهم ليقول أذا كنتم تعترضون على الدراجي فذهبوا للعراق من أجل خوض حرب طائفية.
    بالأمس القريب كان المطالب برفع الحصار عن العراق مناصر لصدام.
    و الرافض للإحتلال بعثي و المنادي بإسقاط صدام أمريكي.
    و منتقد حكومة الجعفري مؤيد للهيئة أو علاوي.
    و من ينتقد خطوة قام بها عز الدين سليم رحمه الله يدعو لقتله.

    هذا الأسلوب سنه الطغاة مثل صدام فأما أن تكون مع الحرب على إيران أو أنت جاسوس إيراني أو فارسي طائفي أما أن تشارك في إحتلال الكويت أو أنت إسرائيلي.
    و كذلك بوش أما أن تكون معنا في حربنا ضد الإرهاب أو أنت ضد أمريكا و بالتالي فأنت إرهابي.

    حزب الدعوة كانت له خلافات مع المجلس الأعلى فهل فرح الحزب حين أستشهد السيد الحكيم؟
    المجلس الأعلى أخطأ أخطاء كثيرة و كان السيد الحكيم على رأس المجلس. فهل أصبح الخطأ صواب حين أستشهد السيد؟ لا الخطأ السياسي يجب أن ينتقد بعيداً عن لغة الدم و القتل أنما يترك الحكم لله و التاريخ.
    عز الدين سليم و العامري و غيرهم هم سياسيين و ليسوا معصومين و يسعون لخدمة البلد من خلال رأيهم و نظرتهم و من حق أي شخص أن يختلف معهم في ما يتخذوه من قرارات و هذا لا يعني أنه يلغيهم أو يشكك بمصداقيتهم في خدمة البلد و لكن رأيهم من وجهة هذا أو ذاك خطأ و من وجهة نظرهم صحيح.

    و لذلك يجب النظر الى جميع الألوان بعيد عن الأسود و الأبيض لكي لا نصاب بعمى الألوان كما هو حاصل في هذه الأيام لدى الكثيرين.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    30

    افتراضي

    اخي صفاء
    مرحبا بك
    اقول اهلا وسهلا باختلاف وجهات النظر ، ومن يضيق صدره من الرأي الاخر فليشك بقدراته ، لكن انا كان قصدي واضح هو الاتهام بالعمالة لامريكا واسرائيل .
    اشارتك صحيحة والله يبارك فيك

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    [align=center][/align]
    [align=center]بعض الوفاء ، في ذكراه الأولى
    سلاما .. أبا ياسين
    [/align]

    [align=center][/align]
    [align=center][/align]
    [align=center] نزار حيدر[/align]


    قد يكون الرجال كثيرون ، إلا أن الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ... قليلون ، ومنهم الشهيد الحاج أبا ياسين .

    وإذا كان العاملون في سبيل الله تعالى وأوطانهم والمستضعفين من الناس ، كثيرون ، فان العالمين منهم ، قليلون ، ومنهم أبا ياسين .

    وإذا كان العاملون العالمون كثيرون ، فالمخلصون منهم قليلون ، ومنهم ، أبا ياسين .

    وأولئك على خطر عظيم ، لأنهم وضعوا أرواحهم على أكفهم ، وحملوا أعواد مشانقهم على ظهورهم ، يجوبون بها الأسواق ، بحثا عمن يصلبهم فيها ، للقاء الله

    تعالى ، شهداء على الناس .

    لقد تعرفت على الشهيد ، الحاج عز الدين سليم (أبا ياسين) وعاشرته ، قرابة ربع قرن من الزمن ، فعرفته عن قرب ، سمعت منه وتحدثت إليه ، تحاورنا وتعاونا ، فلمست فيه خصالا ، قلما تجدها عند من يتعاطى السياسة ، التي عادة ما ، تلوث النفس ، وتؤثر على السلوكيات ، وتغير من الأخلاق ، قليلا أو كثيرا ، لا فرق ، إلا من عصم ربي ، وقليل

    ما هم ، ومنهم شهيدنا الغالي .

    أجزم ، أن كل من عرفه ، لمس فيه هذه الخصال الحميدة ، التي إن تدل على شئ ، فإنما تدل على حسن منبته ، وطهارة مولده ، ورفعة تربيته ، وعظمة نفسيته التي لا تتأثر بمغريات الدنيا ، مهما كبرت في عيون الناس ، لأن من كبر الخالق في نفسه ، صغر ما دون ذلك في عينه (كما يقول الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام) ، الذي والاه الشهيد ، أشد موالاة ، لدرجة الذوبان فيه.

