ثمانية عشر طقماً وستة مدرعات ... جلبة شديدة ... إنها معركة ولا ريب ...
لا ..
إنها محاكمة .. نعم محاكمة عالمين جليلين شهد لهما العام والخاص بالتقوى والورع والزهد ... السيد العلامة يحيى بن حسين الديلمي ، والأستاذ العلامة محمد بن أحمد مفتاح .
بعد خمسة أشهر من إجراءات التقاضي التمثيلية حان وقت النطق بالحكم ، وقبل أن يتكلم القاضي تكلم العالمان ، العلامة مفتاح التفت إلى ابنه الذي يبلغ 12 عاماً وكلمه بصوت يسمعه الجميع : لماذا لم تأتوا بأخيك الصغير ؟؟!! ما منعكم من إحضاره ؟ هل تخافون عليه أن يصيبه ما أصابه من قبل ؟ أن يصاب بالذهول .. وأن يصاب بصدمة نفسية .. وأن يفقد قدرته على الكلام .
لقد غرق من في القاعة في البكاء عندما سمعوا تلك الكلمات .. الكلمات التي تصدر من وراء الحديد .
يحيى تكلم وعرى المحكمة أمام الحضور : لم تسمحوا لهيئة الدفاع بأن تقوم بعملها ، أين المستندات ، أين الأدلة ، أين ملف الادعاء الذي بموجبه ستصدرون أحكامكم ؟؟ كيف يؤدي المحامون عملهم وهم لا يعرفون ما هي القضية ؟
وهنا أشار وكيل النيابة الذي يدعى سعيد العاقل بيده إلى السيد يحيى إشارة حقد أن انتظر .. انتظر فستسمع حكماً دسماً .. نعم سعيد العاقل ( هكذا يسمى ) هو من أشار .. لا القاضي ، فقال له السيد يحيى : نعم ؛ قل له – يعني القاضي – قل له ما الحكم .
وبين هذا وذاك أمر القاضي الذي بدا متوتراً منذ دخول القاعة بإخراجهما .. ( يعني طردهما لكن بصيغة مؤدبة ) ، قام أحد العسكر بجذب السيد يحيى بقوة ، ليس غريباً ، ولكن الذي أذهل الحاضرين أن الجندي الآخر دفع هذا العسكري حتى أوقعه أرضاً ، نعم فمن الذي يرضى بمثل هذا الفعل في عالم يعرفه كيحيى ، وليس بغريب أبداً على يحيى ، ألم يبك أحد المشرفين في سجن الأمن السياسي عليه حينما فارقه متوجهاً إلى زنازين السجن المركزي .
وخرجا .. وعندها بدأ القاضي بسرد الاسطوانة المنتنة ، لكنه كان يتلعثم في سردها ، ويخطئ في قرائتها ، .. ترى هل هو فعلاً من أعدها ؟ مجرد سؤال !!!
ثم أعلن الحكم ... حكمت المحكمة ( حضورياً ) ما شاء الله .. أكيد حضورياً فالمدرعة التي وضع فيها العالمان حزء خارجي من القاعة !!
وتم النطق بحكم الإعدام فصمتت القاعة .. صمت الحضور .. ذهل الموجودون .. إعدام !!! لا إله إلا الله !!! على يحيى !!! أكيد أليس عميل لإيران .. نعم فالعملاء لم يعودوا أصحاب القصور الشامخة والسيارات الفارهة .. لم يعودوا أولئك البعيدين عن هموم الناس ومعاناة الأمة .. بل صاروا أصحاب بيوت الإيجار .. الذين لم يخزنوا تبراً ولا وفراً .
أما العلامة مفتاح فكان نصيبه ثمان سنوات من السجن .. حكم يبدو صغيراً إذا ما قورن بحكم نظيره ، ولكن العلامة مفتاح قرر ، وقرر معه الكثير من الرجال والنساء أنهم يطالبون .. يطالبون .. بأن يعدموا بدل يحيى .. نعم إن العلامة محمد مفتاح يطالب .. ومعه الكثير من الرجال والنساء بأن يعدموا بدلا عن يحيى .. نحن فداء يحيى فداء دماء يحيى فداء روح يحيى ..
بعض بكي .. بعض صرخ ... امرأة فقدت وعيها ... ويحيى وصله الخبر وهو في المدرعة فوقف ثابتا يهتف بأعلى صوته : مبروك مبروك مبروك مبروك



وثائق اعتقال ومحاكمة العالمين الجليلين يحيى الديلمي ومحمد مفتاح
http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=1479