    لقد كان أبا ياسين ، واضحا وصريحا ، لا يلف ولا يدور عندما يتحدث إلى مستمعيه ، فإذا قدر عاهد ، وإذا عاهد وفى ، وإذا ووجه بخطأ ، اعترف واعتذر ، وإذا مدح على صحيح ، لم يفتخر .

    كان لا يتستر على الواقع ، مهما كان مرا ، فكان يتحدث عنه ، وان كان معيبا ، ليس من أجل التندر عليه ، أو الشماتة فيه ، بل من أجل تصحيحه ، وإيجاد الحلول له .

    كان يعتقد بأن الحقيقة ، هي ملك الناس لا يجوز التستر عليها ، وان المعلومة مشاعة ، لا يحق لأحد احتكارها ، لأن أمة بلا حقيقة ، وبلا معلومة دقيقة وصحيحة ، لهي أمة جاهلة ، لا تقوى على النهوض .

    لم يكن أبا ياسين ، يحب أن يغالط نفسه أو يغالطه الآخرون ، فكان صريحا في الحديث عندما يتناول أمرا ما ، مهما كان خطيرا ، فكان يضيق بالخطأ ، أنى كان مصدره ، ولو على نفسه .

    كان يضيق ذرعا بالتناقض الذي يلاحظه في أفعال (القادة والمتصدين) وأقوالهم ، لا سيما المترفين منهم ، فلم يكن ليبالي في أن يفضح المتناقض ، مهما علا شأنه ، لأنه كان يحب الشفافية بين القائد والمقود ، بين الرئيس والمرؤوس ، فكان يصدح بوجه النفاق مهما يكن ، ولصدقه في ذلك ، تعود على صراحته الناس ، فكانوا يقصدونه كلما التبست عليهم حقيقة أمر ما .

    لم يكن حزبيا ضيق الأفق ، بل كان منفتحا على كل الساحة ، ولذلك تميز بعلاقات وطيدة مع الجميع ، حتى أولئك الذين شنت عليهم الغارات والحروب .

    ولم يكن سياسيا خالي الوفاض من الفكر ، بل كان مثقفا من الطراز الرفيع ، يقرأ كثيرا ويبحث أكثر ، فأنتج كتبا وبحوثا ، استفاد منها الناس .

    كذلك ، لم اسمعه يوما يمتدح نفسه ، أو يزكيها ، (بل الله يزكي الأنفس) كما كان يردد هذه الآية دائما .

    كان يؤمن بنظرية (أن الساحة لمن يعمل) ولذلك ، كان يعتقد بأن على العاملين والمتصدين في الساحة ، أن لا يحتكروا العمل وإمكانياته ، بل يلزمهم أن يفسحوا المجال للآخرين ، لينموا ويكبروا ، لأن نموهم في ساحة العمل ، يزيدها قوة وصلابة وانتشارا واتساعا ، وبذلك تكتسب الساحة يوميا ، جيلا جديدا من العاملين ، ودماءا جديدة تروي شجرتها ، فلا تظمأ الأرض ، ولا يجف الحبر ، أو ينتهي المداد .

    رأيته ، كلما كبر في الساحة ، ازداد تواضعا للناس ، فلقد تحول منزله إلى مأوى للمجاهدين والمهاجرين في سبيل الله تعالى ، على الرغم من قلة ما في اليد ، فلقد كان الشهيد ضعيفا مستضعفا ، لا يوفر من قوت يومه إلى الغد ، ومع ذلك ، فلقد كان كريما سخيا ، ينفق ما في حوزته على المحتاجين من ضيوفه ، فكان بيته مأوى لأمثالهم من العراقيين الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ، فكان الشهيد ملجأهم ومأواهم .

    كان ضاحكا بشوشا ، فلم أره يوما عبوسا قمطريرا ، لأنه كان يعيش الأمل في كل الأوقات ، وفي أحلك الظروف .

    كان قوي الحجة ، متين المنطق ، يؤمن بحرية الإنسان ، إيمانه بربه ، كما كان يؤمن بالتعددية والتنوع ، فلم يسع إلى إلغاء الآخر ، مهما اختلف معه ، بل كان يسعى إلى أن يحاور الآخر ، ويجادله بالتي هي الأحسن ، ليجد فيما بينه وبين هذا الآخر ، أرضا مشتركة يتعاون معه عليها ، فإذا لم يلتق معه على قاسم فكري مشترك ، اجتمع معه على قاسم الوطن المشترك ، أما إذا التقى معه على قواسم أخرى ، اندمج معه بلا حدود أو حجب ، فليس بين الشهيد وبينه ــ آنئذ ــ أسرار .

    كان شديد التمسك بالحكمة المأثورة التي تقول ؛ (اليوم يوم ، له ما بعده) ، ولذلك لم تغيره الظروف ، إذا ما خدمته يوما ما في موقع رفيع أو منصب مهم ، لأنه كان يعتقد بان الفلك دوار ، مهما طال الزمن ، والمرجع إلى الله تعالى ، فلماذا التكبر إذن والترفع والاستعلاء ؟ .

    كان يتقاسم إمكانيات العمل وأدواته ، مع الآخرين ، وكان يسعى لان يلتقي مع أكبر عدد ممكن من العاملين ، على أساس الوفاء للوطن ، وللإنسان العراقي الذي كان يعتقد بأنه يستحق كل شئ ، لأنه المضحي الأول ، ولذلك يجب أن يكون المستفيد الأول .

    كان شجاعا مقداما ، لم يتردد في اقتحام غمار المجهول ، إذا رأى مصلحة في ذلك للقضية المقدسة التي نذر حياته لها ، كما كان يسعى دائما إلى أن يكون قريبا من الناس ، حتى في أخطر الظروف الأمنية ، ولذلك ، رفض أن يسير معه رجال يحمونه في ذهابه وإيابه ، حتى عندما كان رئيسا لمجلس الحكم الانتقالي ، وهو في تلك الظروف الأمنية الخطيرة ، التي كان يتربص له بها الإرهابيون ، لأنه كان يرفض أن يصنع السدود والحدود بينه وبين الناس ، ولذلك لم يستشهد معه عندما استهدفه الإرهابيون ، إلا رفيق دربه الطويل ، الحاج أبو محمد العامري ، الذي لازم الشهيد طوال سني المسيرة الجهادية التي جمعتهما ، متأثرا بشخصيته أشد التأثر ، حتى شاء الله تعالى أن يعيشا معا ويجاهدا معا ويستشهدا معا ، ويدخلا الجنة ، بإذن الله تعالى ، معا .

    فسلام عليهما ، يوم ولدا ، ويوم جاهدا في الله حق جهاده ، ويوم استشهدا على ارض العراق الطاهرة ، ويوم يبعثا حيين في مقعد صدق عند مليك مقتدر .


    NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM





  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    [align=center]الحاج عز الدين سليم أول شهيد رئاسي في العراق .... الذكرى السنوية الأولى

    إنه شهيد الأسلام والدعوة والعراق.
    [/align]

    [align=center][/align]

    [align=center]
    ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )
    [/align]


    إنه الشهيد عبد الزهرة عثمان الحاج أبو ياسين فخر العراق وخاصة الجنوب والدعوة الأسلامية، المفكر والفيلسوف مفسر القران،المداوم على صلاة الليل،المتفقه والمجتهد السياسي،الحكيم والقدوة الصالحة،رئيس مجلس الحكم تغمده الله برحمته الواسعة وجعل شهادته ومساعده المفكر الحاج طالب قاسم الحجامي محركاًللمؤمنين والمخدرين في العراق وخارجه لكي ينهضوا ويصروا على الوصول إلى الأهداف الأسلامية ونيل حقوقهم الأساسية المشروعة في العيش الكريم بإستقلال وأمان وحرية


    ولد المرحوم في البصرة عام 1943، وكان مؤمنا منذ نعومة أظفاره وذا شخصية متميزة منذ أوائل شبابهو حيث الرعاية الأبوية والعائلية الأسلامية الأصيلة وعلماء دين الهوير، ولقد إنتمى لحركة الدعوة الأسلامية سنة 1961، وكان معلماً وبدأ يكتب منذ ذلك الوقت في المجلات والصحف ويؤلف الكتب ويحقق ويدرس الفقه بعمق ووعي ،وله علاقات قوية مع جميع العلماء وعلى رأسهم الشهيد الصدر الأول والحكيم وفضل الله والوائلي ومرتضى العسكري ومحمد اليعقوبي الذي أوصى أعضاء حزب الفضيلة في البصرة بالأستفادة من طاقات الشهيد،ولأن البعض يعرف فضله وتقواه وعلمه ومكانته وإخلاصه للأسلام والقضية العراقية فإن معمماً على مستوى عال قبل يد الشهيد أمامي !كان له عملاً إجتماعياً وحزبياً واسعاً،وكان مربيا من الطراز الأول وذا صدر واسع،وكان أمةً،فتراه السياسي المحاور اللبق الهادئ مع السياسين المتمرسين،والرجل العشائري الحصيف مع رؤساء العشائر في الديوانيات والمضايف،وكذلك فهو المفكر والمحاضر أمام المثقفين،ويناقش عامة الناس بمستواهم،لقد كان قنوعاً خدوماً ويطبخ الطعام لضيوفه بنفسه عندما لايوجد أحد غيره.


    كان بيته مفتوحاً للناس منذ عرفته قبل 33 سنة،وفي ايران وإلتقيته في لندن وقبل سنة ونصف في بغدادوعندما سألته عن إستراتيجية العمل في هذه المرحلة أجاب هي ليست تطبيق الأسلام وإنما حفظه.
    لقد أعدم الطاغية صدام 16 شخصاً من عائلته،ونفذت الفئة الباغية وصية صدام وحلفاءه بأن قتلته ويده اليمنى وأولاد أثنين لأخيه الشهيد عبد الأمام وجرح أولاده.


    كان الشهيد عضواً في القيادة العامة لحركة الدعوة الأسلامية وفي الثمانينات أصبح أبرز قيادي فيها وقبلهاكان محررا لصحيفة الجهاد،وقد جمع وأخوته كل نشرات الدعوة منذ التأسيس ولغاية عام 1980وطبعها في أربع مجلدات (ثقافة الدعوة الأسلامية ).لقد أسس المركز الأسلامي للدراسات السياسية في طهران،وهوعضو في المجمع العالمي لمذهب أهل البيت وكان يشارك في مؤتمرات عديدة.كان رحمه الله أريحياً وصاحب نكته وكريماً وحليماً،وأصبح عضواً في الشورى المركزية للمجلس الأعلى،وأهتم الشهيد بعد الأنتفاضة الشعبانية المباركة لعمل الداخل وكان يشرف عليه،وعندما رجع إلى العراق أسس المركز الوطني للدراسات الأجتماعية والتاريخية في مدينة البصرة.

    إن معظم الشخصيات تبنى عادة عبر فتره زمنية طويلة حتى تكتمل أبعادها إما شهيدنا فقد إمتاز مبكراًبشخصية متماسكة ومتوازنة فكرياً ونفسياً وأخلاقياً وسلوكياً منذ عرف ،وقلما نرى هكذا شخصيات عصامية تتسم بسجايا حميدة وكان يمتاز بعمق الأفكار وجودة الأسلوب وقوة الشخصية.لقد أعتقل في سنة 1974 وعذب لمدة 45 يوماً مع إخوته في الدعوة الأسلامية أمثال الشيخ عارف البصري وخرج منهك القوى ويبول دماً وقد أعدم النظام ثلاثة من إخوته في الثمانينات.


    وأما مساعده الشهيد طالب قاسم الحجامي فقد عذب واعتقل لمدة ثلاث سنوات في مديرية أمن البصرة ومعتقل الفضيلية وهكذا فقد فقد العراق مؤمنيين يمثلان تاريخ وواقع الحركة الأسلامية في العراق.


    لقد شارك الشهيد الحاج أبو ياسين في مؤتمر لندن الأخير بعد دراسة قوة الأعداء ومصالحهم وقوتنا ومصالحنا والفرص المواتية للأزالة الجزئية للغمة عن هذه الأمة، وأمامه المبدأ الأسلامي لا ضرر و لا ضرار في الأسلام ولقد وافق الشهيد على المحاورة لمعرفته بالخارطة السياسية وأن قضيةالعراق مدولة ولم يكن يناور كبعض إخواننا والذين دخلوا لمجلس الحكم بعد مدة،وعلى كل حال فالذين قبلوا التفاهم مع الغرب كانوا مستندين على مبدأ التقية أولاً وحاجة العراق وأهله لأخذ النفس وتجديد القوى بعد 80 سنة من الظلم الواقع علينا نحن أتباع أهل البيت ثانياً ومنهج أهل البيت في الأستفادة من السنن الألهية ومنها تسليط ظالم على أظلم ثالثاً.لقد كان بإمكان الأمريكان أن يجهزوا نقاط التفتيش العراقية قرب المنطقة الخضراء بأجهزة حديثة ومتطورة لمعرفة القادمين ،ويحلوا مشكلة الأزدحام وتكدس السيارات عند الدخول بفتح أبواب عديدة،والأهتمام بالمسؤولين ولكنقوات التحالف تحاول مستميةً حفظ الذين تريدهم،وإدعت إن حراس الشهيد غير مدربين ولكن هذا غير صحيح وإنهم طلبوا من الأمريكان أن يجهزوهم بإسلحة ومهمات فلم يقبلوا.لم تكن حياة الشهيد عز الدين سليم وبعض أعضاء المجلس مرفهة بل إنها مليئة بالقلق والأجهاد ،حتى إنه ادخل المستشفى قبل شهر ونصف من شهادته لأصابته بالذبحة الصدرية وإرتفاع ضغط الدم،لقد كانوا يتوقعون الشهادة ولكن الأسلام والعراق والمظلومينوالمستعبدين من أمتنا يحتاجون للرجال المؤمنين الشجعان الذين يسيرون على خط الرسول والائمة الأطهار وكل المجاهدين في طريق ذات الشوكة،ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم
    يرزقون،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.



    حركة الدعوة الأسلامية / فرع إسكتلنده





ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني